تمر ولبن وحساء ... ركائز المائدة الرمضانية الصحية

   

اللبن والتمر والحساء على أنواعه يُجمع خبراء التغذية على أهميتها في شهر رمضان. وينصحون الصائمين بكسر صيامهم يومياً بحبات قليلة من التمر مع كوب من اللبن الرائب، ثم تناول الحساء الغني بالألياف والسوائل. نصيحة لا تنطبق على مائدة الإفطار وحدها بل تنسحب على وجبات السحور قبل إعلان الإمساك فجراً.

 ومن يود من الصائمين اتباع صيامٍ صحي طوال شهر رمضان، عليه الأكل باعتدال كماً ونوعاً، وتجنب السكريات والطعام المقلي والدسم، والإكثار من الفواكه والخضر والأطعمة الغنية بالألياف.

   

أسرار التمر واللبن عند الإفطار

يبدو أن اقتران التمر واللبن معاً عند الإفطار من النصائح الأكثر تداولاً عبر المواقع الصحية المتخصصة. ويدرج خبراء التغذية في مقالاتهم أهمية تناولهما معاً لأن أحدهما يكمل الآخر ويشكلان معاً مزيجاً صحياً ومغذياً خصوصاً للأطفال وكبار السن.

عن التمر يقولون أنه بعد ساعات الصيام تحتاج المعدة الخالية والخاملة إلى غذاء طري يدفع الجوع وينبه الجهاز الهضمي بلطف. وهذا يتوفر بالتمر الغني بالألياف والسريع الهضم والسكري المذاق الذي يفيد ضغط الدم الذي ينخفض خلال ساعات الصيام. ويعزز عمل الجهاز العصبي لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم. وكونه سريع الامتصاص لاحتوائه على نسب عالية من السكريات الأحادية والثنائية (الغلكوز والفركتوز) ينشط الجسم بسرعة.

    

أما اللبن فيمد الجسم بالطاقة ويساعد على التخلص من البكتيريا الضارة الموجودة في المعدة والأمعاء، يخفف الأعراض المصاحبة لالتهاب القولون العصبي، ويقوي الجهاز المناعي في جسم الإنسان، ويوفر الحماية من لين العظام أو هشاشتها، ويزيد الشعور بالشبع، يحسن الحالة النفسية والمزاجية، ويقلل نسبة الكولسترول الضار في الجسم، ويقي من الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، ويحافظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي في الجسم لاحتوائه على البوتاسيوم.

أما الإفادة التي يكسبها الإنسان عند تناولهما معاً فتعود إلى أن اللبن فقير في عنصر الحديد على عكس التمر الغني به. كذلك يقي التمر واللبن معاً من الأمراض السرطانية لاحتوائهما على مضادات الأكسدة الطبيعية ونسبة عالية من الكالسيوم والمغنسيوم والفسفور. يضاف إلى ذلك أن التمر غني بالألياف غير المتوفرة باللبن.

        

الحساء طبق رمضاني بامتياز

يعتبر الحساء الطعام الضروري لمدّ الجسم بالسوائل والفيتامينات والمعادن. ومن المفيد تناول الحساء المرتكز في مكوناته على الخضر والبقول عند وجبة الإفطار، حتى يكون خفيفاً ويمكّن الصائم من تناول أصناف أخرى من الطعام. وحساء الخضر يمكن تعديل محتواه بحسب ما يتوفر في السوق من منتجات وأصناف، يضاف إليها المنكهات من الأعشاب لتضفي عليها نكهات مميزة.

بعض الصائمين يتناولون الحساء الدسم المحتوي على اللحوم على أنواعها خصوصاً عند السحور، كونه يمد الجسم بالسوائل ويمنح الشعور بالشبع ساعات طويلة.

أنواع الحساء من هنا وهناك

هناك أنواع من الحساء تكاد تكون القاسم المشترك بين مختلف الدول العربية، هويتها عامة مثل حساء العدس. ومع احتواء العدس على البروتين والحديد والكالسيوم وفيتامين (ب)، يجعل الحساء مصدر غذاء مناسبا، هو غني بالألياف ويساعد على خفض الكوليسترول والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

أما شوربة الدجاج فهي من الشوربات الشهيرة في رمضان، وتحتوي على البروتين والحديد والنشويات. ويعتبر حساء الخضر من الوجبات الحاضرة على المائدة الرمضانية ومدخلاً مليناً ويطفئ الظمأ بعد الصيام.


في العراق، يشتهر حساء الكبة وحساء البقول في رمضان. أما في الشمال، فيعتبر حساء "الباجة" ذو القيمة الغذائية العالية عنصراً أساسياً على موائد السحور في مدينة كركوك، شمال العراق. وتتكون من أرجل ورأس خروف أو ماعز، وتمر بعدة مراحل من الطبخ لتصبح حساء معروفا بقيمته الغذائية العالية.

وفي مصر، تتميز مائدة الإفطار بحساء "لسان العصفور" غالباً وهو نوع من أنواع المعكرونة، صغير الحجم يقلى بالزبد أو الزيت النباتي ويضاف إليه مرق اللحم أو الدجاج، ويضاف إليه مع عصير الليمون.

في السودان، تعتبر شوربة الكوارع إحدى أهم الوجبات الغذائية الصحية في داخل المطبخ السوداني، وتُعدّ من حوافر الأغنام وأظلافها التي يضاف إليه الخضر والبهارات. أما خبز "الرقاق" أشهر وجبة حصرية عند السحور والإفطار المصنوع من القمح المقشور ويخلط مع الحليب ليكون أقرب إلى الحساء، ويصلح طعاماً وشراباً في الوقت نفسه.

في المغرب والجزائر تعتبر شوربة الحريرة عروس الموائد الرمضانية، التي يجمع المغاربة على حبها وتمتاز بقيمتها الغذائية العالية. وتحتوي الحريرة على البصل والطماطم واللحم والبقدونس والكزبرة والكرفس، والتوابل مثل الفلفل والكركم والملح والزنجبيل والفلفل، والحمص والعدس والسمن والشعيرية والدقيق، ويستغرق إعدادها ساعة ونصف الساعة تقريباً.

وفي تونس يشتهر في رمضان حساء "الفريك" باللحم أو بالدجاج، ويضاف إليه الحمص إلى جانب الفريك طبعاً، والطماطم والبصل والفلفل والنعناع والكزبراء.

في إيران، يعدّ حساء "آش رشته" التقليدي في شهر رمضان وجبة متكاملة وصحية تغني عن تناول وجبة أخرى خلال الإفطار. ويتكوّن من الحبوب والبقوليات المتنوعة، على غرار الحمص والعدس والفاصوليا والبقدونس والسبانخ والكراث والبصل والثوم المقلي والنعناع. كذلك، تضاف إليها الشعيرية، أو تمكن إضافة مكوّنات أخرى لهذا الحساء.

(العربي الجديد)

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

424 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع