كلاب بوليسية... عراقيون يتخذون احتياطات أمنية

      

العربي الجديد:تنتعش في بغداد وعدد من المدن العراقية منذ عدة أشهر سوق الكلاب البوليسية. هذه الكلاب تعرض بأنواع وأسعار مختلفة، وتشهد أماكن البيع المتخصصة إقبالاً واسعاً من الأهالي، بالتزامن مع زيادة استعانة أجهزة الأمن العراقية بالكلاب البوليسية، خصوصاً في عمليات التفتيش ومطاردة عصابات المخدرات، وذلك بعدما أثبتت كفاءتها في حماية العائلات من الدخلاء واللصوص، وكذلك في تسريع عمل أجهزة الشرطة في نقاط التفتيش وعمليات الدعم للمباني المشتبه فيها.

على الرغم من أنّ وزارة الداخلية العراقية كانت أول من اعتمد على هذه الكلاب مطلع عام 2010 عبر دفعة منها قدمتها القوات الأميركية التي كانت جزءاً من الغزو، لها، وجرى تدريب أفراد عليها، فقد ظلّ استخدامها محدوداً حتى وقت قريب. ومنذ مطلع عام 2018 تغيرت الأمور وبات الكلب في ثقافة العراقيين المعروفة بعدم تحبيذ وجوده في البيت أو الشارع، مألوفاً، بل تحول إلى صديق أيضاً أكان في الشارع أم في البيت، وبات العراقيون يطلقون عليه أسماء مختلفة. كلّ ذلك دفع إلى افتتاح ثلاثين سوبرماركت لطعام الكلاب وأطواقها ومستلزماتها المختلفة، وعيادات بيطرية لها يتجاوز عددها في العاصمة بغداد وحدها خمسين عيادة.

مدرب الكلاب رافد الجواري، يقول لـ"العربي الجديد": "الكلاب البوليسية تحتاج إلى عناية خاصة وتدريب، حتى تتمكن من حمايتنا أو تنفيذ ما نطلبه منها بالصوت أو باستعمال بعض الإشارات الخاصة. عملية التدريب تتضمن عدة مراحل تبدأ من إحساس الكلب بالطمأنينة تجاه صاحبه وإشعار الأخير له بالأمان معه".

يضيف الجواري: "بعد ذلك، تبدأ المرحلة الثانية، وهي تدريب الكلب على الدفاع والهجوم في أوقات الخطر. بعدها المرحلة الثالثة، وهي تدريبه على النظافة وكيفية تناول الطعام وقضاء الحاجة". يضيف أنّ مشهد الكلب في حديقة المنزل أو سطح الدار في بغداد بات أمراً طبيعياً، وهو ما لم يكن سابقاً". يقدم الجواري دروساً للعائلات التي ترغب باقتناء كلب للمرة الأولى، ولا تعرف كيفية التعامل معه.

من جهته، يقول النقيب صالح الربيعي، إنّ الكلاب البوليسية ضرورية جداً في نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة لكشف المتفجرات والمواد المخدرة "لكنّ إقبال المدنيين عليها يتزايد لاستعمالها في الحراسة داخل المنازل أو حتى في الشارع". يضيف الربيعي لـ"العربي الجديد" أنّ "الكلاب البوليسية تمكنت من إفشال العديد من جرائم القتل في الشارع، والسطو المسلح على المنازل ليلاً، وذلك يعود لشراستها ونباحها المرتفع الذي يسبب الذعر لعصابات السطو والسرقة".

يقول كثير من الأهالي إنّهم يعتمدون على الكلاب البوليسية في منازلهم للحراسة خوفاً من عصابات السطو التي انتشرت في السنوات الأخيرة. من هؤلاء فاضل الجمالي الذي يقول لـ"العربي الجديد": "بعد وقوع حالات سطو وسرقة في بغداد، ذهبت إلى سوق الغزل، واشتريت كلباً بوليسياً وربطته في باحة منزلي. كنت أشك في قدرته على ردع اللصوص، وفي إحدى الليالي بدأ الكلب ينبح بصوت مرتفع فأيقظ الجيران وذلك بعدما حاولت عصابة سرقة تسلق الجدار الخارجي لمنزلي، لكنّ أفرادها هربوا بسبب النباح، ووقعوا في قبضة دورية للشرطة كانت تمرّ في الشارع".

وكان كلب بوليسي من فئة "كي 9" وهي كلاب مدربة ومخصصة للتفتيش في النقاط الأمنية، قد تمكن من إنقاذ شابة في بغداد تعمل موظفة في إحدى الدوائر الحكومية، وكانت تسير في الشارع بالقرب من وزارة الدفاع عندما تعرض لها شخص حاول قتلها في مكان بعيد عن كاميرات المراقبة، فأخذ الكلب الذي كان برفقة مدربه بالنباح وانطلق نحو المكان وأنقذ الفتاة من موت محقق في حادثة لاقت صدىً واسعاً في العراق.

بدورها، تقول الطبيبة البيطرية سهيلة النوري، إنّ "المستشفى البيطري المتقدم في بغداد يقدم الخدمة للكلاب والقطط والطيور، ونجري في المستشفى علاج الحالات الطارئة والعمليات الجراحية فضلاً عن الخدمات الطبية والصحية الأخرى".

من جهتهم، أنشأ ناشطون شباب فرقاً متخصصة بتدريب الكلاب البوليسية، اشترك بعضها في مسابقات دولية، وحصل على جوائز متقدمة.

أما أسعار الكلاب البوليسية المدربة، فيخبر مدرب الكلاب، ثامر الصالحي، "العربي الجديد" أنّها "تتراوح بحسب النوع بين 200 دولار أميركي و1700 دولار، علماً أنّ كلّ كلب يباع ترافقه أوراق رسمية متكاملة". يعتبر الصالحي أنّ "الكلاب البوليسية يمكن أن تقلص كثيراً نسبة جرائم القتل والسطو المسلح وتمكنها حماية المراكز التجارية والشركات".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

818 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع