في الذكرى الخامسة لرحيل الأديب و الدبلوماسـي نجـدة فتحـي صفوة

      

 في الذكرى الخامسة لرحيل الأديب و الدبلوماسي نجـدة فتحـي صفوة

                    بقلم: نجيـد فتحـي صفوة

• خمسـة أعوام مضت على رحلتك الأبدية إلى رحمة اللـه، تلك الرحلة التي نشـعر بأوجاعها إلى الآن، ولم يهدئ ما نعانيه من ذلك الفراق المر الذي أدمى قلوبنا، منـذ الثامن عشر من كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٣.
• خمسـة أعوام مضت وستتلوها سـنوات أخرى دون أن تنمحـي هـذه الذكرى الحزينة من مخيلتنا، ودون أن تزيل الأيام هـذه اللوعة أو تخفف عنها.
• خمسـة أعوام مضت يوم بكيناك في ذلك الوضع الحزين ... ويوم شـيعناك الى مقبرة العائلة في (سَـحَاب) بعمان، ووريت الثرى وابتلعتك ظلمة القبـر تحـت أنظار العـدد الكبير من أصحابك وعارفي مكانتك الرفيعة كأديب مرهف ودبلوماسي محنك ومؤرخ نزيـه، ولا ننسى منظر المقربين إليك عندما أحمرت عيونهم معبرة عن لوعة في قلوبهم وأسـى، أكثـر من أن تعبر عنها الألسـن.
• خمسـة أعوام مضت على فراقك ... ذلك الفراق الموحش الذي لا رجعة بعده، وتركـت زوجـة مفجوعـة تواجـه نوائب الدهـر بقلبها الدامي، وأولاد يغمـرهم الحزن والألـم.
• رحلت مرفوع الرأس ومطمئن البال بعـد أن سـاهمت بنشـر المعرفة والعلم وتحقيق ما كانت تتطلبه البحوث من وثائق دفينة تخص العراق والبلاد العربية، وكتبت مؤلفات ومقالات كانت تصدر دون انقطاع، حتى عندما قاربت التسعين من العمر.
• رحلت وتركت مكتبتك المهيبة كما هي ودون أن يضاف إليها كتاب، بعد أن كانت تزداد أتساعا كلما مر الزمن، وبينها مؤلفاتك القيّمة تفتح صـدرها للناظر وتشـارك ألوف المجلدات والكتب النفيسـة والنادرة فيها.
• وفي وقفـة الحزن هـذه لا يسعني إلا أن أقول، بأنك وإن رحلت عنّا فأن روحك تلازمني أينما حلّت بي الدنيا. فقـد كنت أخاً كبيراً وصديقاً عزيزاً ومرشـداً لي في مجابهـة الحياة.
• رحلت، وبعـد رحيلك أبدى الكاتب المعروف عبد الرحمن الشبيلي، قائلاً: ما كان يجـدر أن تمر وفاة الباحث نجـدة فتحي صفوة، دون ذكر واستحضار لما كان يصرف من جهد فكـري، أثرى به ثقافة التوثيق في العقود الماضية، وترك فيه نهجاً فريداً بأسـاليب البحث وأستقصاء المعلومات التاريخية من مظانها الأولية.
• كما علّق الكاتب القدير عبد المنعم الأعسـم، قائلاً:
نجـدة فتحي صفوة، ثروة وطنية، كان ينبغي أن تضمّها الدولة العراقية إلى المفردات الثمينة التي تشكل هويتها وتاريخها، فمن يسـمع؟
• كما قال الكاتب المعروف الدكتور رشـيد الخيون، واصفاً شـخصيتك:
ما خسـرناه بفقـد نجـدة فتحي صفوة، هو ذلك الإنسـان الذي لا يعادي لموقف مختلف معـه، ويضطر الآخرين أن يتعاملوا معـه بهـذا الأسـلوب المثقف. فالمفقود في ظروف العراق الراهنة لا يعوض من أهل الحجا والكياسـة. لـذا يتضاعف الحزن على هـذا البغـدادي الأنيـق.
• رحمك اللـه، وأكـرم مثواك، وعطر بالطيب ثراك، يا أخي الكبير.

  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

956 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع