مهن تنتظر العيد.. بعضها متجددة وأخرى تواجه الموضة

            

لندن - الخليج أونلاين:تعد الأعياد الإسلامية من أكثر المواسم التي ينتظرها أصحاب كثير من المهن بفارغ الصبر على مدار العام منذ القدم وحتى اليوم.

واعتاد المسلمون قبل العيد على شراء ملابس جديدة، والاستعداد لأيام هي الأكثر فضلاً وبركة وسعادة؛ من خلال التجمل بالحلاقة وتهذيب الشعر، إضافة إلى ذبح الأضاحي.

فالدِّين يُوصي بأن يفرح الناس بالعيد؛ لأنها أيام مباركة تُغفر فيها ذنوب حجيج بيت الله، ومن ينحر الذبائح تطبيقاً للشريعة الإسلامية.

وعليه تنتعش عدة مهن في الأيام التي تسبق العيد، ولعل من بين أبرز هذه المهن الخياطة والحلاقة، والجزار أو القصاب (اللحام).

تواجه الموضة
حتى وقت قريب كان الناس يتزاحمون عند الخياطين لخياطة ملابسهم الجديدة، فالملابس الجاهزة قد تكون أغلى، فضلاً عن ذلك، فالناس كانوا يحبّون أن تكون ملابسهم وفق تصميم خاصّ، وقد يُضيفون على الملابس ما يرغبون فيه، وهو ما لا يتوفّر في الملابس الجاهزة.

خياطو اليوم في الأغلب يعملون على إصلاح الملابس القديمة، أو إضافة تعديلات على الملابس الجديدة، فبحسب خياطين تحدّثوا لـ"الخليج أونلاين" فقد باتوا لا يستطيعون منافسة الملابس الجاهزة في الأسعار.

لكن عملهم ما زال منتعشاً بفضل أعمال تحسين الملابس الجديدة، فضلاً عن ذلك فإن الشعوب العربية تفضّل خياطة ملابسها التقليدية الشعبية، وهو ما يزيد من بقاء هذه المهنة وانتعاشها في مناسبات كالأعياد، وهذا سرّ ازدهار هذه المهنة قبل أيام من قدوم العيد.

مهنة متجددة
أما الحلاقة فهذه يصحّ أن يقال عنها إنها تقاوم الزمن، ووفقاً لحلاقين فإنها المهنة التي لا يمكن أن تختفي من الوجود، خصوصاً أنها تواكب العصر، ولا سيما بالنسبة للشباب، في حين أنها تحافظ على التقاليد الصارمة بالنسبة لكبار السن.

وحين يقترب العيد من الأبواب تعجّ صالونات الحلاقة الرجالية بالزبائن، وهذا أمر طبيعي، علاوة على هذا فإن أغلب الحلاقين يعتمدون في هذه الأيام على تسجيل أسماء زبائنهم ليحجزوا موعداً لهم.

يقول معتز النمر، وهو حلاق عراقي عمل في بغداد قبل سفره إلى خارج بلده ووصوله إلى الولايات المتحدة: إن مهنته لها موسم مثل العديد من المهن، والأعياد هي مواسم العمل المكثّف.

وذكر في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أنه عمل في عدة دول بعد نزوحه برفقة عائلته من بغداد بفعل الأوضاع الأمنية المتردّية منذ سنوات.

وأوضح: "مارست مهنتي في سوريا وتركيا، والآن أمارسها في أمريكا. جميع الأماكن التي عملت فيها متشابهة بهذا الخصوص، حتى في أمريكا؛ فأغلب زبائني من المسلمين ومن جنسيات مختلفة".

واستطرد قائلاً: "دأبت على السهر حتى الصباح قبل أيام العيد. تقلّ ساعات نومي إلى ساعتين أو ثلاث في اليوم الواحد؛ وإقبال الزبائن الكثيف يجبرني على ذلك".


مربحة وفيها طاعة
أما مهنة الجزار، التي تختلف تسميتها من منطقة إلى أخرى، فتكون في عيد الأضحى موسماً، لأنه مقترنٌ بذبح الأنعام؛ من أغنام وأبقار وجمال، تقرباً لله تعالى في موسم الحج، وتطبيقاً لشعيرة من شعائر الإسلام، حيث يقبل المسلمون عليها سنوياً بشكل كبير، لتوزع اللحوم على الفقراء والمساكين.

ومن صلاة عيد الأضحى في اليوم الأول حتى مغرب الشمس في اليوم الرابع يعمل محمود الشامي في ذبح الأضاحي بمختلف أنواعها، ويقول لـ "الخليج أونلاين": "رغم أن المهنة متعبة لكنها مربحة جداً فأنت تأخذ أجرتك وعيدية، وفيها تطبيق لأمر الله أيضاً".


وأضاف الشامي المقيم في الكويت: "صحيح أننا لا نستمتع بالعيد جيداً، ولكنه عملنا الذي نسعى فيه بكل الأيام، وهذا موسم، وربحه يغنينا عن عمل شهر وربما أكثر، فأنا أذبح في اليوم الواحد أكثر من 25 خروفاً، وهذا رقم يحتاج من الشهر إلى ثلاثة أسابيع في الأيام العادية".

وبيّن أنّ "مهنة الجزار قديمة جداً، ولا أظنها ستنتهي أبداً؛ لأنها مقترنة بالحياة اليومية، وطعام الناس، ومتعتهم، فأنا أيضاً معلم مشويات ولدي مطعم يستقطب المئات يومياً".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

944 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع