رأي في داعش..

                                  

                        محمد علي الأمام

بعد ان انحسرت الاضواء عن القاعده في سيناريو جميل اعدته الولايات المتحده الامريكيه مع مجموعة رامبو في قتل ابن لادن وبأسلوب هوليودي مثير ثم طمر الجثه ولايعرف احد حقيقة ماحدث ,,

بدأت القاعده تفقد بريقها وعملياتها وسأمت الناس حد الاهمال من اخبارها وباتت لاتشكل ماده يعتاش عليها الغول الامريكي سياسيا وليبتز باقي دول العالم تحت يافطة الارهاب بدأت مرحله اخرى من عملية تغيير قواعد الارهاب واسمائه وشكله ومالت الطريقه الجديده لان يكون محليا واقليميا وقريب بدلا من تنظيم لايراه احد ولايلمسه احد مثل القاعده وهكذا بدأت الفكره بتجميع مجاميع من هنا وهناك وكان العراق خصبا بمثل هؤلاء وخاصة الذين اعتقلتهم القوات الامريكيه تحت حجة المقاومه ومنهم من المطلوبين لجرائم اخلاقيه وقتل وسرقه وغيرها من الجرائم الخطيره من المحكومين بالاعدام  وعلى مدى اعوام تم اختيار مجموعات وتم التواصل معها وتدريبها بعد اطلاق سراحها وتغذيتها بالاموال ومنها من سافر الى بلدان اوربيه وعربيه ووضع هؤلاء تحت الطلب عند الحاجه في حينه لان الصحوات قامت بالواجب المطلوب تجاه المقاومه التي لن نرى اي ناشط من الموجودين حاليا فيها خلال تلك الفتره الصعبه والقاسيه ..
المخطط الامريكي كبير ومتشعب وطويل الامد وغالبا ما تطرحه امريكا بصوره غير مباشره عن طريق الاعلام او البعض من خارج الدائره الحكوميه كبالونات اختبار لرصد النتائج المتوقعه وبناء الحلول والخطط تجاها ولقد بدأت خطة الشرق الاوسط من وقت بعيد جدا قد لاينتبه اليه احد وهو في نهاية السبعينات عندما ازاحت امريكا حليفها الرئيسي والمهم شرطي الخليج شاه ايران عام 1979 بدون اي مبرر ظاهر وكانت اول تجربه للفوضى الخلاقه ( المدمره ) في الشرق الاوسط واستخدام العملاء في تأجيج الشارع ضد الحكومات والتي كان يديرها قائد المنطقه الوسطى من داخل السفاره الامريكيه (* 1)  بدون علم بوجوده من قبل السلطات الايرانيه التي منعتها امريكا من استخدام قواتها في قمع التظاهرات ومن هناك بدأت عملية ما سمي بربيع او الفوضى الخلاقه او ثورة الشعوب وغيرها من التسميات وتبع احداث ايران عملية الفلبين التي اطاحت المظاهرات فيه ( فردناند ماركوس ) حاكم الفلبين وغادر الفلبين بطلب ونصيحه امريكه في حين كان هو رجل امريكا في جنوب شرق اسيا وعندما شعرت امريكا واللوبي الصهيوني الذي يخطط معها ان من الصعوبه بمكان ان تزيح النظام العراقي وان الحرب مع ايران والكويت والحصار كلها لم تنفع في اسقاط نظام صدام حسين لجأت مضطره الى ازاحته بالقوه العسكريه لانه كان يشكل نموذجا لباقي الانظمه المراد ازاحتها والتي قد تستلهم منه صمودا او دفاعا يؤخر او يؤثر على خططها ..
ونلاحظ بعد انهيار النظام السياسي في العراق بدأت قطع الدومينو تتساقط من تونس وليبيا واليمن ومصر وسوريا ؟؟ وهنا اصبح الموقف في سوريا مختلفا وتمت معالجته بشكل آخر وعليه لابد من التنويه ان سوريه وايران اصبحتا ضمن عمليه واحده وقد ادخل العراق مؤخرا فيها وسوف اشرح ذلك بالتفصيل ..
هناك خلاف بين اسرائيل وامريكا حول ايران وليس خلافا من حيث الاهداف بل من حيث التنفيذ فالنظام في ايران هو صنيعه امريكيه وهذا واضح لدى الدول الاوربيه ومعروف فاسرائيل تستعجل التغيير في ايران وامريكا على العكس فهي مع الحفاظ على بناها التحتيه وتماسكها لتلافي ماحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن وحتى مصر لان الاضطراب في ايران ينعكس سلبا على دول الخليج ويعني ذلك على  70% من توريدات نفط العالم اذا ما انفلت الزمام في ايران وحصل الصراع الداخلي بين الاقوام الايرانيه المختلفه وخاصة مذهبيا وقوميا وهذا راي امريكيا ان تستنزف النظام تمهيدا لتغييره وكلا الطرفين امريكا واسرائيل مطمئنتين ان البرنامج النووي الذي تريده ايران لصناعة قنبله نوويه لن يوجه الى اسرائيل وسيكون ورقة تهديد للدول العربيه والاسلاميه والخليج حصرا .
ايران من اكثر دول المنطقه المؤهله للتقسيم لوجود اكثر من ثمانيه انواع من السكان المختلفين في القوميه والمذهب والعرق ولذلك فأن التغيير في ايران سيكون ناعما .
لكي لانبتعد عن موضوع المقال ونعود الى الناتج الذي تولد ليحتل مكان القاعده ويتصدر الارهاب الاقليمي مع صمت وهدوء القاعده منذ ظهور هذا التنظيم الجديد ( دولة العراق والشام الاسلاميه ) المختصر بداعش عدا تأكيد تنظيم القاعده على عدم الاعتراف به لكي لاتتشوه الصوره وبصدده ابين مايلي :
اولا . ان عناصر هذا التنظيم قد تم تدريبهم على ايدي خبراء من الجيش الامريكي ( فق المحموله جوا 82 وقوة الواجبات الخاصه ) في المملكه الاردنيه الهاشميه والكل اعتقد حينها قبل سنتين ان القوه ستقوم بالاندفاع مع الجيش الحر ضد بشار الاسد ولكنها ظهرت بأسم ( داعش ) لتنفيذ اجنده ومخطط أخر يختلف عما يعتقده الاخرون .
ثانيا . السؤال المحير لماذا لم تقم امريكا باستهداف داعش لافي سوريا ولافي العراق والسماح لها بالتنقل بين سوريا والعراق وبالعكس بكل سهوله وأمان ؟؟
ثالثا .المسؤول الاول لداعش وحسب ماصرح به الامريكي الهارب ( سنودسن ) بان ابو بكر هو عميل للموساد الاسرائيلي ويذكرنا هذا بالعميل (بيرنارد ) الذي كان يرافق ثوار ليبيا وتونس ومصر .
رابعا . التصرفات التي تثير الريبه والشك وخاصة التصرفات المعاديه والمتخلفه والعدائيه للمواطنين البسطاء والعزل مثل ماحصل في الموصل تجاه المسيحيين وتفجير التماثيل والجوامع وهي عمليات يراد منها اعطاء انطباع للعالم ان هذا هو الاسلام وتحسبا لما قد يظهر من تنظيمات اسلاميه وطنيه حقيقيه شريفه لغرض خلط الاوراق .
خامسا. لماذا تمتنع امريكا واوربا وايران من التصدي لهؤلاء وايران تعتبر حاضنه لهم على مدى سنوات .؟؟
مايجري اليوم
لقد تحول القتال في سوريا الى مواجهه بين ايران والسوريين ودخل فيها حزب الله الايراني والمتطوعين الايرانيين والغايه المعلنه هي الدفاع عن المقدسات وسبق ان تطرقنا لهذا الموضوع في مقال سابق وقلنا باختصار لايوجد شيء مقدس الا الله سبحانه وما يذكر غير ذلك هي ذرائع للتدخل لاغراض سياسيه وماديه والحصول على مناطق نفوذ ..
ان استنزاف ايران الذي ذكرته اعلاه بدأ في سوريا ولذلك لم تسمح امريكا بحسم الموضوع في سوريا وتركته يستمر لمزيد من الاستنزاف وعندما شعرت امريكا ان ايران قد تحملت الاستنزاف والعقوبات بادرت لزج العراق في عملية استنزاف اخرى   ليصبح العراق ساحة عمليات اخرى ضد ايران الممثله في الحكومه الشيعيه في بغداد ورافق ذلك زيادة العقوبات وتأجيل اللقاء لحسم موضوع الملف النووي الايراني ولابد ان اذكر القاريء ان الرئيس اوباما قبل سنه قال ( سوف لن اسمح بارسال جندي امريكي واحد خارج الولايات المتحده الامريكيه مستقبلا الا في حالة ان يتهدد الامن القومي الامريك ) ويعني هذا ان البديل هو السياسه وعمل المخابرات واحدى وسائلها داعش ؟؟؟؟؟؟
دخلت داعش الى الموصل بعلم المالكي وانه كان يخطط للاستفاده منها في ولايته الثالثه واعلن حالة الطواريء والتي لاحظنا سرعة رد الفعل الشامل والموصل كانت لاتزال بوضع حرج يحتاج الى معالجة ولكنه لم يكن محسوما لصالح داعش بعد لغاية يوم 12 حزيران وانسحاب القوات الحكوميه بهذا الشكل كلها تثير الشك في ان هناك اتفاق مع داعش وحكومة بغداد( تواجد قائد القوات البريه ومعاون رئيس الاركان للعمليات في الموصل بدون وجود اسباب عسكريه او موقف يستدعي ذلك ) واعتقد المالكي ان بامكانه استخدام داعش كوسيله على غرار السيناريو السوري وبنصيحه ايرانيه ليقول انه يقاتل الارهاب ويحوز الولايه الثالثه ,, واتفاق بين داعش وبشار الاسد وبين داعش وايران وبين داعش وامريكا وداعش مع كل الاطراف وكل كان يسعى للاستفاده من داعش بما في ذلك المعارضه العراقيه المسلحه ولكن داعش كانت تعمل بايعازات امريكيه وخطه امريكيه وبلع الجميع الطعم واستفاد البعض وخسر البعض الاخر وما تفعله داعش اليوم هو بتوجيه امريكي سوف ينكشف لاحقا اسبابه ودوافعه على صعيد المنطقه كلها ..


محمد علي الامام

*1 : راجع كتاب ايران مستودع البارود
اسرار الثوره الايرانيه

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

826 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع