لماذا يُريد الدكتور إياد علاوي رئيس الوزراء العِراقي الأسبَق الجِنسيّة اللُّبنانيّة؟

                

لماذا يُريد الدكتور إياد علاوي رئيس الوزراء العِراقي الأسبَق الجِنسيّة اللُّبنانيّة؟ وهَل جنسيّته العِراقيّة على هَذهِ الدَّرجة من السُّوء وهُو الذي طافَ العالَم بِها؟ وكيف يُقنِع ناخِبُه العِراقيّ باعتزازِه بهَوِيّتِه الوَطنيّة؟

تَعرَّض مرسوم التَّجنيس الذي أصدَره الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، ووزير الداخِليّة نهاد المشنوق، إلى حَملةِ انتقاداتٍ عنيفَةٍ في الأوساط السِّياسيّة والإعلاميّة في البِلاد، أجْبَرَت وزير الداخليّة على نَشر قَوائِم تَضُم المُجنَّسين الجُدُد الذين بَلَغَ عددهم 411 شَخصًا مُعظَمُهم من سورية وفِلسطين والعِراق والأُردن لوَضع حَدٍّ للشَّائِعات والتَّسريبات.

عدم نَشر المَرسوم، وأسماء المُجَنَّسين في الجريدة الرسميّة، واتِّباع أساليب السِّرِّيّة والتَّكتُّم في بَلدٍ مُتعَدِّد الطَّوائِف والأعراق حول مسألة تُعتَبر الأكثَر حساسيّةً فيه، أثار العديد من علامات الاستفهام حول الدَّوافِع التي تَقِف خلف صُدور هذا المَرسوم في هذا الوَقت الحَرِج من تاريخ لُبنان.
لن نَخوض في هذا المَكان في قانونيّة هذا المَرسوم من عدمه، وكذلك الآراء المُتضارِبة حوله، ونَتْرُك هذا الأمر للأشقاء اللبنانيين الأكثَر مِنّا دِرايةً بِه، ولكن ما لفت نَظرنا وجود اسم الدكتور إياد علاوي، رئيس الوزراء العِراقي الأسبق، الذي يُمَثِّل كُتلَة تَحمِل اسم “الوَطنيّة” في البَرلمان العِراقي، من بين أسماء المُجنَّسين الجُدد.
نَفهَم أن يَلجَأ بعض المحرومين من الجِنسيّة، أو الذين تُواجِه بِلادهم حُروبًا، ويَبحَثون عن مَكانِ إقامةٍ آمن، أو عن جِنسيّة تَفتَح لهم آفاقًا اقتصاديّةً أو تِجاريّة، وتُسَهِّل حركتهم أو مُستواهم المَعيشي، ولكن ما لا نَفهمه أن يلجأ رئيس وزراء عِراقي أسبَق، ونائب سابق لرئيس الجمهوريّة، وأحواله الماليّة وأُسرَته جيّدة جِدًّا، ويعيش في العِراق حاليًّا، أو هكذا نَفتَرِض، وقاد حِراكًا لإسقاط نِظامٍ سابِق، مُستعينًا بأكثَر من 14 جهاز مُخابرات، وقِوى عُظمى، لتحقيق هذا الهدف الذي أدَّى إلى استشهاد أكثر من مِليون عِراقيّ، أن يَلجَأ للحُصول على جِنسيّةِ بَلَدٍ آخَر غير بلده، فهذا أمْرٌ يُثير العَديد من علامات الاستفهام والتَّعجُّب مَعًا.
الأسباب التي قِيلت لتَبرير منح الدكتور علاوي الجِنسيّة تعود إلى كَون والدته لُبنانيّة، وهذا سبب وجيه قانونيًّا، ولكنه يَبدو ليس كذلك سِياسيًّا ووطنيًّا في نظر الكثيرين، ومن العِراقيين خاصَّةً، فإذا كان الدكتور علاوي لا يَثِق بخيارات أكثر من ثَلاثين مِليون عِراقيّ، يُقيمون حاليًّا في بَلدِهم، ويُواجِهون المَوت في بَعضِ الأَحيان، فكيف سَيضْرِب كسياسيّ وقائِد مَثَلاً لهذهِ المَلايين في الوَطنيّة والإخلاص والقُدوةِ الحَسَنَة؟
تَقدُّم الدكتور علاوي للحُصول على الجِنسيّة اللبنانيّة ربٍما كمُقدِّمة للعَيش في لُبنان، يَعكِس في نَظر الكثير من المُراقبين الوَضع المُزري “للعِراق الجديد” حاليًّا، مِثلَما يَعكِس المُستَقبل القاتِم الذي يَنتَظِره، وحال الفِصام والازدواجيّة التي يَعيشها البعض في أوساط النُّخبَة السياسيّة التي وَقف مُعظَمها خَلف كُل الدَّمار الذي حَلَّ بالبِلاد، عِندما وَقَفَ هؤلاء في خَندق الاحتلال الأمريكيّ ووفَّروا لَهُ الغِطاء العِراقي.
“رأي اليوم”

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع