جحا البغدادي يحكي لنا / قصة المثل (دافنينه سوا)

        


                        دافنينه سوا!!

وقصته:

كان لاخوين حمارا يستعينان به على قضاء حوائجهما وتيسير امور معيشتهما مستخدمينه لنقل البضائع بين القرى مقابل بعض النقود وكانت امورهما مقبولة بفضل هذا الحمار الذي احباه جدا فهو مصدر رزقهما الوحيد وقد اطلقا عليه اسم ابو الصبر.
المهم سارت امورهما على خير ما يرام الى ان كانا يوما في احدى الرحلات برفقة حمارهما الذي اصبح هرما وقد اصابه هزال شديد وقد تعب معهما في تلك الرحلة الى ان سقط ميتا.
حزن الاخوان على حمارهما حزنا شديدا الى درجة انهما دفناه كما يليق بفقيد غالي وجلسا على قبره يبكيانه بحرقة وحزن .
وحدث ان مر بعض الناس بهما وكل من راى حزنهما طن انهما فقدا غاليا فيحاول مواساتهما بسؤالهما عن المرحوم فيزداد الاخوان بكاء ويعددان مناقب الفقيد الذي كان يفرج همهما ويرزقهما من بركته ومجرد وجوده في حياتهما جعلها اسهل وايسر ....اليس هو ابو الصبر......ومن صبره يقتاتان ويستعينان على الصعاب ....يحمل حملهما واثقالهما .....انه الخير والبركة....
ظن الناس انهما يتحدثان عن شيخ جليل او عبد صالح فيتاسفون لمصابهما ويشاركوهما الحزن حتى ان البعض كان يتبرع بالمال .
طاب الامر للاخوين خاصة حين اصبحت التبرعات تزداد شيئا فشيئا فوضعا خيمة على القبر ولما ازدادت التبرعات بنيا غرفة بدل الخيمة .
وازداد عدد الزوار لقبر الشيخ الجليل صاحب الكرامات والمعجزات وقد تحدث عنه الكثيرون انه يفك السحر ويشفي المريض ويغني الفقير ......يقرب المحبين ويزوجهم.......يرزق الاولاد الذكور ويرسل الحليب للمرضعات.....ولايعجز عن شيء.
واغتنى الاخوان من اموال وتبرعات السذج الطامعين ان يفك الولي الصالح عقدهم.....
ولكن لا شيء يدوم ولابد من وقوع الخلاف بين الاخوين خاصة بوجود المال وهو ما حدث في يوم من الايام حين اختلفا على توزيع المال بينهما وغضب احدهما من اخيه وزمجر حانقا: ساشكوك للشيخ الجليل ابو الصبر (مشيرا الى القبر) لينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع لي مالي.
فضحك اخاه وقال:اي شيخ جليل يا اخي؟؟؟؟؟
ههههههههه هل نسيت؟؟؟؟ دافنينو سوا!!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

708 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع