الاستخبارات البريطانية: مطلوب جيمس بوند أسمر بملامح شرقية

      


            العبور إلى "إم آي 6" صار أسهل

"إم.آي 6" يفتح أبوابه لأبناء المهاجرين وخبراء يرون أن انفتاح مجتمع الاستخبارات على الجاليات العربية حدث تاريخي.

العرب/لندن - تسعى أجهزة الاستخبارات البريطانية إلى تنويع موظفيها ومزيد الانفتاح على مواطنيها من غير الأصول البريطانية، بعد أن كان العمل الاستخباراتي في البلاد حكرا على بريطانيي الأصل، في خطوة اعتبرها مراقبون نقلة نوعية في العمل الاستخباراتي بالبلاد.

سمح جهاز الاستخبارات البريطانية “إم.آي 6″ لأول مرة في تاريخه، لأبناء المهاجرين بالانضمام إليه، بعد أن كانوا ممنوعين قانونيا من الالتحاق بهذه الوظيفة، في خطوة وصفها محللون بالنوعية من أجل الانفتاح على الطاقات المتواجدة في البلاد من غير الأصول البريطانية.

وألغى رئيس الجهاز المعروف رمزا بحرف “سي”، أليكس يانغر، قاعدة تاريخية كانت تطلب أن يكون والدا الموظفين في الجهاز بريطانيين، ليصبح المطلوب فقط أن يكون من يوظفه الجهاز، بريطاني المولد.

وأطلق جهاز الاستخبارات البريطاني أيضا حملة توظيف تستهدف النساء ممن لديهن أطفال، وأشخاصا من أصل أفريقي، ومن أقليات عرقية، لتعزيز التنوع بين موظفيه.

وقال يانغر “أريد أن أنتهز تلك الفرصة لأقوض خرافة مازالت تتسبب كثيرا في استبعاد مرشحين محتملين لأنفسهم، رسالتي بسيطة: ليس لدينا ضابط إم.آي 6 قياسي، إذا كان لديك ما يلزم فتقدم لتنضم إلينا”.

وأظهرت آخر الأرقام الرسمية الصادرة في مارس 2016 أن 24.1 بالمئة من كبار الموظفين و37.8 بالمئة من الموظفين غير كبار كانوا من النساء، كما لم يكن هناك أيضا أعضاء من البريطانيين، السود، الآسيويين، والأقليات العرقية من بين الرتب العليا وكانوا يمثلون 6.8 بالمئة فقط من الموظفين غير الكبار.

ويأتي هذا التغيير في الوقت الذي بث فيه الجهاز أول إعلان تلفزيوني في تاريخه الذي يرجع إلى 109 أعوام، حيث انتهى الإعلان بجملة تقول “إم.آي 6 نحن مثلك تماما”.

ولم يكن من المتعارف عليه قبل ذلك انضمام ضباط من أصول عربية خصوصا إلى مجتمع الاستخبارات، لكن على ما يبدو فإن المسؤولين الأمنيين البريطانيين شعروا بأن هناك “ثروة بشرية” ومعلوماتية ضائعة، في وقت تصاعدت فيه موجة إرهاب كبرى، منذ ظهور تنظيم داعش في سوريا والعراق وسيناء وليبيا.

وسيمكن المنضمون الجدد إلى إم آي 6، خصوصا المتحدثون باللغة العربية، من تعقب المتشددين والجهاديين ونشطاء آخرين يعملون على تجنيد الشباب البريطانيين في الخارج من أجل الانضمام إلى التنظيمات الجهادية.

وانضم أكثر من 850 بريطانيا إلى صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق، وقتل عدد كبير منهم، كان عاد أكثر من نصفهم إلى الأراضي البريطانية، حيث يخضعون لمحاكمات لا تزال وقائعها تشغل الرأي العام. ويقول خبراء بريطانيون إن انفتاح مجتمع الاستخبارات على الجاليات العربية حدث تاريخي.

وفي السابق انحصر الاهتمام بالضبات والعملاء في إم آي 6 في طبقة النخبة البريطانية، والشباب خريجي جامعات كبرى، كأكسفور وكامبريدج وغيرها. وخلال الحرب الباردة، شكلت هذه الطبقة من الاروستقراطية البيضاء الرافد الأساسي لضباط الاستخبارات البريطانية.

ويعني القرار الجديد تخلي عن تقاليد ظلت تشكل شخصية الاستخبارات الخارجية البريطنية منذ نشأتها في مطلع القرن العشرين، وتعكس صعودا كبيرا للجاليات العربية والمسلمة ونفوذا متزايدا اتسع مع الوقت لدجة لم تعد أكثر الاجهزة حساسية قادرة على تجاهله.

وسيخضع المنضمون الجدد إلى فحص أمني صارم من قبل أقسام الرقابة الداخلية في إم آي 6، كما سيعمل العملاء الجدد على مراقبة عناصر تنتمي لتيارات الإسلام السياسي في الخارج، ولها صلات وثيقة بتنظيمات انتهزت عقودا من التساهل البريطاني معها في الداخل.

كما ستعمل أيضا على مد جسور التواصل بشكل يطرح فهما جديدا لقضايا منطقة الشرق الأوسط خصوصا، إذ يؤثر تعيين أبناء لا يشترط حمل أبائهم الجنسية البريطانية، على مقاربات تقليدية لأجهزة الأمن البريطانية تجاه المنطقة، كثير منها يتسم بالجمود.

وبحسب تقارير فإن سلسلة الاعتداءات التي وقعت مؤخرا في بريطانيا، أجبرت الحكومة على توجيه المكتب البريطاني لمكافحة الإرهاب الذي يراقب نحو 3 آلاف شخص، إلى مراقبة نحو 20 ألف إرهابي سابق لم يتم تصنيفهم منذ زمن ضمن تصنيف “يُشكلون خطرا جسيما”، وذلك باستخدام خوارزميات حاسوبية، نظرا لعدم توفّر قدرات بشرية لمراقبة هذا العدد الضخم في وقت واحد.

وقالت أجهزة الاستخبارات إن التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي ستساعد في كبح التهديدات الإلكترونية المتطورة التي يستخدمها الإرهابيون، من خلال جمع كم هائل من المعلومات عن الشخص المشتبه به، مثل اتصالهم وتواصلهم مع الإرهابيين عبر الإنترنت.

والجهاز هو وريث جهاز مستمد من مكتب الخدمات السرية الذي تأسس عام 1909، وكان ذلك بمبادرة مشتركة من الأدميرالية البريطانية ومكتب مراقبة عمليات المخابرات السرية في بريطانيا والخارج، وكان التركيز في تلك الفترة على أنشطة الحكومة الألمانية إلى أن أدخل المكتب تحت لواء البحرية والتي تخصصت مع الزمن في عمليات التجسس الخارجي ومكافحة أنشطة التجسس الداخلي، وقد حدث هذا رسمياً قبل عام 1914.

ومع بداية الحرب العالمية الأولى، خضع القسمان لتغييرات إدارية وتشكلت دائرة الاستخبارات العسكرية والتي عرفت حينها بـ”إم.آي 6”، الاسم الذي مازال يطلق عليها حتى الآن.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1032 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع