الكباب يفقد أعز الاصدقاء ..

                                         

                     محمد صالح يا سين الجبوري

          

  

الكباب من الأكلات الشعبية التي تثير شهية الإنسان وخاصة تلك الروائح التي تنبعث من المنقل المشتعلة بنيران الفحم ,وقد اشتهرت مطاعم الكباب في الموصل منها (عبدالله الاربيلي , سيد بكر في الفحامين ,أبو جمال العلوي ,إسماعيل في الساعة ,الأخوين صديق ,رافع الفحام ,وكويسنجق في الدواسة ,ومطاعم عديدة ,)

ومعرفتي بالكباب منذ بدابة السبعينات,عندما كنت ازور الموصل في السبعينات بواسطة الباص الخشبي الذي يمتلكه (المرحوم الحاج جاسم الاحمد الجزاع) وكانت وسائط النقل قليلة ,ينطلق الباص من القرية في الصباح الباكر فيقف في مكان محدد ,ثم يعود إلى القرية عصرا,وعند وصولي الى المدينة أذهب الى الحلاق والى مطعم الكباب القريب من الكراج ,واتناول (نفر الكباب) ومعه الخبز الحار و(شربت الزبيب ) واللبن الاربيلي والخضراوات بسعر لايتجاوز (60) فلسا,وللكباب نكهة طيبة ,ويعمل من اللحم الخالص غير مغشوش.
اليوم لفت انتباهي تخلي (شربت الزبيب واللبن الاربيلي ) عن الكباب,ولا نستغرب من ذلك فالناس تغيرت وأصبح العالم ماديا وفقدت الكثير من المسائل الإنسانية التي كانت سائدة بين الناس .
نطالب بعودة الشراكة بين (الكباب وأصدقائه )على أسس سلمية وديمقراطية وستبقى أكلة الكباب (عرجاء) بدون (شربت الزبيب ) واللبن وهما شريكان في العملية ,كما نطلب الكباب أن يعود إلى سابق عهده وان يكون من اللحم العراقي الخالص بعيدا عن اللحم الاجنبي المستورد الذي أساء من سمعته ,وان يكون التعامل مع أصدقائه بشفافية ونزاهة وبروح ديمقراطية وأن يحترم الرأي والرأي الآخر .

أتمنى أن نرى الكباب يحتضن أصدقائه وتنتهي القطيعة التي استمرت سنوات وأن تفتح صفحة جديدة تهدف إلى خدمة المواطن الذي أثقلته مشاكل السياسة وأخواتها ,وبدأ يبحث عن أكلة دسمه تنسيه الهموم والمتاعب واخبار الانتخابات .
الدعوة إلى عودة المطاعم إلى الالتزام بتعليمات الصحة والنظافة والابتعاد عن وسائل الغش والخداع والكسب الحرام .
تحية إلى كافة المشويات التي هي من أصناف الكباب التي لها مذاق طيب لايختلف عنه,اتمنى للجميع الصحة والسلامة

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

795 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع