برلين تشهد أول معرض عربي للكتاب

      

  السعي إلى تأسيس مركز لتوزيع الكتاب العربي في ألمانيا وأوروبا


تخلق الكتب والأنشطة الثقافية في المهاجر والمنافي فرصة للوافدين لتقديم صورة عنهم، وإبلاغ أصواتهم وقضاياهم، حيث ليس هناك أكثر قدرة من الثقافة ومنتجاتها وأنشطتها على خلق علاقات بين مختلف الثقافات وتلاحمها في كنف الإنسانية متعددة الأوجه والثقافات والحضارات. وهكذا كان معرض الكتاب العربي الأول من نوعه في العاصمة الألمانية برلين.

العرب /رامي العاشق:يتواصل “أسبوع مدى الثقافي الأول” الممتد في الفترة ما بين السابع والخامس عشر من شهر أكتوبر الجاري في العاصمة الألمانية برلين الذي يقام بالتعاون بين منظمة مدى للتنمية الثقافية والفكرية، ودار نشر لوفينت برلين، والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ومنظمة أولمي 35.

أول معرض للكتاب العربي

في خطوة تعتبر الأولى من نوعها، افتتح المنظمون أوّل معرض للكتاب العربي في العاصمة الألمانية برلين، بأكثر من 500 عنوان لكتب تنوّعت مواضيعها ودور نشرها.

في تصريحه لـ”العرب” يقول الناشر السوري صافي علاءالدين، أحد القائمين على المهرجان والمعرض “كان هدفنا خلق منصة لإيصال أصوات السوريين في الداخل، خاصة أولئك الذين لا صوت لهم، ودعمهم بأي طريقة ممكنة.

من جهة أخرى في عاصمة ثقافية كبيرة، وعوضا عن نشاطات صغيرة هنا وهناك تنسى بعد فترة قصيرة، كنا بحاجة إلى توحيد الجهود لشيء أكبر من المعتاد وتكريسه بشكل سنوي، وقد بدأنا فعليا بالتحضير للنسخة الثانية من المهرجان خصوصا وأننا لاحظنا حضورا كبيرا من السوريين والألمان، ولمسنا حميمية تجاه الكتاب العربي الذي يندر وجوده. هذا يجعلنا نشعر بالرضى ويدفعنا إلى تأسيس مركز لتوزيع الكتاب العربي في ألمانيا وأوروبا”.

وتحدث كلّ من بيليكان مراد إحدى القائمات على الأسبوع الثقافي، ووهاردي شميدت الشريك الألماني، وزكريا السقال من منظمة مدى عن دور نشاط كهذا في تقريب الثقافات من بعضها وخلق مساحة للتواصل والحوار.

وفي دورته الأولى أطلق المهرجان مسابقة أدبية للكتاب والكاتبات الشباب دون الخامسة والثلاثين من العمر في مجالات: الشعر، الرواية، المسرح، القصة القصيرة وأدب الطفل. وينتهي التقدّم إليها في نهاية العام الجاري، وتعلن نتائجها في حفل تكريم يوم السبت السابع عشر من مارس المقبل.

وتحدّث الباحث طارق حوكان من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير عن دعم المركز لهذه المسابقة الأدبية، ولو أن الجائزة رمزيّة إلّا أنها تدعم الكتاب الشباب في مسيرتهم الأدبية، حيث سيمنح مجلس أمناء الجائزة ثلاث جوائز في كل مجال من المجالات الأدبية آنفة الذكر.

وافتتح القائمون على المهرجان معرضا للفن التشكيلي لفنانين وفنانات سوريات داخل سوريا بعنوان “وحدن” يشارك فيه كل من الفنانات فرزان شرف، وهنادي الكفيري، وياسمين الحضوة، وعهد هنيدي، وميسون علم الدين، ومهدي البعيني، ونضال خويص وسهى العياص. وقد جلبت لوحاتهم من داخل سوريا خصيصا من أجل المعرض.

كذلك فقد تم افتتاح معرض “يا ساكنين البال” لمشغولات يدوية لنساء سوريات. أمّا معرض المشغولات اليدوية الجلدية فقد عرض أشغال نساء لاجئات، سوريات وعراقيات، اجتمعن في ورشة عمل لم يكن الهدف منها هو الفن فقط، بل أيضا تمكين النساء وتعزيز حقوقهن، والدعوة إلى العدالة الجندرية بحسب القائمين على المعرض.

اختتم اليوم الأول على موسيقى العود، وغناء الموسيقي السوري عيسى فيّاض مع عازف الإيقاع أسيد الدروبي، فيما يستمر المهرجان والمعارض المرافقة حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، وقد أعلن المنظمون عن برنامج اليوم الثاني والثالث، حيث تم عرض فيلم كرتون مترجم للأطفال مساء الأحد، تلته أمسية قصصية للكتاب: أحمد خليل، وخالد هنيدي، وسناء عون، وشمس خشوف، وكفاح علي ديب ومصطفى الولي.


أما الاثنين، فستبدأ فعالياته من الساعة الرابعة مساء مع أمسية قصصية للأطفال للكاتبة كفاح علي ديب، تليها أمسية شعرية للشعراء: تركي عبدالغني، ورامي العاشق، وفادي جومر، ومازن إسماعيل ومها بكر. ويختتم اليوم الثالث مع أمسية موسيقية مع عازف البزق آجو أمين.

آراء الحضور

وفي حديث لـ”العرب” مع بعض زوار المعرض تقول نور فليحان، أكاديمية سورية، “أن نلمس بأيدينا أعمال أعمالاً فنية لنساء سوريات وإنجازاتهن رغم الألم، أن نقرأ كتبا بلغة عربيّة نفتقدها ونشتاقها، أن يتجاوز الفن الحدود ليصل من الروح إلى الروح، كلها لحظات دافئة، رسمت ملامح معرض الكتاب العربي الأول في برلين وما رافقه من معارض فنية”.

أما الصحافية السورية دينا أبوالحسن فترى أن افتتاح الأسبوع الثقافي السوري ببرلين كان إحدى أهم الفعاليات التي شهدتها خلال العامين الماضيين، فقد احتوى على مجموعة كبيرة من الأنشطة المتنوعة التي تقام للمرة الأولى هنا، كمعرض الكتاب العربي ومعرض الفنانين السوريين وأعمال النساء السوريات. وتؤكد أنها شاهدت إقبالا كثيفا على شراء الكتب، وكذلك على المشغولات اليدوية للنساء، والتي يعود ريعها لأسرهن.

ربما كانت الفكرة الأهم في الفعالية هي إيصال صوت السوريين في سوريا إلى الزوار، وتعتقد أبوالحسن أن هذا قد تحقق بنجاح.

ويقول الكاتب السوري سامر فهد “الحركة الثقافية السورية ببرلين في تطور مستمر، ألاحظ ذلك دائما من خلال المعارض والمنتديات. منظمة مدى هي جزء من المنظمات المهمة والنشطة جدا، أشكر القائمين على المنظمة ونشاطهم المستمر بالتواصل مع الفنانيين والمثقفين، وأدعو السوريين في برلين وألمانيا إلى مشاركة أكبر في المستقبل، فالجالية السورية بحاجة إلى إظهار نشاطها الثقافي والاجتماعي على الساحة كجزء من مشروع الاندماج”.

جدير بالذكر أن أيام “أسبوع مدى الثقافي الأول 2017” في برلين مستمرة حتى الخامس عشر من أكتوبر الجاري على العنوان التالي :Ulmenallee 35, 14050 Berlin

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

578 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع