الفنان أكثر قدرة في التعبير عن واقع الحياة

    

  الفنان أكثر قدرة في التعبير عن واقع الحياة

                        

  

  لعل الفن في أبرز حالاته أداة لإبراز الواقع والتجارب الإنسانية، بعد ما يقوم بوظيفته في تفكيك وإعادة صياغة المعول عليه بشكل مغاير عبر عملية تكوين وبناء، وتناسق وتساوق في الوحدات اللونية، وما تتركه من آثر جمالي ومعرفي تاركاً للمساحات البيانية وللخطوط والضربات اللونية تتحدث عن نفسها بشكل جليّ معبرة عن موقف الفنان - الإنسان ونظرته إلى الكون والوجود. وعلي عبد الكريم أحد الفنانين التشكيليين المعاصرين والذي له حضور فاعل ومميز عن طريق مشاركاته العديدة في المشهد التشكيلي العراقي والعربي وهو احد الذين يستلهمون من المدرسة التعبيرية وظيفة إبداع في اشتغالته الفنية التي أخذت على عاتقها التعبيرعن المشاعر والأحاسيس الإنسانية والحالات الذهنية التي تثيرها الأشياء والمواقف والأحداث على أرض الواقع المعاش، حيث ترفض التعبير عن مبدأ المحاكاة الأرسطية، وذلك عن طريق تصوير الأشكال بطريقة مغايرة عما هو مألوف وراسخ، عبر تكثيف الألوان ومغايرة الأشكال الصورية التي تقف على الثبات في معظم الأحوال والأوقات، في محاولة منها اصطناع الخطوط القوية وخلق المغايرة المثيرة عبر مزج وتشكيل الخطوط والألوان في إعادة بناء عناصر الطبيعة بطريقة تثير المشاعر ولكن بأسلوب تراجيدي يتسم بما يعانيه الإنسان في الوقت الراهن من اغتراب وضياع وتمزيق في وحدة العلائق الإنسانية، وتشويه متعمد للشواخص الحضارية وجماليات المكان التي عادة ما ترتبط بذاكرة الإنسان بعلاقة عضوية لا انفكاك منها ولا انفصام سواء في حله أم في ترحاله أو في غيابه السرمدي.

                   

وفي هذا الحوار نسلط الضوء على تجربته التشكيلية واشتغالته الفنية على المساحات المفتوحة.
* بصفتك فناناً تشكيلياً، كيف تقرأ إجرائيا شعرية الصورة التشكيلية ؟
- الصورة التشكيلية وبما تملكه من لغة ضمنية ينطق بها الفنان على طريقته الخاصة والذي يحاول جاهداً ان يوصلها بإتقان ليفرض إنتاجه كي يؤثر على إحساسات غيره من الناس شريطة ان تحمل صدقاً فنياً قادراً على محاكاة الواقع ووضعهما بين يدي الجمهور مخاطباً إياهم بلغة تعبيرية صامته تلك التي أراد إيصالها مسجلاً بذلك لنفسه صوتاً خاصاً ينطق به، بل لابد ان يتخذ الحواس.

              

*كيف يمكن لنا خلق صورة معبرة، تمتلك لغتها الدلالية والتشكيلية، سواء على مستوى الكتلة او اللون، وهل بالإمكان خلق التوازن والتناغم في موجودات اللوحة ؟
- يعمل الفنان على إيجاد نظير تشكيلي لأحاسيسه الداخلية سواء الشعورية او اللاشعورية واستجاباته لمدرك معين او لخبر فني ما، فهو اذن يترجم الموضوع الذي يعمل فيه إلى صفات حسية ليس لها وظيفة المحاكاة في الشكل وإنما بعمل على ان يثير إحساسا مماثلاً وليس صورة مماثلة ووضع إنتاجه في ميزان الإقناع البصري مستخدماً بذلك خبراته الفنية وخزين ذاكرته الإبداعية.       
* للفن وظيفة جمالية أولاً، ورسالة إنسانية ثانيةً، كيف تفسر ذلك ؟
- قبل الخوض بعلم الإحجام والنسب والألوان والبراعة اليدوية أقول : ليس الفن مجرد لغة أو تعبير بل هو أداة تعبير فالفن هو الأداة الناجعة التي تعدل من البيئة القائمة على الوجه الأحسن ومن المؤكد ان القيمة الجمالية هي التي تضمن لأهداف الحياة اكتمال تحقيقها...
وتبعاً لذلك تجد ان عالم الفن هو عالم الحرية والانطلاق والاستمتاع بوجود الجمال أو الإحساس بوجوده...
ومن هنا ان الفن يضفي على العالم المرئي ذلك السحر السري الذي يسمى الجمال..       
* كيف تتفاعل مع اللون، وما تأثيره ؟
- اللون هو المظهر الذي تدركه أعين المشاهد فهو اذن اقدر عناصر الموضوع الحسي على استثارة الإعجاب أو توليد اللذة في النفوس وتأثير اللون ليس مجرد تأثير حسي بل هو عاطفي أو وجداني تتفاعل معه النفس والجسم معاً.. يتناغم ايجابياً مع موضوع العمل ويتجانس وحده بجمالية مؤثرة متماسكة ذات قيمة تعبيرية شعورية ترتقي إلى مستوى الإدراك الحقيقي لموضوع اللوحة.

       

* من أين يستقي الفنان قيمه الجمالية، في بناء وتشكيل اللوحة ؟
- من تضادات الواقع المعاش وحيوات التجارب الإنسانية والارتباط مع وحدة الأرض التي تمور في ضخ الأزمات.
فالفنان أبن بيئته، ونتيجة تكوينه السايكولوجي يكون مرهف الحواس وسريع الانجذاب والتلقي ما يجعله أكثر قدرة في التعبيرعن واقع الحياة وتجارب الآخرين عبر رسالته الفنية.
----------------------
السيرة الفنية بأختصار:
 مواليد بغداد 1958
 أمين عام بيت التشكيلين العرب
عضو نقابة وجمعية الفنانين العراقيين
عضو جمعية الخطاطين العراقيين
عضو اتحاد الصحفيين العراقيين
 أقام  7معارض شخصيه في بغداد، كما شارك في عدة معارض داخل وخارج العراق في الكثير من المهرجانات المحلية والعربية في أربيل والسليمانية وفي تونس والمغرب والأردن ولبنان.
وله مشاركة بمسابقة أجمل لوحه في الوطن العربي و قد فازت لوحته بالمركز الثالث بمشاركة كبار الفنانين العرب.
حصل على العديد من الدروع والشهادات التقديرية داخل العراق وخارجة.
أصدر كتاب بعنوان " تجليات لوحة " يحتوي على 100 لوحة وقصيدة.
وله كتاب آخر تحت الطبع  بعنوان " للذكريات بقية" .
يعمل حاليا مدرساً في كلية الفنون التطبيقية ببغداد.
في بيته مرسمه الخاص وفي عمله يمارس طقوس الرسم اليومي
يطمح أن يكون للفنان العراقي جهة تهتم به وتشجعه فهو المتميز عربيا وعالميا.

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

769 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع