حروب العراق من بوش الأب إلى أوباما … الأهداف والنتائج

                                     

                          احمد صبري

لم يتعرض بلد إلى حروب وأزمات مثل العراق طيلة ربع قرن وضعته في قلب العاصفة وصدارة أحداث العالم.

وخلال ربع قرن تعرض العراق إلى أربع حروب قادتها الولايات المتحدة وحشدت لها دولا لمبررات متعددة في عهود الرؤساء بوش الأب وبيل كلينتون وبوش الابن وباراك أوباما، وكأن هذا الخيار بات من أولويات الإدارات الأميركية في حروبها على العراق.
ففي العام 1991 قادت واشنطن في عهد الرئيس الأميركي بوش الأب تحالفا دوليا ضم أكثر من ثلاثين دولة لإخراج العراق من الكويت بعد اجتياحه لها.
وخلال السنوات التي أعقبت هذه الحرب تعرض العراق إلى حصار قاسٍ استمر ثلاثة عشر عاما تخللها شن واشنطن في عهد الرئيس بيل كلينتون سلسلة من الهجمات الجوية على مناطق حيوية بحجة عدم امتثال العراق لقرارات مجلس الأمن ولتدمير قدرات الجيش العراقي، فضلا عن فرض منطقتي حظر الطيران في جنوب وشمال العراق.
وخلافا لحرب العام 1991 لم تستطع إدارة الرئيس بوش الابن حشد التأييد الدولي لغزوها العراق عام 2003 باستثناء استجابة رئيس وزراء بريطانيا توني بلير الذي دعمه في شن الحرب الثالثة بمزاعم مكافحة الإرهاب وامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل أثبتت الوقائع بطلانها وعدم صحتها.
وأدت ارتدادات غزو العراق واحتلاله إلى وضع العراق والمنطقة والعالم أمام تحديات أمنية خطيرة جراء تداعيات الغزو وفشل المشروع الأميركي وتخبط إدارة بوش الابن في تعاطيها مع نتائج الاحتلال تمخضت عن ظهور المقاومة العراقية كرد على مشروع الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى تحويل العراق إلى ساحة لنشاط وملاذ للجماعات المتطرفة وجاذبا لها جراء فشل المؤسسة العسكرية العراقية التي بنيت على أسس طائفية في حماية أمن العراق وحدوده.
وشكل التاسع من حزيران/يونيو الماضي مفاجأة للعالم بنجاح ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في بسط سيطرته على نحو نصف مساحة العراق بتمدده إلى محافظات الموصل وصلاح الدين وأجزاء من محافظتي الأنبار وديالى بعد انهيار شامل للقوات العراقية واحتمالات اجتياح بغداد.
واستفاق العالم على وقع مشهد جديد بالمنطقة بإعلان “دولة الخلافة الإسلامية” في أجزاء من شمال العراق وسوريا، الأمر الذي وضع حدا لتردد الرئيس الأميركي باراك أوباما في تعاطيه مع التطور الخطير وتداعياته على أمن المنطقة عموما.
وأعاد الرئيس أوباما مشهد التحالف الدولي الذي قادته واشنطن في حربها على العراق عام 1991 إلى الأذهان بتحشيد العالم من جديد لمواجهة خطر “داعش” ومكافحة الإرهاب بعمل عسكري جماعي محفوف بالمخاطر وغير مضمون النتائج في حرب رابعة يعيش فصولها العراق مفتوحة على جميع الاحتمالات.
وعندما نتحدث عن حروب العراق من بوش الأب إلى أوباما وما سببته من مآسٍ على العراق ومستقبله، فإن ما شهده العراق قبل شن الحروب الأربعة كانت حربا ضروسا مع إيران دامت نحو ثماني سنوات خرج العراق منها سالما ما وضعه في دائرة الضوء والاستهداف كقوة واعدة في منطقة نفوذ ملتهبة، فدارت عليه الدوائر
والسؤال: هل نحن أمام احتلال جديد للعراق بنفس الذرائع التي ساقتها الإدارات الأميركية في حروبها الأربع ..؟
هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

764 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع