عقوبات أمريكية قد تطول العراق.. والسبب؟!

       

تضمنت الاتفاقية إنشاء بورصة إيرانية للسلع في العراق بهدف زيادة التبادل التجاري بين البلدين

بغداد - الخليج أونلاين (خاص):رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، تواصل الأخيرة استغلال العراق للالتفاف على هذه العقوبات؛ من خلال إيجاد أرضية لفتح بورصة لتصدير السلع الإيرانية إلى السوق العراقية.

وأبرم العراق وإيران، مؤخراً، مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين، تضمنت إنشاء بورصة إيرانية للسلع في العراق بهدف زيادة التبادل التجاري بين البلدين.

وتأتي جهود إيران هذه في إطار مساعيها للخروج من المأزق الاقتصادي الذي تعيشه في ظل تصاعد حدة الخلافات، وارتفاع وتيرة العقوبات الأمريكية، وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وفي حديث لمراسل "الخليج أونلاين" قال مصدر حكومي فضل عدم الإفصاح عن هويته: إن "الاتفاقية التي أبرمت مؤخراً بين الجانبين العراقي والإيراني لم تقتصر على استيراد وتصدير البضائع، بل شملت أيضاً سوق الأوراق المالية التي من شأنها أن تُسهّل إمكانية تحويل الدولار من العراق إلى إيران".

وأوضح المصدر أن "إيران جعلت من العراق منفذاً آمناً للحصول على العملة الصعبة من خلال هيمنتها على السوق العراقية بشكل شبه تام".

وحول هذا الموضوع قال النائب في البرلمان العراقي، كامل الغريري، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين"، إن على العراق أن يلتزم بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران؛ لتجنب أي عقوبات قد تفرض عليه إذا ما استمر بكسر العقوبات مع الجانب الإيراني.

وأضاف: إن "إيران تحاول ربط مصير العراق بمصيرها من خلال محاولات كسرها للحصار عبر العراق بعقد اتفاقيات اقتصادية جديدة"، لافتاً إلى أن "هذه الاتفاقية ستلحق الضرر بالجانبين العراقي والإيراني، ولا سيما أن الجانب الأمريكي يراقب كل التحركات الإيرانية في المنطقة، وخصوصاً في العراق".


وطالب الغريري الحكومة العراقية "بإبعاد العراق عن الصراع الأمريكي الإيراني، والتزامه بالعقوبات حاله حال جميع الدول التي التزمت بهذه العقوبات، والوقوف على الحياد؛ لا مع هذا الطرف أو ذاك، لتجنب الشعب ويلات الحصار التي عاش مرارتها العراقيون لأكثر من 12 عاماً".

وكان رئيس منظمة البورصة الإيرانية، شابور محمدي، ورئيس هيئة الأوراق المالية العراقية، علاء عبد الحسين الساعدي، قد وقعا يوم الاثنين (29 يوليو 2019)، على مذكرة تفاهم تضمنت إنشاء بورصة إيرانية للسلع في العراق بهدف زيادة التبادل التجاري.

من جهته حذر رئيس حزب الأمة العراقية، مثال الآلوسي، من مغبة اتخاذ العراق خطوات تحدٍّ واضحة للولايات المتحدة الأمريكية، في ظل العقوبات المفروضة على إيران.

وقال الآلوسي في تصريح صحفي: إن "هذا العمل فيه مغامرة وخطورة كبيرة على وضع العراق الاقتصادي؛ فقد تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على العراق بسبب عدم التزامه بالعقوبات المفروضة على إيران".

وشدد "على ضرورة تفكير المسؤولين في مصلحة العراق والعراقيين وليس في مصلحة إنقاذ إيران من الحصار المفروض عليها، بل يجب على قادة العراق الوقوف مع المجتمع الدولي الرافض للأعمال الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً أن العراق أكثر البلدان تضرراً من السياسات الإيرانية".

من جانبه قال الخبير الاقتصادي أنور البياتي، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "عملية التحويل المالي بالدولار من العراق إلى إيران لا يمكن تنفيذها في الوقت الراهن؛ لكون البنك المركزي العراقي ملتزماً بتطبيق العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران".

وأضاف: إن "هذه الاتفاقية يتوقف تنفيذها على رفع العقوبات عن إيران"، لافتاً إلى أن "هذه الاتفاقية ستوصل العراق إلى مفترق طرق قد لا يتمكن من العودة من بعدها"، محذراً "من خطورة التزام العراق بمثل هذه الاتفاقيات في ظل استمرار العقوبات".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

390 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع