بذكراها الـ ٢٣٠. ماذا تعرف عن الثورة الفرنسية؟

          

باريس – الخليج أونلاين:تحتفل فرنسا في 14 يوليو من كل عام بذكرى ثورتها التي اندلعت عام 1789، أي قبل 229 عاماً، والتي غيرت الخريطة الجيوسياسية ليس فقط في أوروبا وإنما في العالم بأكمله.

فقد باتت شعارات الثورة الفرنسية الثلاثة الشهيرة: "حرية - مساواة - أخوة" على ألسنة كل الحالمين بالحرية حول العالم منذ ذلك الحين، ولا عجب أن تلك الشعارات كانت على رأس مطالب طلاب الحرية والتغيير في العالم العربي منذ بداية الربيع العربي عام 2011 وحتى اليوم في السودان والجزائر.

بعد اندلاع ونجاح الثورة بقرابة 100 عام، ومنذ سنة 1880 تحديداً، تحتفل فرنسا سنوياً بيوم "الباستيل"، أو العيد الوطني للبلاد، إحياءً لذكرى اقتحام سجن "الباستيل" عام 1789 في عهد الملك لويس السادس عشر، ويعد هذا اليوم بالنسبة للفرنسيين الخطوة الأولى لقيام ثورتهم التي أدت في النهاية إلى قيام الجمهورية ونهاية حقبة الملكية والكنيسة التي يراها الفرنسيون مظلمة حتى يومنا هذا.
بدأت الثورة عام 1789 وانتهت تقريباً عام 1799، عملت بعدها حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الأرستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي.

كما أدت الثورة الفرنسية- وفق ما يجمع عليه المؤرخون- إلى خلق تغييرات جذرية لصالح "التنوير"؛ من خلال إرساء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة، وبرزت فيها نظرية العقد الاجتماعي لـ"جان جاك روسو"، الذي يعتبر منظر الثورة الفرنسية وفيلسوفها، وأسست مفهوم الدولة الحديثة والفصل بين السلطات السائد اليوم في أغلب دول العالم.
ولأن التاريخ يعيد نفسه، فكما أفزعت شعارات وأهداف الثورة الفرنسية في الحرية والمساواة والإخاء دول أوروبا الملكية الاستبدادية وسلطة الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، فقد أزعجت ثورات الربيع العربي عدة أنظمة عربية كالإمارات والسعودية المتهمتين بتمويل ودعم الثورة المضادة وإعادة الأنظمة المستبدة التي أسقطت في ليبيا ومصر والسودان واليمن، لكن في النهاية كان النصر لأنصار الجمهورية التي أعلنت بشكل رسمي في 21 سبتمبر 1792.

وفي احتفالات يوم الأحد (15 يوليو 2019)، شاركت قوات من عشر دول أوروبية ضمن مبادرة التدخل الأوروبية، أبرزها من ألمانيا وإسبانيا وهولندا، في الاستعراض التقليدي في ساحة الشانزليزيه وسط باريس، بحضور رؤساء دول وحكومات كل من بلجيكا وإستونيا وفنلندا وهولندا والبرتغال، ليصل عدد المشاركين في العرض إلى 4300 عسكري، و196 آلية، و237 حصاناً، و69 طائرة، و39 مروحية.

واستهل الاستعراض بعروض لروبوتات تنفذ مهمات عسكرية، إضافة إلى الاستعراض الجوي الذي لون سماء بالألوان الثلاثية للعلم الفرنسي: الأزرق والأحمر والأبيض.
كما ركزت رسالة احتفالات هذا العام على الوحدة الأوروبية السياسية والعسكرية، خاصة في ظل البريكست في بريطانيا، وفتور التحالف مع الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في كلمته خلال الاحتفال: "إن بناء أوروبا لقوة دفاعية على صلة بحلف شمال الأطلسي الذي سنحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسه، يشكل أولوية لفرنسا".

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

868 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع