أربيل قبلة خصوم المالكي لترتيب مرحلة ما بعد الانتخابات

 

بدأت قيادات سياسية عراقية بالتوافد على أربيل لاجراء مباحثات مع القادة الأكراد حول مرحلة ما بعد الانتخابات وترتيبات تشكيل حكومة أغلبية سياسية وإمكانية عقد تحالفات لاختيار رئيس حكومة بدلًا من المالكي الذي تعبر مختلف القوى السياسية عن رفضها حصوله على ولاية ثالثة.

د.اسامة مهدي/لندن: بدأ زعيم ائتلاف الوطنية العراقية اياد علاوي والقيادي في التيار الصدري نائب رئيس مجلس النواب قصي السهيل مباحثات في عاصمة أقليم كردستان تتناول التطورات الامنية والسياسية والحالفات السياسية في مرحلة مابعد الانتخابات البرلمانية المقبلة المنتظرة في 30 من الشهر الحالي.

فقد اجرى علاوي في أربيل اليوم مباحثات مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تناولت الاوضاع السياسية والامنية في البلاد والانتخابات المقبلة والتحالفات المنتظرة في مرحلة ما بعد ظهور نتائجها.

ورفض علاوي تولي رئيس الوزراء نوري المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة وقال في تصريح صحافي عقب الاجتماع "ان ائتلاف الوطنية ملتزم بتصويت مجلس النواب حول قرار رفض الولاية الثالثة لرئاسة الوزراء رغم اعتراض المحكمة الاتحادية عليه".

ومن جهتها قالت رئاسة اقليم كردستان ان الجانبين بحثا خلال اللقاء الاوضاع السياسية في المنطقة، و الاوضاع الامنية والسياسية في العراق، بالأضافة إلى ازمة محافظة الانبار. وأشارت في بيان صحافي إلى أنّها ناقشا ايضا الخلافات بين اقليم كردستان وبغداد والانتخابات النيابية المقبلة، حيث أكدا ان العملية السياسية في العراق وصلت إلى طريق مسدود ويجب اجراء تغييرات جذرية. وأوضح ان علاوي طلب من بارزاني لعب دوره بلعب في التغييرات المقبلة في العراق وتصحيح مسار العملية السياسية.

وأجرى قصي السهيل نقاشات مع القادة الأكراد حول الخلافات بين بغداد وأربيل فيما يخص الموازنة العامة للبلاد للعام الحالي 2014 والبالغة قيمتها 135 مليار دولار ورفض الأكراد التصويت لها فيما لم يتم رفع العقوبات التي نصت عليها ضدهم.

كما تناولات مباحثات نائب رئيس مجلس النواب تطورات الاوضاع السياسية والامنية بشكل عام وموضوع التنافس الانتخابي الحالي انتظارا للانتخابات العامة. ومن المنتظر ان يصل إلى أربيل خلال اساعات المقبلة عدد اخر من الشخصيات السياسية لبحث اوضاع بلادها والاستعدادات للانتخابات المقبلة والتحالفات التي ستعقبها.

مواقف متباينة من حكومة الاغلبية السياسية

واليوم قال رئيس قائمة تجمع الشراكة الوطنية للتيار الصّدري بهاء الأعرجي ان التحالفات السياسية المقبلة ستعتمد على ما تحصل عليه كل كتلة من مقاعد في البرلمان الجديد. وأشار إلى أنّ الحديث عن التحالفات السياسية سابق لأوانه لأن التحالفات تعتمد على نتائج التصويت وما تحصل عليه كل كتلة من مقاعد.

وأعرب الاعرجي كما نقل عنه بيان صحافي عن أعتقاده بأن النتائج ستفاجئ الجميع وتحدث تغييراً جوهرياً في الخارطة السياسية الحالية.. وقال أن الصدريين سيحصدون مقاعداً تُجبر بقية الكتل على الإلتفاف حولهم "وهذا يعني أننا سنكون اللولب في التحالفات والبوصلة الحقيقية في رسم مؤسسات الدولة " بحسب قوله.

وأضاف قائلا "اننا لا نقبل إلاّ بحكومة الأغلبية التي نعتقد أنها ستُنهي نصف أزمات ومشاكل العراق فعلى الأقل سوف نكون أمام حكومة وبرلمان قويين يستطيعان أن يقدما الخدمة التي ينتظرها الشعب".
وأكد انه لا مجال للتدخل الأجنبي في تشكيل الحكومة العراقية فهي وطنية "وفي الوقت ذاته ليس لدينا أية خطوط حمراء على الجميع وإذا كنا نتكلم عن شراكة فيجب أن تكون شراكة في القرار السياسي وليس الأداء الحكومي".

وحول هذا الموضوع استبعد المفكر العراقي والنائب المستقل حسن العلوي امكانية تشكيل حكومة اغلبية سياسية في العراق. وقال ان " تشكيل حكومة اغلبية سياسية ممكن حصوله بكل العالم الا في العراق لان اغلبية تشكيلها تتطلب عدد مقاعد يتجاوز 164 ويقترب من 170 مقعداً وهذا من المستحيل تحقيقه في العراق".. وأوضح ان " تشكيل الحكومة في العراق قائم على اساس التوافق وليس بعدد المقاعد النيابية".

وأشار العلوي في تصيح نقلته الوكالة الوطنية العراقية إلى أنّ " تشكيل حكومة الاغلبية لا يتعلق بعدد المقاعد التي تحصل عليها كل كتلة ، وانما عدد التحالفات لان اكبر كتلة لا يمكن على الاطلاق ان تحقق 100 مقعد وحتى اذا اتت بها فهناك 228 نائباً خارجها " متسائلاً "من اين تجد اربعة حلفاء من أجل تشكيل الوزارة؟

وقبل ذلك كشف العلوي عن ان قوى سياسية ابلغت ايران رفضها ولاية ثالثة للمالكي وقال ان عليه أن يعتمد على نفسه إذا ما أراد الحصول على ولاية ثالثة لأن الكتل الأربع التي ساعدته من قبل "لن تفعل ذلك مجدداً" وفي حين كشف عن إبلاغ إيران لكتلة الحكيم أنها مع الذي "يربح على الأرض" عد أن خوضه السباق الانتخابي مع كتلة الأحرار الصدرية يشكل "انفتاحا للحركات الإسلامية على المدنية".

وقال العلوي إن "المالكي قدر رفعته أربع كتل أو أربعة أحجار هي الكردية والعراقية والصدرية (نسبة للتيار الصدري) والحكيمية (نسبة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم)" مشيراً إلى أن هذه "الكتل الأربع غير مستعدة حالياً لأن ترفع اعتراضها وتمكنه من الحصول على رئاسة الحكومة كما حصل من قبل".

وأضاف العلوي في تصريحات لوكالة "المدى بريس" أن "المالكي لن يجد كتلة ترفعه إلا نفسه" مبيناً أن "لدى المالكي مشكلة، فلو حصل على 120 مقعداً نيابياً لن يستطيع تشكيل الحكومة المقبلة". وأوضح أن "الحكومة تشكل بموجب التوافق الوطني عاداً أن "تجربة المالكي السابقة مع إقليم كردستان لا تشجع على تجديد ولايته".

وأكد العلوي قيام المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم بابلاغ إيران أنها اعطت الوزارة لحزب الدعوة لثلاث مرات وانها لن تقبل بذلك مرة أخرى".. وأوضح أن "الإيرانيين ردوا عليهم بأنهم مع الذي يربح على الأرض".

وكان رئيس الوزراء رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أكد ضرورة التغيير في الانتخابات المقبلة. وقال لدى اطلاق حملته الانتخابية الاسبوع الماضي ان اول تغيير هو التغيير في النظام السياسي والتحول لنظام الاغلبية.

اتفاق كتل على تشكيل الحكومة المقبلة بعيدًا عن المالكي

من جانبه أشار القيادي في ائتلاف "متحدون للاصلاح" احمد المساري إلى وجود اتفاق اولي بين كتل متحدون للاصح بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي والاحرار الصدرية بقيادة مقتدى الصدر والمواطن بزعامة عمار الحكيم والتحالف الكردستاني على تشكيل الحكومة المقبلة.

وأوضح ان هذه الكتل اتفقت على عدم التجديد لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لدورة ثالثة وان نتائج الانتخابات هي التي ستحدد شكل الحكومة المقبلة : الاغلبية السياسية او الشراكة الوطنية. وأضاف ان "كتل متحدون والمواطن والاحرار اتفقوا على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة عبر تشكيل تحالف بينهم بعد الانتخابات وهذا التحالف لن تؤثر عليه جميع الضغوطات الخارجية".

يذكر ان كتل الاحرار الصدرية ومتحدون وائتلاف المواطن شكلوا بالأضافة إلى قوائم اخرى في محافظة بغداد ائتلاف "كلنا بغداد" وذلك بعد انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في نيسان (ابريل) من العام الماضي حيث اتفق هذا الائتلاف على اسناد منصب محافظ بغداد للنائب عن كتلة الاحرار علي محسن التميمي مع نائبين للمحافظ هما جاسم موحان البخاتي من كتلة المواطن وكريم خلف من كتلة العراقية العربية كما تم الاتفاق على تعيين رياض العضاض من كتلة متحدون رئيساً لمجلس المحافظة باغلبية 31 صوتا وشيماء جعفر العبيدي من كتلة الخير والعطاء نائبا له.

ومن جانبه قال رئيس كتلة الاحرار النيابية الصدرية النائب مشرق ناجي ان اسم مرشح الكتلة لمنصب رئيس الوزراء المقبل سيعلن السبت المقبل بمهرجان عام يعقد في محافظة النجف.

وأوضح قائلا "ان الغرض من حصولنا على هذا المنصب ليس الاستحواذ على السلطة بقدر ما ان هنالك برنامجا سياسيا متكاملا لدى الاحرار سيتم مناقشته مع كبار المختصين اليوم ، والانتهاء منه وبعد ذلك نعلن عن مرشحنا لمنصب رئيس الوزراء المقبل على اعتبار ان لدينا رؤية واضحة لحجم التحديات التي تحيط بالعملية السياسية والامنية والاقتصادية وبالتالي تنفيذ هذه البرنامج من اجل الانتهاء من جميع المشاكل الموجودة في البلد".

وأشار القيادي الصدري إلى أنّ هناك حاليا حوارات واتصالات بين كتلة الاحرار وبين بعض الكتل السياسية من اجل بلورة رؤية مشتركة على ضرورة ان تحظى الحكومة المقبلة بقبول ورضا وثقة الجميع وان يكون رئيس الوزراء المقبل شخصية يمكنها ان تنقذ العراق وتعيد لحمته الوطنية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

442 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع