أسئلة عراقية أبعد من الرواية

   

                           شناشيل البصرة

البصرة - العربي الجديد:لم يكن اليومان اللذان خُصّصا لفعاليات الدورة الثانية من "ملتقى الرواية"، كافيين للإحاطة بجميع الأسئلة والهواجس، التي حملها قرابة خمسين روائيّاً وناقداً عراقياً إلى البصرة، في موعد انتظرته المدينة لأكثر من ثمانية أشهر.

كان من المقرّر أن يُعقد الملتقى، الذي ينظّمه "اتّحاد الأدباء والكتّاب" في البصرة، مُنتصف شباط/ فبراير الماضي، بعد أن تعهّدت وزارة الثقافة العراقية بتمويله، لكن تأخّرها عن ذلك أدّى إلى تأجيله مرّتين، قبل أن يستقرّ تاريخه في الثاني والثالث من الشهر الجاري.

حملت الدورة الجديدة اسم الروائي العراقي فؤاد التكرلي (1927 – 2008) وشعار "الرواية العراقية.. آفاق تتجدّد". ركّزت البحوث والدراسات التي قُدّمت فيها على المنجز الروائي في البصرة بشكل خاص، والعراق بشكل عام، ملقيةً الضوء على تقنياتها الجديدة والتحوّلات التي مرّت بها في السنوات الأخيرة.

تضمّن برنامج الملتقى أربع جلساتٍ أدبية ونقدية: الأولى بعنوان "الرواية البصرية"، وضمّت الثانية محورين هما "فؤاد التكرلي وموقع الرواية العراقية في السرد العربي" و"الرواية النسوية.. رؤى وتجارب"، بينما خُصّصت الثالثة لمناقشة "التمثّلات الجديدة في الرواية العراقية"، وأضاءت الرابعة "التقنيات السردية المجاورة في الرواية".

شارك في كلّ جلسة خمسة نقّاد، إضافةً إلى روائيين من مدن عراقية مختلفة، عرضوا شهاداتهم وتجاربهم في الكتابة، من بينهم: فاضل ثامر وشجاع العاني وأثير محسن الهاشمي وأحمد خلف وفارس حرام وفاطمة بدر وكاظم الشويلي وصلاح زنكنة ورغد السهيل وأسعد اللامي.

على هامش الملتقى، أُقيم معرض شخصي للمصوّر الفوتوغرافي والشاعر صفاء ذياب بعنوان "خان زمان"، بدا فيه مهجوساً بذاكرة الأمكنة؛ حيث نقلت عدسته صوراً من جمال شطّ العرب الذي بدأ يذوي بسبب التلوّث والملوحة، وأخرى للمنازل المبنية من الخشب والزجاج في البصرة، والتي تُعرف في اللهجة العراقية بـ "الشناشيل"، والتي أخذت تتهاوى لتحلّ العشوائيات محلّها.

بعيداً عن الرواية وهواجسها، كان تنظيم الملتقى في حدّ ذاته حدثاً هاماً في البصرة، في أبعاده الرمزية. لعلّ ذلك ما عبّر عنه رئيس فرع اتّحاد الكتّاب في المدينة، كريم جخيور، حين صرّح لإحدى وسائل الإعلام المحليّة: "رغم كلّ الظروف المالية والأمنية الصعبة، أنجزنا الملتقى، احتفاءً بالحياة، ولأنّنا أردنا إرسال رسالة تقول إن البصرة ليست برميل نفط، بل مدينة ثقافة وأدب وفن".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

808 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع