الحكومة العراقية تفكك مفاعلات نووية بطرق تهدد حياة السكان

              

بغداد - محمد البغدادي - الخليج أونلاين:بعد أكثر من عقدين على ضرب مفاعل "تموز" النووي العراقي، المعروف باسم "المفاعل الروسي"، يعمل العراق على تفكيك المفاعلات التي أنشأها الرئيس السابق صدام حسين؛ تمهيداً لإغلاقها بصورة كلية، لكن عمليات التفكيك تجري بطرق بدائية لا تخضع للمعايير الصحية والبيئية، مما يهدد حياة السكان، وفق ما أوضح خبير عراقي.

ومفاعل "تموز" تم تشغيله في العام 1968، وخضع للتطوير عام 1976 برفع طاقته من 2 إلى 5 ميغاواط، وفي يونيو 1981 قصفت "إسرائيل" المفاعل حيث تعرض لأضرار جسيمة، وبالعام 1991 استُهدف مجدداً من قبل الطيران الأمريكي في حرب الخليج الثانية.

ويقول المهندس عبد الوهاب الهيتي، أحد الخبراء الذين كانوا يعملون بالمفاعل النووي: "تعمل فرق من هيئة الطاقة الذرية العراقية على تفكيك أجزاء من المفاعلات النووية في بغداد والعديد من المواقع بالمحافظات العراقية، فضلاً عن معالجة المعدات المشعة الخطيرة بطرق بدائية لا تخضع للمعايير العلمية التي تراعي العوامل الصحية والبيئية".

وأضاف الهيتي لـ"الخليج أونلاين": "الفرق العاملة في تفكيك المفاعلات تنقصها معدات خاصة بالتصفية، والتي تتم بطرق وأجهزة معقدة؛ لذلك قررت الحكومة طمر أجزاء من المفاعل بدلاً من إتلافها"، مبيناً أن "المواد المشعة لا تنتهي تأثيراتها الصحية بمجرد دفنها، وأن عملية دفن هذه المواد ومواد أخرى ملوثة إشعاعياً تحتاج إلى خبراء".

وبالمقابل يقول مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة الذرية، حامد البهالي، في تصريح صحفي: "تم الانتهاء بجهود عراقية من مرحلة تفكيك مفاعل 14 تموز"، متابعاً أن "العراق قرر اعتماد طمر المتبقي من أجزاء المفاعل بدلاً من تصفيتها، وتم أخذ القياسات والقراءات الخاصة بمعدلات الإشعاع حيث كانت بالمعدلات الطبيعية".

وأوضح المسؤول العراقي أن "المرحلة القادمة تتمثل بإحاطة المفاعل النووي بسياج اسمنتي بسمك 1.5 متر، وإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأسباب التي دفعت العراق إلى اعتماد طمر أجزاء المفاعل بدلاً من التصفية".

ويعيش الكثير من السكان بالقرب من المفاعلات، ويعانون من أمراض سرطانية وتشوهات خلقية؛ نتيجة الإشعاعات والنفايات النووية، ما أدى إلى ترك الكثير منهم منازلهم.

ويقول حسين الغرباوي الذي يسكن منطقة التويثة القريبة من مفاعل "تموز": "تعرض ابني قبل أربعة أشهر لفقدان في الوزن وآلام بالعظام، وظهور بقع حمراء على الجلد، وفقدان السيطرة على الأعصاب، واكتشفت لاحقاً أنه مصاب بالسرطان".

وأضاف الغرباوي لمراسل "الخليج أونلاين" أن "أغلب سكان المنطقة يعانون من أمراض وأورام سرطانية، إضافة إلى التشوهات الخلقية للمواليد الجدد".

وأكدت تقارير لفرق من الأمم المتحدة زارت العراق في وقت سابق، أن مخلفات المفاعل وركامه الملوث بنسب تصل إلى أكثر من ألف ضعف الحد المسموح به دولياً من قبل منظمة الصحة العالمية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1254 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع