هم ليسوا عراقيين لا ورب الكعبة

                                         

                            جواد البصري

الظروف التي يعيشها إخوتنا وأقاربنا وأصحابنا والذين نزحوا من ديارهم تاركين الغالي والنفيس للحفاظ على سلامتهم من بطش قوى الإرهاب يعيشون اليوم تحت خطر الشتاء القارص وأمطاره التي لا ترحم،

ولاغذاء ولا دواء ولا رحمة تنزل عليهم من رب العزة ولا منقذ، خيم تمزقت ومياه أغرقت أفرشتهم، اطفال يعانون من أمراض لا حصر لها وكبار سن أرهقتهم محنة النزوح، رغم ما يعانون منه من أمراض مزمنة وتعب التنقل والسكن الذي لا يتوفر فيه أبسط مقومات العيش. وهناك من ابناء جلدتنا والذين يسمون أنفسهم وينتمون إلى الأسره العراقية متناسين أن لهم في أرض العراق من يعانون الويل والحرمان، هؤلاء يتباهون بثرواتهم وحفلاتهم وأعراسهم حيث تشهد صالات الفنادق الفخمة في دبي وبيروت وعمان حفلات أعراس ومناسبات الميلاد والأنس والطرب والتباهي بأن تكون هذه الحفلات متميزة عن غيرها، حيث حدثني صديق لي عن حضوره إحدى هذه الحفلات (عرس) بأن ما صرف على هذه الحفلة بحدود ثلاثة ملايين دولار، حيث تم جلب المدعوين والمطربين بطائرات وحجز فنادق ذات خمس نجوم، وتقديم هدايا لجميع المدعوين تقدر الهدية الواحدة بثلاثة الآف دولار، والسهرة صباحي بكل ما تحمل من بهجة، والغريب في الأمر أن جميع الذين حضروا هذا الحفل كان حديثهم عن ملابس العروس والديكور الذي غطى قاعة الحفل وغناء المطربين العرب، والرقص على "الوحدة والنص"...

لم يتذكر لا صاحب الدعوة ولا الحضور من يعاني اليوم من ابناء بلدهم في الصحاري والوديان هذا المحتفل والآخرون من أصحاب المال والأثرياء الذين امتلآت بهم بلدان العالم كيف بهم أن يناموا أو أن يحتفلوا ..؟ أين أصبحت ضمائرهم..؟ لماذا لا يقارن بين أبناء أسرته الذين ينامون على أفرشة من حرير وهناك من ينام على التراب والطين والرمال .. ؟ إذا كان هو عراقي حقاً لماذا هذا الترف دون أن يقاسمه بين أسرته والأسر النازحة .. ؟ لماذا لا يلغي من ضميره الحي حفلات الترف وأن يخصص ميزانيتها لشراء أدوية وأغطية للنازحين بدل شراء بدلة عروس تقدر بمبلغ نصف مليون دولار تحتفل بها ليوم واحد أو مليون دولارمصاريف  سفرة شهر العسل.
 
إذن ماذا ينتظر النازحون إذا كان أبناء جلدتهم يتناسون أوضاعهم ودولتهم يدها قصيرة في توفير ما يحتاجون إليه وممثليهم في البرلمان غاطسون في نوم عميق، ونسبة المهجرين ثلثي الشعب العراقي والنسبة تتزايد يوماً بعد يوم ولا من معين، وعيون الجميع  إلى الله جل جلاله كي ينقذ أبناء العراق ممن لا راعي لهم فيهم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

717 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع