العراق .. هل يمكن التعايش بعد ماحصل؟؟

                                           

                          محمد علي الأمام

منذ ان اصبحت بلاد الرافدين دوله باسم المملكه العراقيه بعد ان كانت ثلاث ولايات عثمانيه وكان العثمانيون يتولون رد الغزاة وفي مقدمتهم الفرس باشكال واسليب متعدده حتى جاء الاحتلال البريطاني واستقر الرأي ان تتوحد هذه الولايات الثلاث والتي كانت تدين بدين واحد ومذهب واحد الا القليل من اليهود والنصارى والشيعه بفرق مختلفه تأتي في مقدمتها الاثنى عشريه الاماميه واستمر الحال في المملكه الحديثه على احسن مايرام بغض النظر عن العداء الذي كان يكنه الشيعه لنظام الحكم منطلقين من اساس انهم احق بحكم العراق وما كانت ثورة العشرين كما روج لها القوميون العرب من اجل العراق بل انتقاما من الانكليز لانهم اهملوا الشيعه وكانت كل اجتماعاتهم مع السنه ومداولاتهم معهم لاستلام الحكم ..

منذ ذلك الوقت كان الشيعه يكنون العداء للحاكم سرا وبعض الاحيان علنا عندما تحين الفرصه حتى اضطر الانكليز لضرب عدة عصافير بحجاره واحده منها اسكات الشيعه بحاكم يعطيهم بعض من المكاسب وفي مقدمتها تخليصهم من الاقطاع السني لاراضيهم وهكذا كانت حركة تموز 1958 وجاء قاسم ونجحت الاهداف البريطانيه عدا ارضاء الشيعه الذين اصبحوا شيوعيون بامتياز والتاريخ يعيد نفسه في كل مره وشاركوا في القتل والسحل وكانوا من اكثر افراد المقومه الشعبيه والاسماء لاتزال كثيره في الذاكره وانتهت الجوله حتى جاءت جوله اخرى واذا بهم بعثيين من الطراز المتقدم ولكنهم يعملون باسلوب لايجيده غيرهم وهو اسلوب التقيه (النفاق المبطن) وهكذا تسلقوا الى البعث وقياداته وتبين لاحقا انهم من حزب الدعوه وغيره من عملاء ايران ..
منذ الاحتلال الامريكي توضحت الصوره بشكل اكبر وبانت حقائق الامور وماكان مخفيا من شركاء الوطن كانوا يستغفلون الاخرين ويهيئون لامور اخرى وصلت الى القتل والتنكيل والتهجير والاختطاف والاغتيال والاعتقال والاغتصاب وامور اخرى لم تكن تخطر ببال احد ولكنها حصلت مع الاسف تحت ذراع دينيه ومذهبيه فاسده .. وعانى اهلنا منذ اكثر من احد عشر سنه من كل هذا صابرين محتسبين ان يصحى هؤلاء ويعودون الى رشدهم ويتذكروا انهم كانوا يوما تحت حكم عادل معهم عدا الخونه والعملاء منهم ولكن يبدو انهم يزدادون حقدا ولؤما وشراسة ..
نستخلص من ذلك ان الشيعه يعملون منذ زمن طويل وبتوجيه مراجع ايرانيه لخدمة المشروع الفارسي التاريخي وعليه اصبح موضوع الدوله العراقيه وان تمكنت اي حكومه من ابقائه سيكون هشا ومخروقا حتى العظام وغير قابل للعيش المشترك وخاصة بعد ان سالت الدماء غزيرة وتوضحت الصوره للحقد المبطن والنزعه الفارسيه في العلاقه مع اهل السنه وغيرهم ولذلك اصبح من غير الممكن ان تتعايش هذه المكونات اطلاقا لانها سوف تظل تتآمر واحده على الاخرى وتستمر عمليات الاغتيال والخطف والتهميش والصراع على السلطه ..
قد يلومنا الاخوه الوطنيين والقوميين في طرحنا هذا ولكن لغرض الحفاظ على اهلنا وكرامتنا وديننا وحقوقنا ومواردنا وعلمائنا وكوادرنا وقيمنا وتاريخنا وان لانضيع في هذه المزباه التي تسود العراق الان لابد من حل وليس هناك من حل اقل من ان تكون هناك ثلاث فدراليات تؤمن لكل مكون حقوقه والدفاع عن هويته وموارده وانتمائه وكما يعلم الجميع ان الفدراليه ليست تقسيم وانما نظام اداري فيه مايضمن حقوق المكونات ضمن الدوله الواحده ومهما كانت الاضرار ولكنها حفظ لدماء اهلنا مما يحدث يوميا فقد وصلت الامور الى مالايطاق وخلص الصبر وباتت الحال مزريه ..
الموضوع متروك للنقاش وبدون مزايدات ووطنيات على حساب الكاتب .رجاءا ..

محمد علي الامام

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع