اين انتم يا مسؤولي العراق . من قامات عراق امس

        

    اين انتم يا مسؤولي العراق . من قامات عراق امس

    

   

       

انهمرت دموعي أكثر من مرة.. وأنا أعيد قراءة وتدقيق مشروع كتابي الجديد الموسوعي الضخم لدفعه للنشر وهو : (رجالات العراق الجمهوري : سلطة قاسم .. البعث الأول .. الأخوين عارف .. البعث الثاني 1958 ـ 2003) لنزاهة الكثير من رجالات العراق في العهد الملكي.. والعهد الجمهوري.. قامات عراقية مخلصة أفنت حياتها للعراق.. ولم يجنوا فلساً واحداً.. بعضهم لا يملك حتى داراً لسكنه وعائلته.. وبعضهم لديه داراً ورثها من أبيه.. أو بناه بكده قبل أن يصبح وزيراً.. أو منصباً أعلى ..
ـ استوقفني أحد قادة الجيش الكبار فنزاهته لا توصف.. حتى عندما يزوره احد أقرباؤه ويخرجون نهاية الدوام.. فلا يركب سيارته الحكومية.. بل يؤجر تكسي.. عيب أن يستغل سيارة الحكومة !!..
ـ وزير ودكتوراه وعالم.. يشتري أثاث للسفارة من راتبه.. مات ولا يملك غير مبادئه الجليلة وحبه للعراق.. لم تقيم الجامعة.. ولا الدولة مجلس عزاء له ..
ـ وزير آخر إذا طلب إجازة اعتيادية له من رئيس الوزراء فورق مكتبه حكومي.. وحرام أن يستعمله في طلب الإجازة.. فالإجازة قضية خاصة.. فكان يشتري ورق من المكتبات من ماله الخاص ..
ـ قاضي .. ورئيس محاكم استئناف العراق.. ووزير عدل .. مات ولا يملك غير الدار التي ورثها من أبيه في مدينة الاعظمية.. وراتبه التقاعدي فقط.. وأثاث بيته من زمن العصملي كما يقولون ..
ـ وزير مالية لثمانية مرات لم يجني لا بيت ولا سيارة.. وعندما سؤل مرة.. ردً وهو يضحك (يمكن راتبي ما بي بركة).. والحقيقة أن زوجته رئيسة جمعية لمساعدة الفقراء.. كانت توزع نصف راتبه كل شهر إلى الفقراء بمعرفته وموافقته ..
ـ رئيس وزراء لا يملك داراً.. وأخيراً بنى داراً (على قد الحال) كما يقول المثل.. بكلفة قرض العقاري فقط يسدد أقساطه شهرياً.. لعدم إمكانياته المادية .. فعائلته كبيرة وراتبه لا يزيد منه فلساً ..
ـ رئيس وزراء آخر يذهب بنفسه بسيارته الخاصة بعد الدوام الى مكتب الجباية بالدوام المسائي.. لدفع قائمة أجور كهرباء منزله.. بلا حمايات.. ولا قطع شوارع.. ولا مزيقة ..
ـ رئيس وزراء آخر لا يملك داراً للسكن يرفض تسجيل اسمه لاستلام قطعة ارض حكومية للسكن لأنه خارج الضوابط.. المضحك انه هو الذي يوزع قطع الأراضي على المواطنين ..
ـ عضو مجلس السيادة (يعني نائب رئيس جمهورية) قدم استقالته معللاً ذلك بالقول (بأنه لا يعمل شيئاً).. لم تقبل استقالته.. لكنه لازمً بيته.. بعد أشهر أرسلوا له رواتبه إلى بيته.. رفض استلامها.. وأعادها إلى رئيس الوزراء قائلاً: (حرام أستلم راتب بدون عمل !).. الله أكبر ..
ـ رئيس محكمة الشعب.. وهو من كبار الضباط يقيم وعائلته وعائلة أخيه في بيت أبيه.. مات ولم يستطع شراء أو بناء بيت لعائلته ..
ـ رئيس أركان جيش العراق.. وهو قائد فرقة عسكرية بنفس الوقت.. وكان أعلى رتبة عسكرية في العراق.. باعوا بيته الوحيد.. الذي ورثه من أبيه.. لعدم قدرته تسديد قرض العقاري.. فراتبه لا يزيد منه.. لأن عائلته كبيرة ..
ـ وزير بعد وفاته باعوا داره لعدم قدرته وقدرة عائلته تسديد قرض العقاري ..
ـ وزير آخر كان يمنح نصف راتبه للطلبة الفقراء.. كي يظهروا أمام زملائهم الآخرين بمظهر يليق بهم.. مات ولا يملك داراً..
ـ وزير لأكثر من وزارة في آن واحد يسكن هو وعائلته مع أبيه لعدم قدرته شراء دار لان عائلته كبيرة والراتب لا يكفي..
ـ وزير داخلية وخارجية إضافة إلى انه ضابط برتبة عالية.. له خدمة أكثر من أربعين سنة.. لا يستطيع تغيير أثاث بيته المتهالك.. زرته (أنا كاتب هذه المقالة) العام 1987 لإجراء حوار معه.. استغربتُ.. بل خجلتُ فأثاث بيتي حديث وجديد.. مات هذا الرجل.. ولا يملك غير داره التي شيدها على قطعة ارض استلمها كبقية الضباط في مدينة اليرموك ..
ـ الأنكى من ذلك رئيس جمهورية لا يملك داراً سوى ما ورثه من أبيه جزءً من دار.. وليس له رصيد في بنك ..
ـ رئيس جمهورية آخر لا يملك سوى دار بناه على قطعة الأرض الحكومية.. التي وزعت للضباط، وبسلفه العقاري.. نفيً من العراق ليعمل في الخارج كأي إنسان آخر قنوع ..
ـ رئيس جمهورية.. وهو عسكري ذو رتبة عالية.. كان أبناءه يذهبون الى المستشفى الحكومي للعلاج.. لأن عائلته كبيرة.. لا يملك غير بيته.. لم يستلم أرضاً أو عقاراً.. فسجل انه يملك داراً.. ولا يستحق قطعة الأرض التي وزعت للضباط في مدينة اليرموك أو غيرها.. ولم يسجل عليه استغلال منصبه لأغراض شخصية.. وعندما أحيل على التقاعد أخذ يزرع في حديقة مسكنه الخضر والطماطم والباميا وغيرها لاستخدامها في طعام البيت فالراتب التقاعدي لا يكفي ..
ـ رئيس وزراء وخدمته أكثر من 40 سنة لا يملك شيئاً.. يسكن داراً حكومية مؤجرة من قبله ..
ـ وعشرات المسؤولين الكبار واصلوا العمل ليل نهار في خدمة العراق.. ماتوا ولم يجنوا غير العمل الصالح لبلدهم.. أكن التقدير والاحترام.. وأقف إجلالا لأسمائهم اليوم ..
ـ هكذا كان العراق .. عراق العزة والفخر.. وهكذا كان زمننا الجميل ..
ـ إذن هؤلاء هم قامات العراق .. أين أنتم يا مسؤولي عراق اليوم ؟ من هذه القمم ..
ـ ماذا نسمي سياسيو عراق اليوم ؟؟ والله لم أجد اسماً أو عنواناً يليق بسلوكهم المرفوض بكل قوانين الأرض والسماء ..
ـ وا أسفاه على عراق اليوم.. وهو ينهب من قبل مسؤوليه.. ومن قبل قضائه وقضاته جهاراً وبلا حياء.. وبلا حساب ..

  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

511 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع