سينمات العراق... رحلة في دور السينما لاكثر من مائة عام

    

   سينمات العراق... رحلة في دور السينما لاكثر من مائة عام

ايلاف/عبد الجبار العتابي:صدر للكاتب العراقي الدكتور شفيق مهدي كتابه الحديد الذي يحمل عنوان (سينمات بغداد) عن مكتبة الحبيب ببغداد ،وهو الاصدار الخامس له ضمن سلسلة (موسوعة التراث الشعبي العراقي) ويتناول فيه تاريخ دور السينما في العراق والذكريات الجميلة للناس معها ، ويعد هذا الكتاب الأول من نوعه في توثيق تاريخ دور السينما في العراق التي تعرضت للانقراض .

يقع الكتاب في 274 صفحة من القطع الكبير ، افتتحه بإهداء ( الى روح الاستاذ حبيب الملاك .. رائد دور العرض السينمائية في العراق) ثم الحقه بـ (شيء ما ) يوضح فيها بقوله (بدأ حبي للسينما وعشقي لارتيادها منذ زمن مبكر في حياتي ،فقد كان والدي رحمه الله من اشهر روادها ،كما كان اخواي عبد الامير وجميل رحمهما الله ،وحتى نساء البيت كن يذهبن الى (سينما الجمهورية) التي كان اسمها (ربيعة) سابقا في عصاري ايام الاثنين والجمع والعيدين المباركين حيث يتهيأن للذهاب الى السينما ومعهن ما اعددنه في البيت من (حب الرقي) و (حب البطيخ) وبعض شطائر الطعام والفواكه الطرية .. )، يتبعه بـ (تقديم) يوضح فيه اسباب اهدائه كتابه الى الاستاذ حبيب الملاك حيث يقول (ليس هنالك عراقي ايا كان موقعه،في الشمال او الوسط او الجنوب، من لم ينله فضل هذا الرجل ،فدار السينما تعني منذ بداية دخولها الى بلدنا، ان ظاهرة جديدة غزت العالم بجدارة وقدرة رهيبة زاهية ،قد استطاعت ان تكون بيننا وجها من وجوه الجديد النافع والمسلي ) ويؤكد (دخل هذا الرجل الميدان السينمائي لا بحكم المصادفة او العفوية ، بل انه من خلال متابعة تكوينه الحياتي او اندفاعه الحماسي وهو في بداية شبابه ،كان ينظر الى الحياة بسعتها والى العالم برؤية متقدمة منذ البداية ) .

الكتاب رحلة في تاريخ دور السينما في العراق ابتداء من البصرة الى السليمانية ، تناولت كل الدور السينمائية في المحافظات العراقية وكل التفاصيل الخاصة بها من خلال مباحث عديدة ، ويستعرض اسماءها الاصيلة والمتغيرة وما عرض فيها من افلام ،كما يتطرق الى البدايات ويشير الى ان (اول عرض سينمائي في بغداد كان في 16 تموز / يوليو 1909 في ( دار الشفاء) في الكرخ والتي كانت تسمى (مستشفى الغرباء) الواقعة في محلة (سوق الجديد) ،مشيرا الى ان (دار سينما بلوكي) تعد اول دار عرض سينمائية في العراق عامة عام 1911 ،نظمه احد التجار المتخصصين في استيراد المكانئن ويدعى (بلوكي)، وهذا نا يفسر تسمية السيمنا الرسمية الاولى في العراق بسينما بلوكي، كما يؤكد ان (رحلة انشاء الدور السينمائية بدأت في بغداد بوتيرة واحدة وتزايد عددها حتى وصل الى اكثر من تسعين دار عرض في منتصف الستسنيات ، وكذلك الحال في المحافظات .

ويوضح في احد المباحث ان دور السينما لم تكن تعرض الرقوق (الافلام) فقط ، بل كانت تصير مسارح لعرض المسرحيات ،ويشير في ذلك الى ان ادارة السينمات كانت تشجع على اقامة الحفلات التمثيلية في السينما والمسرحية منها خاصة ،ولذلك كان بعض الفرق التمثيلية يقدم حفلاته هناك وفي مقدمتهم الفنان يحيى فائق .

ويذهب المؤلف الى (اعلانات السينما) آنذاك ، فيؤكد ان (اكثر الامور اللطيفة في دنيا السينما الرحبة وعالمها الواسع كانت طريقة الاعلان عن الافلام لواسطة مناشير فيها صورة (الشيت) وتفاصيل الاسماء،وكان الاشخاص المكلفون بالاعلانات يروجون لها بواسطة العربات او رجل يحمل الاعلان او بواسطة الزوارق النهرية ومنهم من يحمل الطبل والمزمار لجلب الانتباه، وكانت سينما (سنترال) الوحيدة التي تعلن عن منهاجها ، فقد كان صاحبها (عباس حلاوي) وشريكه (ساسون) يقفان على باب السينما ويعلنان عن المنهاج بصوت عال (اربع مناظر .. ستة ايدي بولو .. شارلي شابلن الهزلي .. ومسلسل لوك الو النظارات .. ومسلسل جاكي كوخان .. ومسلسل طرزان !!) .

ويشرح المؤلف في كتابه كل ما يخص السينما ودورها الصيفية والشتوية وافلامها وناسها ومقاعدها وارجمتها واسعار تذاكرها والباعة الجوالين فيها وصولا الى الازمنة التي بدأ فيها سقوط دور السينما وتحولها الى مخازن او الى بنايات مختلفة .

يعد هذا الكتاب (الإصدار الخامس) للكاتب الدكتور شفيق مهدي ، اذ اصدر قبل هذا الكتاب اربعة كتب تناولت التراث الشعبي العراقي والموروثات الشعبية القديمة مثل : مقاهي بغداد،العاب صبيان العراق،نداءات الباعة واصخاب الحرف ووسائط النقل العراقية القديمة .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

672 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع