تشييع جثمان فؤاد سالم في النجف وسط مطالبات برعاية المبدعين العراقيين

  

المدى برس/ النجف:دعا فنانون ومثقفون عراقيون، اليوم الثلاثاء، الجهات الحكومية والنقابية المعنية إلى ضرورة الاهتمام بالمبدعين العراقيين والسعي لضمان عوتهم إلى البلاد، عادين أنهن يشكلون "ثروة قومية" لا بد من المحافظة عليها ورعايتها.

جاء ذلك خلال مراسيم تشييع المطرب العراقي الراحل فؤاد سالم، مساء اليوم، في مدينة النجف الأشرف،(160 كم جنوب العاصمة بغداد)، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين والمعجبين من مختلف فئات المجتمع.

وقال حيدر، نجل الفنان الراحل فؤاد سالم، في حديث إلى (المدى برس)، إن اباه "توفي عن عمر يناهز الـ68 سنة، بعد معاناة مع المرض في سوريا المحطة الأخيرة لمهجره، على مدى ثلاث سنوات".

من جانبه قال أحمد، شقيق الفنان الراحل، في حديث إلى (المدى برس)، إن "فؤاد سالم ترك بصمة في نفوس العراقيين"، مشيراً إلى أن "الراحل تعرض لضغوط سياسية من قبل النظام السابق، مما اضطره لمغادرة العراق في عام 1975، فكانت الكويت محطته الأولى ومنها إلى السعودية ليستقر في سوريا ويتوفى فيها".

إلى ذلك عبر فنانون ومثقفون شاركوا في تشييع الراحل فؤاد سالم، عن "حزنهم وألمهم الشديدين لفقدانه في الغربة كسواه من كبار المبدعين العراقيين".

وقال الفنان فلاح البغدادي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "فقدان سالم يشكل خسارة كبيرة للفنان أصيل يعد خليفة ناظم الغزالي"، معرباً عن "الأسف لأنه لم يتمكن من إكمال رحلته الفنية في داخل العراق".

يذكر أن الكثير من كبار المبدعين العراقيين توفوا في المنافي الاختيارية التي اضطروا إلى اللجوء إليها هرباً من "بطش" النظام السابق، أو هرباً من الظروف الصعبة والعنف الذي طالهم بعد سقوطه سنة 2003، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر محمد مهدي الجواهري، والشاعر عبد الوهاب البياتي والفنان التشكيلي رافع الناصري.

وأضاف البغدادي، أن "أغنيات فؤاد سالم ستبقى خالدة في وجدان العراقيين لما انطوت عليه من أصالة وطرب وشجن صميمي، برغم طابع الحزن الذي يميز الكثير منها بسبب معاناته من الغربة، مثل يا طير الرايح لبلادي، مشكورة، حجيك مطر صيف، هاي تاليه صفت وغيرها"، مؤكداً أن "رحيل فؤاد سالم ينبغي أن يحفز المعنيين على الاهتمام بمبدعي العراق ولم شملهم تجنباً لخسارة المزيد منهم في ديار الغربة".

ومثلما جمع فؤاد سالم، العراقيين من مختلف الشرائح الاجتماعية، على محبته وترديد أغنياته وهو على قيد الحياة، جمعهم الحزن على "فراقه الأبدي" بنحو يؤكد على عمق تأثيره فيهم، إذ لم تقتصر مراسم تشيعه على الفنانين والمثقفين حسب، بل شارك فيه الكثير من معجبيه على اختلاف مشاربهم.

وقال عضو الجمعيات الفلاحية في النجف، عبد الحسن محمد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أغنيات فؤاد سالم كانت تطربنا طيلة أيام الشباب"، مستدركاً "برغم أن السلطات كانت تحاسب من تضبط معه أشرطة فؤاد سالم وكأنها منشورات أو متفجرات".

يذكر أن الفنان فؤاد سالم، توفى، السبت الماضي الموافق،(الـ21 من كانون الأول 2013 الحالي)، في العاصمة السورية دمشق، عن عمر يناهز الـ68 سنة، بعد رحلة طويلة مع المرض.

يذكر أن الفنان فؤاد سالم، من مواليد البصرة عام 1945 خرج من العراق متوجها إلى الكويت لأسباب سياسية، إذ اشتدت الحملة ضد أصحاب الفكر الشيوعي ووصلت ذروتها في بداية الثمانينيات وأعدم رئيس النظام السابق، صدام حسين، الكثير من الشيوعيين والمتعاطفين معهم، وأشتد الخناق على فؤاد سالم، بعد أن فصلوه من معهد الفنون الجميلة.

و منع سالم من الغناء في الأماكن العامة، ومن دخول الاذاعة والتلفزيون، وتم اعتقاله، إذ قال "ذات مرة استطعت ان اغني في مكان ما لكنهم انتظروني في الخارج واشبعوني ضرباً بأعقاب المسدسات وجعلوا دمائي تسيل على الأرض، عندها ايقنت أن لا مكان لي في العراق لانهم سيقتلوني في المرة القادمة فغادرت العراق وقلبي على كفي، وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، في بداية حكم حزب البعث.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

736 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع