لماذا كل رجال الدين أثريـاء وشعوبهم فقيرة..!؟

                                        

                             نجاة النهاري*

لو قدر لي يوماً تولي الحكم يوماً لكان أول قرار أتخذه هو منع رجال الدين من تملك أكثر من منزل، والتزوج بأكثر من امرأة، وتخصيص مرتب شهري لكل منهم، ومصادرة كل ما زاد عن ذلك وتوزيعه للفقراء أو لرعاية الايتام والارامل والعجزة والمعاقين.. أليسوا هم الأولى بانفاق الصدقات منا لأنهم أكثر علماً وإيماناً منا..!!؟؟

لدي ثقة كبيرة أن أكثر من 95% من رجال الدين سواء كانوا يهود أو مسلمين أو مسيحيين سيتحولون الى "الماركسية" أو أي حزب علماني، ولن نسمع لهم كلمة واحدة في ذكر الله،، لأن الدين في كل العالم لم يعد نشر قيم ومباديء اخلاقية وأنما إلى أفضل وسائل الإثراء السريع.
ففي اسرائيل يحتل الأحبار والحاخامات وغيرهم من رجال التوراة صدارة قائمة الاثرياء، ولو تسأل عن أي شركة كبيرة ستجد ورائها أحد كبار رجال الدين،وقد عرف عن اليهود في الغرب أنهم يمسكون بمقابض الاقتصاد العالمي حيث كانوا أفضل من استغل مشروع الدولة الدينية في اسرائيل لجمع تبرعات طائلة تحت مسوغات حماية اليهود واللعب على بكائيات الهولوكوست، فاسرائيل أكثر بلد يمتلك جمعيات خيرية واتحادات ونقابات يهودية كلها تمثل مظلات للنصب الديني.
الشيء نفسه يحدث في العالم الاسلامي، ولو كل منا تذكر اسماء رجال الدين في بلده لن يجد بينهم فقير أو متوسط الحال بل كلهم اثرياء ويملكون اكبر المصالح الاستثمارية.. وكان الامر ذاته ايضا شائعاً لدى رجال الكنائس المسيحية لو ثورات التحول العلماني التي قوضت نفوذ رجال الدين باقامة مؤسسات مدنية.ومع هذا فان "القساوسة" مازالوا ليس بينهم من لم يدخل عالم الثراء.
هذا يحدث لان الدين مرتبط بمعتقدات روحية وعواطف وجدانية وانسانية من السهل التلاعب بها وتحريكها نحو البذخ، وكذلك لكون الدين يمثل علاقة مقدسة مع الرب يحرص الناس على توثيقها لكسب رضا الله وعنايته... لذلك يأتي البذخ بسخاء وبدون لوائح أو انظمة او رقابة عليا تمنع تحوله الى منفذ للفساد والفاسدين الذين يلبسون جلباب الدين لبلوغ مآربهم.
كما تجد رجال الدين غالبا ما يؤججون المخاوف من مؤامرات اديان اخرى او قوى تستهدف طمس دينهم، ويحرضون على الفتن من أجل خلق مناخ متوتر يقودهم الى ابواب تجارة السلاح وتجنيد المحاربين وغيرها من الاعمال التي تدر ارباحا طائلة جدا تفوق الخيال..
لذلك فان الدول التي يحتل فيها التيار الديني مواقعا متنفذة ومؤثرة لا يمكن ان تشهد سلاماً واستقرارا مهما تغيرت انظمتها او سياساتها- كما هو الحال مع اسرائيل وبعض الدول الاسلامية- لأن السلام والاستقرار يعني اغلاق ابواب تجارة السلاح والتبرعات تحت مسوغات نصرة اليهود أو المسلمين أو مواجهة "المؤامرات" الصهيونية أو الاسلامية.. فكلها ذرائع للنهب الديني المنظم على حساب عامة أبناء الشعب.
باعتقادي ان السلام في الشرق الاوسط لن يتحقق بوجود دول دينية بل على العكس بوجود دول مدنية علمانية تقطع طريق ثقافة غرس الاحقاد والكراهية واشعال الحروب والفتن والازمات التي هي مصدر ثروات رجال الدين، وتغرس بدلها ثقافة النظام والقانون والسلام وتبادل المصالح المشتركة.

*كاتبة وحقوقية يهودية من اليمن

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

792 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع