عودة "الزفة النهرية" إلى شط العرب: بهجة أعراس البصرة

         

العربي الجديد/البصرة ــ زيد سالم:عادت "الزفة النهرية" الفولكلورية إلى "شط العرب" في أقصى جنوب العراق للظهور بعد أن اختفت منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي عند انطلاق الحرب العراقية الإيرانية، ليتحول المكان الذي يمثل نقطة التقاء نهري دجلة والفرات، إلى مكان للمخلفات الحربية والسفن المدمرة، فضلاً عن تردي الخدمات والأحوال الاقتصادية.

وفضلا عن كون "شط العرب" هو المنفذ التجاري الأهم في العراق، فقد استعاد أخيرا مكانته كمركز ترفيهي وسياحي بعد عمليات تطهيره التي استغرقت سنوات بواسطة شركات محلية وأجنبية، كما أصبح مقصداً للعرسان الذين يحتفلون فوق مياهه باستخدام قوارب ومركبات مائية.

ويرى أحمد راضي (59 سنة)، أن الاحتفال في شط العرب صار "موضة". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "أهل البصرة صاروا يتوجهون إلى الشط للاحتفال بالأعراس بعيداً عن زحام الطرق. زفة السيارات تحولت إلى موضة قديمة. يأخذ العريس عروسه إلى جولة في شط العرب بواسطة قارب مزين بالورود والأنوار".

وأضاف: "عرفنا هذا النوع من الأفراح قبل الحرب العراقية الإيرانية، حين كان قارب صغير يأخذ العروسين في قارب، والعمات والخالات خلفهما في قارب ثان، لكن الظاهرة اختفت مع بدء الحرب، ولم تتجدد بسبب المخلفات الحربية التي ظلت داخل الشط، فضلاً عن الوضع الاقتصادي المتردي".

وأطلقت وزارة النقل العراقية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشروع "الزفة النهرية" باستخدام زوارق "التاكسي النهري" في شط العرب، في محاولة لإشاعة ثقافة النقل النهري في عموم البلاد.

وأكد المتحدث الإعلامي باسم شركة النقل البحري صاحبة المشروع، طالب البديري، أن أسعار الجولات البحرية داخل شط العرب "رمزية"، لأن هدف المشروع استعادة النقل النهري الذي لا يعرفه أغلب العراقيين من الجيل الحالي. وقال البديري، لـ"العربي الجديد"، إن "الزفة النهرية داخل الشط لا تتضمن أي خطورة على العرسان، وذلك لأننا تركنا استخدام القوارب القديمة، ولدينا حالياً أنواع جديدة ومتطورة".


وأوضح أن "رحلة العرس تكون في المناطق النظيفة من الشط، ويمكن لأي شخص أن يحجز زفافه داخل مياه شط العرب عن طريق تقدمه بطلب لإدارة النقل البحري، والكلفة ليست كبيرة".
وأضاف أن "إدارة النقل البحري في البصرة، قررت أخيراً حسماً لأسر الشهداء من الجيش والمتضررين من العمليات الإرهابية، وكذا المتعففين، وموظفي وزارة النقل"، لافتا إلى أن "كل خميس يشهد الشط زفة أو زفتين في أجواء رائعة، لأن الزفة تمر على طول البصرة، فيشارك الناس بالتلويح للعرسان والرقص والتصفيق مع أهاليهم".

من جهته، قال عضو المجلس المحلي للبصرة، مجيب الحساني، إن "الوضع الأمني المستقر وتحسن الحالة الاقتصادية للمواطنين، والانفتاح الاجتماعي، أدى إلى ظواهر جديدة تعيد إلى المدينة الكثير من ماضيها وفولكلورها"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الرفاهية النسبية في البصرة، قادت الأسر نحو السفرات الترويحية في شط العرب وإلى مناطق شمال المدينة، حيث الأهوار المائية".
وأضاف أن "الأعوام السابقة فرضت على البصرة توتراً أمنياً وسياسياً، لكن الآن بدأت الأمور بالانفراج، وهناك مساع من منظمات المجتمع المدني، ونشطاء يعملون جاهدين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لتشجيع الجانب السياحي في المدينة".

ويتشكل "شط العرب" من التقاء نهري دجلة والفرات في المنطقة المعروفة باسم "الكرمة"، عند مدخل البصرة الشمالي، ويصل طوله إلى نحو 190 كيلومتراً، ويصبّ في مياه الخليج العربيّ عند طرف المدينة، ويبلغ عدد سكان بلدة تحمل اسم شط العرب أكثر من 250 ألف نسمة، حسب تعداد عام 2014.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1199 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع