المواطن فؤاد معصوم في أول حوار صحفي بعد التداول السلمي للسلطة: (١)

     

            الرئيس خارج أسوار القصر الجمهوري

فشل تجربة عبد المهدي يعني نهاية العملية السياسية في العراق

مام جلال سعى لإدخال تعديلات على الدستور لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية

اقترحت مراسم التسلّم والتسليم مع برهم صالح وإنتقلت الممارسة لمجلس الوزراء

أتوقع للرئيس الجديد النجاح وأراه جديراً بالمنصب وتجاوزنا بعض توتّرات الماضي

أكثر ايامي صعوبة هي إحتلال الموصل وأرهقتني معاناة الآيزيديين

الزمان/احمد عبد المجيد:عندما تولى الرئيس فؤاد معصوم منصبه عام 2014 لم يكن طريقه مفروشا بالورود، بل وجد نفسه امام تحديات كبرى واستحقاقات غير مسبوقة، بينها احتلال داعش للمدن وجرائمه بحق المواطنين، ولاسيما الايزيديين. وواجه فجأة امتحانا صعبا اضطره الى الاستعانة باصدقاء العراق وحلفائه لطلب المساعدة، كما لجأ الى المجتمع الدولي لوضعه في صورة ما يجري. اما داخليا فانه تحلى بالصبر الجميل ازاء ما عرف بـ (الاصلاح والحرب على الفساد) وسار في اكثر الطرق دستورية للابقاء على هيكلية سلطاته من محاولات نزعها برغم محدوديتها واصبح كالقابض على الجمر لاسيما خلال ازمة الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان. ومثلما دخل معصوم قصر الرئاسة متسلحا بالشرعية الدستورية وآليات الاختيار الديمقراطي، فانه غادره مستجيباً لمتطلبات احترام الخيارات الحزبية والسياقات البرلمانية المتاحة، وكان اول رئيس جمهورية يغادر قصر الرئاسة فور اختيار خلفه، ولم يتأخر يوما واحدا او يطلب مهلة اضافية لتسوية اوضاعه او نقل موجودات مكتبه، وبادر على الفور الى العودة الى منزل سابق عاش فيه مع العائلة (الزوجة والبنات والاحفاد) بعد نيسان 2003 عاد محاطا بمكتبة عامرة وحشد من الذكريات يتجه الى تسطيرها في مذكرات قد تصدر العام المقبل. وهو يمضي ايامه حاليا كمواطن في القراءة واستقبال بعض معارفه واصدقائه القدامى، الذين شغلته ايام الرئاسة عنهم. وفيما وصلنا الى مكتبه في المنزل لاجراء هذا الحوار، كان قد فرغ من قراءة بعض صفحات مذكرات زميله السياسي اياد علاوي التي صدرت حديثا. وفيما يلي نص الحوار بجزئه الاول:

ودي ان اعرف طبيعة مشاعركم لحظة تبادل السلطة؟

– كانت بلا شك لحظة فاصلة.. تذكرت خلالها وقائع ما كان يجري على مسرح هذه العملية في السابق. كانت العادة ان يحترب المتنافسون سواء من داخل الحزب الواحد او خارجه لكني فضلت ان نكون طرفين متصالحين. قبل ذلك كنت قد اقترحت حلا توافقيا بين المرشحين على منصب الرئيس عام 2014 يتمثل ببقاء نجم الدين كريم محافظ كركوك بمنصبه نظرا للنجاحات التي حققها للمحافظة، وان يكون الدكتور برهم صالح مرشحا للمنصب، واودعت هذا المقترح لدى المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني وسافرت الى لندن بقصد العلاج وقضاء بعض الاشغال. لكن بعد يومين اتصلوا بي طالبين تقديم ترشيحي لمجلس النواب لان الزميلين الاخرين رفضا الفكرة، وقررا دخول المنافسة كما يبدو، وكان وقتا حرجا تطلب مني ارسال الطلب الى البرلمان بالوسائل الالكترونية والموبايل على عجل.

في ما مضى كانت لدينا مشاكل وغالبا ما تحدث انشقاقات داخل صفوف الحزب وفي النهاية يتم التصالح وعودة الطرفين الى الصفوف، وقلت لماذا يحدث ذلك مرة اخرى. رأيت ان خدمة الاتحاد الوطني تتطلب عودة الدكتور الى صفوفه، طالما ان الاتحاد هو الذي يرشح الشخصية لرئاسة الجمهورية، وطالما ان هذه الشخصية هو الدكتور برهم فلم اشعر بأي توتر او موقف معارض ازاءه وشعرت اني قدمت خدمة للحزب الذي انخرطت فيه منذ عام 1975. وثانيا ان الامور لا تجري برغبات شخصية، بل لابد من الاذعان لحقيقة التحولات الديمقراطية والتوجهات السياسية ذات الازدواجية، التي كثيرا ما ينادي بها بعض السياسيين لكنهم في الواقع لا يطبقونها. وقلت لاكن مرتاحاً.

هل هذا يعني انك كنت مستعدا للترشح لولاية ثانية؟

– لم اكن مرشحا بل كان هناك قرار بعودة الدكتور برهم الى صفوف الاتحاد ويكون مرشحا للرئاسة. وهذا شيء مهم.

هذا يعني انك فضلت مصلحة الحزب على رغبتك؟

– لا استطيع قول ذلك لكن طالما يوجد زميل اخر داخل الاتحاد الوطني هو المرشح فاني ارحب.

وما هي مشاعرك لحظة مصافحتك الدكتور برهم صالح على ابواب قصر السلام؟

– لم تكن قبلي اي مراسم تجري لتسلم وتسليم المنصب. كانت فكرتي ان تتم مواجهة الطرفين وعدم الاذعان للانطباعات السابقة. وقلت لنكن اصدقاء وكنت صاحب فكرة اجراء مراسم علنية، كالتي نقلت عبر وسائل الاعلام. كان ممكن استقبله او ان اراه وانا اكتب مرسوما بتسلمه المنصب وهو يكتب مرسوما باحالتي على التقاعد. لكن احببت ان اعطي انطباعا للرأي العام مختلفا. قلت لنعمل مراسم فيها عزف سلام جمهوري واستعراض حرس شرف وسواها. اظن انها كانت قدوة تكررت في تسلم وتسليم المنصب بين رئيس الوزراء السابق وخلفه.

كم يوم استغرق عندك التخطيط ومواجهة هذه اللحظات.. اقصد التبادل او التسليم والتسلم؟

– لقد زارني الدكتور برهم قبل يومين من مصادقة البرلمان على ترشيحه، وجلسنا وتبادلنا الاراء. كانت علاقة ودية برغم ان الدورة السابقة شهدت بعض المشاكل بيننا والتوترات، لكن هذه الامور كانت داخل الاتحاد الوطني او داخل الكتلة الكردستانية. لكن الوضع هذه المرة مختلف. انا لست ضد تولي شخص من خارج الاتحاد المنصب لكن بالتأكيد كنت مسرورا لتولي رفيق حزبي من داخل الاتحاد رئاسة الجمهورية. اذن ربما خلال هذين اليومين كنت افكر باللحظات الفاصلة كما وصفتها.

فخافة الرئيس.. صدقا ما نوع المشاعر التي انتباتك في تلك اللحظة.. هل شعرت بألم ام بسعادة ام بأسف؟

– لم اشعر باي اسف. وحتى عندما طلب مني ان يسكن الرئيس الجديد في المنزل، الذي شغلته طيلة ولايتي خلال الاربع سنوات الماضية وافقت مباشرة واخليت المنزل الذي سبق للرئيس مام جلال ان اقام فيه ثم انتقلت الى منزلي الحالي الذي كنت اشغله قبل ان اتولى الرئاسة عام 2014 تركته على حاله دون ان ينقص من ممتلكاته شيء.

لاشك انكم واجهت اياما صعبة خلال توليك الرئاسة. لكن اي هذه الايام هي الاكثر صعوبة بالنسبة لك؟

– اكثر الايام صعوبة كانت ايام كارثة داعش واحتلال الموصل وبقية المدن ومقتل الكثير من المواطنين. كانت مصدر خوف وقلق بالنسبة لي، وفكرت كيف سيكون المصير في ما بعد. وقلت اذا كانت كل تلك القوات الموجودة في الموصل لم تستطع ان تحافظ على موقعها، فان داعش سيكون قادرا على الوصول الى اسوار بغداد. اي يمكن ان يحاصر العاصمة و…

خطر على بالكم ذلك؟

– بالتأكيد.. بالتأكيبد. ثم ارهقني موضوع المكون الآيزيدي. شعرت ان ثمة اهمالا بصدد هذا الموضوع حتى من قبل المجتمع الدولي، فاتصلت بوزير خارجية امريكا جون كيري وطلبت مساعدة المحاصرين في جبل سنجار.. مئات العوائل بلا ماء وغذاء وملاجئ، واقترحت الاستعانة بقوات من الخليج، لكن قال ان هذه العملية مرهونة بموافقة الرئيس الامريكي فهو الوحيد المخول بتحريك القوات. كان يوم اربعاء وقال القرار يحتاج الى وقت ويمكن ان يتم الاحد المقبل، وقلت معنى ذلك ان الناس سيموتون. وقال سنرى، لكن سرعان ما تم التدخل وانزال مساعدات عبر الجو. لقد شعرت بالارتياح لهذه النتائج. ثم اني اتجهت الى الدول الاوربية وناشدتها تقديم المساعدة. لم يكن لديهم اي رد فعل سريع، لكن لابد من تقديم الشكر الى الرئيس الفرنسي السابق اولاند. تمت اتصالات هاتفية بيننا، قال لابد من عمل شيء. تبلورت فكرة عقد مؤتمر في باريس، وبعد يومين اتصل مشيرا الى وجود تحفظ لدى بعض الدول من حضور ايران الى المؤتمر. وقلت له ان ايران قدمت مساعدات قيمة للعراق، ومن الصعب علينا الان، ان نقول لهم لا تحضروا المؤتمر. وجرى الاتفاق على ان يقوم هو بتوجيه رسالة الدعوات الى الدول، فيما كان الاتفاق السابق ان يتم التوقيع عليها مشتركا مني ومنه. وعلى هذا الاساس حضر 35 وزير خارجية دولة اوربية وغير اوربية وكان بينهم من العرب المرحوم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. كان وضعه الصحي صعبا، وخلال الاستراحة كنا معه، انا والدكتور ابراهيم الجعفري، فاستعان بي للنهوض من مكانه بهدف التوجه الى حديقة قاعة المؤتمر فاتكأ علي وعلى الجعفري وسرعان ما انتشرت صورته معنا في جميع وسائل الاعلام الدولية. الخلاصة كانت قضية انهاء احتلال داعش للمدن الهم الاكبر بالنسبة لي.

هل ثمة موقف اتخذته خلال ولايتك ثم ندمت عليه الان؟

– لم ابخل بأي جهد لخدمة بلدي وشعبي ولكن كنت اتمنى لو قدمت شيئا اكبر واعظم لهما، لكن مشكلة رئيس الجمهورية تكمن في الدستور والدستور، لم يمنحه الصلاحيات الكافية. لا اقول لا توجد صلاحيات لكنها غير كافية، ولاسيما ابداء الرأي بشأن اداء الحكومة والمشاركة في اللجنة العليا للامن الوطني. اظن ان هذا التحديد خلق مشاكل عديدة، وكمثال عندما جرى الحراك الشعبي بشأن الاصلاح ومحاربة الفساد واعادة النظر بهيكلية الحكومة اصدروا قرارا بالغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية. وقد ارسلت رسالة بهذا الشأن من ديوان الرئاسة الى رئيس البرلمان، مؤكدا ان القرار يخالف نصا دستوريا. والغريب ان الذين هيجوا الامور داخل مجلس النواب كانوا ضمن الكتل التي يرأسها نواب رئيس الجمهورية الثلاثة الذين الغيت مناصبهم. لقد اتصل بي الدكتور سليم الجبوري متسائلا عن عرض رسالتي على المجلس وقلت اني لم اطلب سحبها، فقال سنعرضها لكن مرت ايام دون ان تعرض ولا اعرف السبب. وهكذا يجب ان تكون لدى رئيس الجمهورية صلاحيات كافية لممارسة دوره ولاسيما في اطار اللجنة الامنية العليا التي تعقد اجتماعاتها برئاسة رئيس الوزراء فقط. اعتقد المفروض ان يتناوب على المهمة رئيس الجمهورية ايضا وان يكون مشاركا. واقول للتاريخ ان الرئيس مام جلال عند كتابة الدستور سعى لاجراء تعديلات بهذا الشأن لكن لم يتحقق مراده.

وما هو المشروع الذي كنت تأمل تحقيقه خلال الاربع سنوات وعجزت عن ذلك؟

– مشاريع كثيرة وكبيرة بينها اختيار وزراء في الاماكن المهمة يكونون من اصحاب الدراية والكفاءة ويتمتعون بسمعة في السر والعلن لكن لم يحصل للأسف، وهذه مشكلة كبيرة نعاني منها حتى الان. وفي كل دوة نقول ستحل هذه المشكلة لكن نبقى نراوح برغم تحقيق بعض الخطوات المهمة احيانا. واعتقد جازما ان وضع العراق سيبقى على حاله ولا يتقدم اذا استمرينا على هذا المنوال. المؤسف ان الكفاءة لا تؤخذ في الاعتبار. كانت فيما مضى تؤخذ الكفاءة النضالية لكن الكفاءة الميدانية الان غائبة ولا تولى الاهمية والاهتمام اللازمين. وبالمناسبة انا لست مع فكرة استقلالية رئيس الوزراء وكابينته، هذا لا يمكن لان رئيس الوزراء اذا لم يحظ بتأييد البرلمان فمعنى ذلك انهم يوميا يخلقون له مشكلة. مع ذلك ارى ان تجربة الدكتور عادل عبد المهدي تجربة جديدة. فهو لا ينتمي الى اي حزب اي لا يخضع لاملاءات اي حزب، وبالتالي فاننا امام وضع جديد لكن اشك في نجاحها وان كان السيد عادل عبد المهدي شخصية مثقفة اعرفه منذ عام 1975 وعلاقتنا جيدة، وكنا قد سافرنا سرا الى كردستان ايام كانت حركة الامام الخميني ناشطة في ايران. وكنا نركب حافلة ولدينا صورة بوجهين الاولى للشاه محمدرضا بهلوي والثانية لاية الله خميني وفي مداخل المدن نعرض وجه الصورتين للسيطرات الامنية بحسب الموقف.

ضحكنا.. وواصل الحديث:

– في هذه المدة ذهبنا الى كردستان سوية.

اشيع خلال ولايتك ان مستشاريك تم فرضهم عليك من الكتل البرلمانية.. ما صحة ذلك؟

– لم يفرض علي اي شخص لكن كانت ثمة مقترحات تقدم او تصلني فضلا عن رأيي بضرورة الاستعانة بخبرات بعض الاشخاص. وعلاقتي بالجميع جيدة. ولم يفرض علي اي واحد من المستشارين واذا دققت في اسمائهم ستكتشف انهم اشخاص ممتازون واكفاء.

هل تعتقد ان الدكتور برهم صالح قادر على الاضطلاع بمهماته الرئاسية بالقدر المأمول؟

– عام 2014 كان الدكتور برهم مرشحا للمنصب. وسبق ان ابلغت المكتب السياسي للاتحاد يومها انه شخص كفوء وقادر على تولي المهمة، بشرط ان يبقى المنافس الاخر دكتور نجم الدين محافظا لكركوك لكن ما جرى انهما اصرا على دخول الانتخابات على المنصب، فاضطررت الى الدخول في المنافسة ايضا. وعندما اتصلوا بي كنت في باريس قادما من لندن. كانت لدى عائلتي رغبة بزيارة بعض المواقع التي نحتفظ بذكريات فيها فضلا عن عيادة صديقي. ومن احدى الكافتريات بباريس كتبت رسالتي الى البرلمان للترشح وارسالها الى ابنتي جوان في لندن لايصالها عبر الموبايل. قدمتها اخر يوم الى البرلمان. اعني ان الدكتور برهم يمتلك خبرة وهو شخص مثقف واتمنى له النجاح.

منذ متى تعرفت الى الدكتور برهم؟

– اوائل الثمانينات من القرن الماضي ابان كان يدرس في لندن. وعندما عدت الى السليمانية كتبت تقريرا الى الحزب قلت ان لدينا شابا ممتازا ونشطا في بريطانيا ويتمتع بقدرة الحوار مع الصحفيين، وقوّمت دوره واقترحت الاعتماد عليه.

في تقديرك.. ما سر اهتمام المرحوم مام جلال بالدكتور برهم؟

– مام جلال كان مهتماً بجميع اعضاء المكتب السياسي للاتحاد، وكل في مجال اختصاصه برغم ان عدد اعضائه لم يتجاوز الاحد عشر عنصرا. وهؤلاء يأتون الى مواقعهم من خلال انتخابات المؤتمرات الحزبية ولكن بعض المؤتمرات، الاول والثاني والثالث، لم يتم انتخاب الجميع. كان مام جلال يختار من يراه مناسبا وجديرا ويقترحه على المؤتمر ثم تجري التثنية عليه والتصفيق دلالة على الموافقة التامة. وفي مؤتمر الاتحاد الاخير اقترح مام جلال ان يكون له نائبان، الاول كوسرت رسول والثاني الدكتور برهم. والسيد كوسرت اصبح رئيسا للوزراء في كردستان وكذلك الدكتور برهم. لذلك كان لدى مام جلال واعضاء القيادة اهتمام بهؤلاء الاشخاص لتولي شؤون ادارة الاقليم بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.

{ هنا انهيت المحور الاول من حواري مع المواطن فؤاد معصوم بعد مغادرته اسوار القصر الجمهوري قبل نحو ثلاثة اسابيع، ورأيت ان اترك فسحة اليه لالتقاط انفاسه، ولاسيما اني بدأت حواري معه من الخطوة الاولى التي وطأت فيها عتبة منزله وبادرته فورا بطرح الاسئلة، فيما بقي استكان الشاي على حاله وفقد معظم سخونته. ثم .. عدت لاطرح اسئلة المحور الثاني وسألته:

ما النصائح التي تقدمها الى الدكتور عادل عبد المهدي الذي يسعى لاستكمال كابينته الوزارية؟

– رأيي في السيد عبد المهدي انه شخصية تمتلك تجربة وثقافة واسعة.. وهو سياسي مغبون لم يأخذ حقه او فرصته. لذلك كان مرشحا لتولي وزارة في عهد الجمعية الوطنية، واراه رجلا يستطيع عبور بعض الصعوبات التي تواجهه وله قابلية على ادارة الحوار مع جميع الاطراف، لان علاقته بها جميعا جيدة. لم يدخل في محاور او يتسبب في مشاكل او يطلق تصريحات نارية ضد احد. ولذلك فهو بمزيد من الحوارات والاتصالات مع جميع الاطراف سينجح في مهمته. انا لست مع التقديرات التي تجعل له سقوفا زمنية، شهرا او شهرين، انا لست معها ولا اعتقد انه سيفشل وأرى ان فشله يدل على فشل العملية السياسية في العراق.

ما الذي تقترحه اليه من برامج خلال السنوات الاربع المقبلة؟

– ادعوه الى السير على طريق جديدة ويترك الطريقة القديمة. واظن ان امامه اربع او خمس مهمات فقط دون تفصيل، اولا الوضع الاقتصادي وثانيا الوضع الامني ثم الاعمار. اما طرح افكار اخرى فلا اراها مسألة عملية لانها لا تخص جميع العراقيين. فاتفاق شخص او مجموعة على قضية معينة وعدها ام المشاكل امر غير منطقي ولا يجوز. الحكومة الجديدة مطالبة بالتركيز على الامور الاساسية التي تتعلق بحياة المواطن وامنه ومعيشته وعودة المهجرين الى مناطقهم. فاذا نجح في هذه الملفات فان بقية الامور تبدو سهلة.

يبدو ان السيد عبد المهدي واقع حاليا تحت مطرقة الاحزاب. فما هي النصيحة التي تقدمها لهذه الاحزاب ولاسيما الكردية منها؟

– ادعوها الى ادراك طبيعة الظروف الراهنة. انها بحاجة الى التماسك وان يكونوا جميعا مع بعض وان نعمل سوية على حل المشاكل الاساسية. اما هذا يجب ان يكون وزيرا وغيره مديرا او وكيلا فهي مسألة اخرى. اني اؤكد ان العراق مليء بالكفاءات العالية في جميع المجالات. ولو كنت واحدا من المصرح لهم بالاستشارة لقلت اتركوا عادل عبد المهدي يختار وزراء حكومته او اعضاء هيئاته شرط ان يكونوا من اصحاب القدرة على انجاز المسؤوليات والاضطلاع بمهمات انجاز المشاريع الاساسية. انذاك سنكون نسير في الاتجاه الصحيح.

وهل ترى ان علاقة الحكومة الاتحادية بالاقليم ستتحسن خلال ولاية عبد المهدي؟

– انه يتمتع بعلاقة عامة جيدة ولكن علاقاته مع الاحزاب الكردية جيدة ايضا..

{ ونهض المواطن معصوم من كرسيه واتجه نحو الحجرة المجاورة لاغلاق بابها وحث احفاده الصغار على خفض اصواتهم. وقلت عند عودته: ان الاحفاد قطعة من كبد الجد. وضحك ثم واصل حديثه:

– اذن اقترح ان يقوم بتقديم اسماء وزراء يمتلكون خبرة ادارية قادرين على اداء مهماتهم. انذاك يكون لوحده يتحمل المسؤولية، لانه مسؤول عن اختيارهم ولم يفرضهم احد عليه وبالتالي تكون مهمته صعبة وتكون لديه المتابعة في كل ما يهم الوزارات وبرنامجه.

الگاردينيا: هنالك حلقات أخرى بأذن الله

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

689 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع