قرية "غير خيالية" على سطح القمر

          

ايلاف من دبي: ليس مشروع القرية القمرية جديدًا ولا هو خيال، لكنه يدخل الآن طور التنفيذ بهمة وكالة الفضاء الأوروبية، وبالتعاون مع وكالات الفضاء الأميركية والروسية.

تدرس وكالة الفضاء الأوروبية مشروع إقامة قرية قمرية متكاملة، الحياة عليها طبيعية بعيدًا عما يحدث في أفلام الخيال العلمي. وتظهر المشاهد المبينة للمشروع مجموعة من البشر تذيب الجليد على سطح القمر للحصول على الماء، وتأكل نباتًا مزروعًا هناك، وتمارس رياضات طائرة مستفيدين من ضعف الجاذبية.

ليست خيالًا

أكد علماء أن هذه الأفكار لا تقتصر على الخيال العلمي الواسع، ويرون أن المشروع قابل للتحقيق، ومنهم برنار فوانغ، الخبير في برنامج القرية القمرية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الذي نقلت عنه تقارير صحفية تفصيله المراحل التي يتطلبها تحقيق هذا المشروع: "أولها، وضع مستعمرة بشرية قوامها ستة إلى عشرة رواد فضاء، من علماء وتقنيين ومهندسين، على سطح القمر، على أن يرتفع عددهم ليبلغ 100 في عام 2040. وفي عام 2050، يمكن أن يرتفع العدد إلى 1000، وبعد ذلك يمكن استقدام عائلاتهم. وعلى ذلك، لا يستبعد أن يولد جيل من البشر على سطح القمر في العقود المقبلة".

في تقرير نشره موقع "يورونيوز"، يقول فرانك دي وين، رئيس مركز رواد الفضاء الأوروبي ورائد فضاء أيضًا، إن الخطوة الأولى لفكرة بناء قرية على سطح القمر "هي ما نقوم به اليوم مثلًا مع شركائنا في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وبناء المركبة الفضائية (أوريون)، وأنموذج خدمة وكالة الفضاء الأوروبية لمركبة الفضاء (أوريون)، لتكون قادرة على التحليق نحو القمر".

أضاف: نعمل مع زملائنا الروس لتوفير إمكانية الهبوط على سطح القمر، للبحث عن الماء، لأننا نريد أن نكون هناك على المدى الطويل، وعلينا إذًا البحث عن المصادر على سطح القمر، كالأوكسجين والهيدروجين، وربما لتزويد الصاروخ بالوقود."

المطلوب موارد جديدة

عن مساهمة المركز الأوروبي لرواد الفضاء في هذا المشروع، قال دي وين: "في المركز الأوروبي لرواد الفضاء، نبحث المفاهيم التشغيلية لقرية القمر على هذه القاعدة القمرية، كما نبحث في إجابة عن السؤال: كيف نبني الملاجئ هناك؟ لا يمكننا نقلها كلها من الأرض. لذا نحتاج إلى موارد جديدة. فهل يمكننا استخدام الريغولث، أي الرمال الموجودة على سطح القمر، لبناء البنية التحتية للقرية القمرية؟ كيف يمكن هذا التفاعل بين البشر والروبوتات أن ينجز هذا العمل؟ كيف سنبني أنظمة دعم الحياة؟ كيف ننتج الغذاء على سطح القمر؟ هذا هو ما نبحث عنه في المركز الأوروبي لرواد الفضاء".

هذا المشروع ليس جديدًا، بل تحدث عنه يوهان ديتريش فورنر، مدير عام وكالة الفضاء الأوروبية، في أكتوبر 2016، في القمة السادسة والستين للملاحة الفضائية. وقال ناطق باسم الوكالة إن عبارة قرية قمرية "لا تعني أننا سنبني على القمر قرية مع منازل ومدارس ودور عبادة، بل قواعد للبحث العلمي. هذا مشروع يقتضي مشاركة دولية لإرسال مهمات متنوعة إلى القمر، وإلى الجزء المظلم من القمر الذي لا يظهر للأرض".

وأشار فورنر، الذي سبق أن شغل منصب رئيس وكالة الفضاء الألمانية، إلى أن محطة الفضاء الدولية التي شيدت في مدار الأرض في عام 1998 ستخرج من الخدمة في عام 2024، "وعلينا أن نفكر بماذا سنفعل بعد ذلك. من هنا جاءت فكرة حض المجتمع الدولي على إقامة مشروع مشترك على سطح القمر".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

739 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع