يوم انتشلوا "لورنس العرب" من طائرة سقطت به منذ ١٠٠ عام

            

العربية.نت - كمال قبيسي:أتى أحدهم في العاصمة الإيطالية أمس الجمعة، على اسم Thomas Edward Lawrence المعروف كضابط بريطاني اشتهر بلقب "لورنس العرب" بعد نجاحه في تحريض قبائل الجزيرة العربية ضد العثمانيين زمن الحرب العالمية الأولى، لأن TE كما يختصرون اسمه الأول، كان على متن طائرة بريطانية تذكروا فاجعتها أمس، وأقاموا مراسم لمناسبة مرور 100 عام على تحطمها في17 مايو 1919 قرب مطار قاعدة Centocelle العسكرية بروما.

لو كان TE بين من قضوا بسقوطها، لربما كان تاريخ المنطقة العربية مختلفا بعض الشيء، إلا أنهم انتشلوه من الحطام ناجيا بكسور في الكتف، وأخرى خطيرة بضلوع السطر، فأحالوه لعلاج طالت مدته، وخلاله ألف معظم كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة" الذي صدر في 1922 وروى فيه الكثير عن دوره بالانتفاضة العربية ضد العثمانيين.

كما وضع فيه خلاصة تجربته السياسة بإدارة أنظمة دول الشرق الأوسط، وفقاً لما قرأت "العربية.نت" بسيرة الكتاب الذي استمدوا منه في 1962 وقائع فيلم "لورنس العرب" بطولة الراحلين فيما بعد: الايرلندي بيتر أوتول والمصري عمر الشريف والأميركي أنتوني كوين.

الطائرة المنكوبة كانت حربية، طرازHandley Page Type O وهي قاذفة قنابل بريطانية الصنع، أنتجوا 600 منها، ودخلت في 1916 بالخدمة، لكنهم أحالوها بعد 6 أعوام إلى التقاعد، وفق الوارد عنها في موقع "ويكبيديا" المعلوماتي. أما تحطمها حين كانت تهبط في المطار الإيطالي، فواردة تفاصيله مع صورتها في موقع Aviation Safety Network المختص بسلامة الطيران، وفيه أنها أقلعت فجرا من لندن إلى القاهرة بطاقم من 4 عسكريين.

وجلس لورنس محصورا مع القنابل
أثناء الرحلة مرت ترانزيت بالعاصمة الفرنسية، وكان قد انتهى فيها "مؤتمر باريس للصلح" ذلك الوقت، حيث اجتمع المنتصرون بالحرب ليتقاسموا غنائم المنهزمين، خصوصا أملاك الدولة العثمانية، بحسب ما راجعت "العربية.نت" أخباراً مؤرشفة عن المؤتمر الذي حضره "لورنس" مع الأمير فيصل بن الحسين، المنشورة صورتهما أدناه، وطلب من طاقمها بعد نهايته نقله معهم إلى القاهرة، مع أنها ضيقة من الداخل وبالكاد تتسع لخامس.

    

الطائرة بعد تحطمها، وصورة للأمير فيصل، وخلفه من اليمين الضابط العراقي بالجيش العربي تحسين قدري والى جانبه لورنس العرب ثم المستشار السياسي نوري السعيد والمستشار اللبناني رستم حيدر
في الطائرة جلس لورنس محصورا مع القنابل طوال الرحلة التي قرر الطيار قطعها بالهبوط ترانزيت في مطار القاعدة الإيطالية، وحين وصل إلى ارتفاع 20 مترا من مدرج الهبوط، اصطدمت الطائرة عند الغروب بشجرة، فقتل طيارها للحال، ولفظ مساعده أنفاسه الأخيرة في المستشفى بعد 3 ساعات، فيما نجا الآخران من أفراد الطاقم.

ومع أن الناجيين أصيبا برضوض وكسور خطرة، إلا أن أحدهما، واسمه Frederick Daw أسرع وساعد الملازم TE على الخروج من بين الحطام، وبسببها تلقى هدية منه فيما بعد: شيك بعشرة إسترليني، مع عبارات كتبها على ورقة، شكره فيها على ما فعل.. ثم امتدت الحياة 16 سنة بلورنس، إلى أن قتله بعمر 46 تأثره بجروح بليغة أصابته من تحطم دراجة كان يقودها في محيط مدينة "أكسفورد" وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد، فرددوا أن ما حدث كان مفتعلا، ولكن لا دليل للآن

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1056 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع