(أُم مَيِّر) أشهر بائعة باقلاء في الحلة

        

        (أُم مَيِّر) أشهر بائعة باقلاء في الحلة

               
   
                     بقلم/طه فرحان الربيعي - بابل

تضاريس المنطقة:
المحلة (جبران) وتضم عدة مناطق و(عگود)، ومن اشهر المناطق (السنيّة) نسبة الى (سنية خاتون) احدى اقارب الوالي العثماني الذي وهبها لها، والتي تبدأ طولاً للداخل اليها من الشارع العام بـ(الحُسينية) وهي مرقد الامام العلامة (ابن طاووس) حيث تنتهي اليها المواكب الحسينية التي تقام كل عام في ايام عاشوراء ليقوم (رادود) كل عزاء بقراءة رثائه في الامام الحسين (ع) وبعد (الحسينية) (حواش الجدد) والتي تضم عدة بيوت احدث بناء من مجاوراتها من (العكود) ومن اشهر العوائل في هذه الحواش:

           

(بيت كظومي) وبيت (هادي الاسماعيل) وبيت (ايوب) البيت الذي أشتهر بصنع وبيع (كبة البرغل) وما زال تقابل هذا (العكد) بيوتات من اشهرها بيت (محمد الفارس الجريان) وبعض البيوتات التي يسكنها اخواننا المسيحيون حيث بيت (توماس- داود) حيث كان ابنه (ادوارد) زميلاً لنا في المدرسة الابتدائية (الشرقية) ،وكانت تتردد على هذا البيت احدى قريباتهم الممرضة المشهورة (انجيل) (يذكر البعض ان "برباره" التي كان من المفروض ان تكون مسؤولة الحلة بعد الاحتلال-ابنتها).

           

ويستمر الداخل ليدلف في (عگد فرعي) عريض يضم بيوتاً متقابلة وفي نهايته تتفرع عدة (عگود) طويلة وضيقة والقاسم المشترك بينها انها مغلقة من اشهرها (عگد الضيج) حيث بائعة الباقلاء (ام مير) المرأة البدينة المتربعة امام قدرها الكبير المملوء بالباقلاء وبجانبها (طاسة) ملأى بـ(البطنج) ما زلت اتذكر البيت جيداً حيث تصحبني امي (جميلة) صباحاً، عليك اولاً ان تنزل (درجة) كي تكون في باحة البيت (ساحته) وتقابل الساحة غرفتان والى يسارهما (الدرج) المؤدي الى سطح البيت تتزاحم النساء صباحاً في بيت (ام مير)...

  

وكل امرأة من تلكم النساء تحمل بيدها ارغفة الخبز الذي يكفي لعائلتها مع (صحن) (ماعون) يسع الخبز.. تجمع (ام مير) عدة صحون مع الخبز وتضعها اولاً بجانبها ثم تبدأ بوضع الخبز بعد كسره الى نصفين في قدر الباقلاء وبعد دقائق تقوم باخراجه بالة تسمى (الجفجير) وتوزع الخبز المتحول الى (ثريد) على صحون النساء.. اكسبتها التجربة الطويلة في هذا العمل بمعرفة (خبز) كل امرأة اما ما يشاع عن وضع الخيط في ارغفة الخبز لمعرفته فلا اساس له من الصحة، وهذه التهمة ما زالت لاصقة بالحليين فحين يريد البعض من اصدقائنا (غير الحليين) ان يخاطبونا (اشلون خيطك) (احمر، أصفر..؟؟) (1)، وبعد وضع الثريد في (الماعون) تضع على وجهه بعض الحبات من الباقلاء المنزوعة الرأس (الكمع) وتسأل المرأة هل تضع عليه (البطنج) ام لا..

       

اما ما يدفع لـ(أم مير) من النقود فكانت عدة (فلاسين) والفلاسين جمع مفردها (فلس) وهي العملة المتداولة انذاك.

لابد من الاشارة الى ابنها (مَير) الذي يمتلك اعلى صوت في الحلة حيث كان يروج للافلام المعروضة في (سينما الفرات) وهو يحمل عموداً في رأسه لوحة كبيرة لصقت عليها صورة الفلم المسمى (سثيت) وغالباً ما تكون الدعاية في (الربل) يصحبه (الطبل) وهو يتجول في انحاء المدينة...

         

ومن صفات (ميّر) الاخرى انه كان (طبالاً) من الدرجة الاولى فقد لازم الراحل (سعدي الحلي) في اغلب امسياته وحفلاته.

                 


كان تجمع النساء صباحاً عند الحاجة بائعة الباقلاء (ام مير) مناسبة عفوية لتبادل الاحاديث، اغلب النساء يتحدثن بصوت عالٍ، وهنالك من تهمس لجارتها بـ(فعل) الليل.. وكنا ونحن صغار نعرف من الحامل ومن تشاجرت مع عمتها ومن طردها زوجها.

         


في نهاية الخمسينيات، بدأت صحتها بالتدهور، فلم تعد صاحبتنا تميز (ثريد) النساء وبسبب الشيخوخة ودعت الحياة وتركت (جدر) الباقلاء دون وريث.
وبعدها احترفت امهاتنا ثم زوجاتنا عمل الباقلاء في البيت، ولكن هيهات فـ(فولية) (ام مير) ما زالت تحت لساننا، لاننا كنا نأكل الباقلاء مع شيء (يتگرگط) تحت اسناننا.
              
(1) يؤكد البعض صحة وضع (الخيط) مع الخبز خوفاً من الشجار (العركة) بين النساء هذا التأكيد جاء من الباحث التراثي الاستاذ (عبد اللطيف نصيف الربيعي) في مقابلة خاصة.
ولكن هل يصمد (الخيط) برفقة الخبز و(المنگع) والمتحول الى (ثريد) في ماء الباقلاء المغلي؟!

                        

              معلومات لغير العراقيين:

بائعة الباقلاء (ام الباگله) بائعة عراقية تراثية اكثر الاوقات تبيع ما تطبخه من باقلاء في المناطق الشعبية في الازقة ولا ادري اذا كانت لاتزالةهذه السيدات يبيعن الباقلاء ام انقرضن كباقي البائعات

وبائعة الباقلاء تفترش الارض واضعة امامها قدر الباقلاء والذي يكون احيانا تحته موقد لتسخين الباقلاء بين حين واخر وكاسات صغيرة وبعض الماء لغسل الكاسات وبعد ان تنقع الخبز بماء الباقلاء المسلوق تضيف عليه حبات الباقلاء

ويتجمع النساء والاولاد الصغار لشراء الباقلاء اللي تبيعها لهم السيدة في كاسات صغيرة واحيانا تقوم البائعة برش مسحوق ما يسمى بالبطنج على الباقلاء التي في الكاسة وهو مسحوق لنوع من الاعشاب الخضراء , وبعدها يتم اضافة الدهن الحار (سمنه سخنه) في البيت او البيض المقلي وقبل ان ينتهي النهار تكون البائعة قد انهت بيع ما هو موجود في القدر واتجهت في طريق العودة الى بيتها لتحضيرما ستبيعه في اليوم التالي...

موقع/ فتكات

                

الگاردينيا: لم نستطيع التعرف على الفنانين الذين رسموا اللوحات أعلاه.. لذلك من الواجب الأعتذار منهما ..

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

924 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع