مهرجان الواسطي للفن التشكيلي

             

          البعد التزييني يبدو سمة لافتة لبعض الأعمال المعروضة

معرض 'مهرجان التحدي' يؤكد على استمرارية الحياة الفنية بمختلف تسمياتها على أنه انسجام ملحمي وطني في مواجهة أعداء الجمال والحياة خاصة بعد تحرير الموصل.
العرب /وارد بدر السالم:أقيم في بغداد مؤخراً مهرجان الواسطي للفن التشكيلي بمشاركة واسعة من فناني وفنانات العراق إذ بلغوا أكثر من 150 فناناً عرضوا خلالها ضعف هذا العدد من اللوحات التشكيلية التي أخذت حيزاً واسعاً من العرض، مثلما ساهم فيه الخطاطون والخزفيون والنحاتون على نحو موسّع لفت الأنظار إلى حجم المشاركات التي تميزت بأنها تنتمي إلى مدارس فنية متعددة وتجارب سعت لأن تمثل توجهاتها الجمالية مؤسّسَة على أنها محاولات إن لم تكن فردية في تجريبيّتها، فإنها مثّلت اتجاهات فنية سادت في فتراتها الذهبية وأعطت ثمارها في تجارب الأجيال التي تعاقبت على صياغة جماليات تشكيلية ونحتية وزخرفية توضّحت معالمها كثيراً في هذا العرض الإبداعي الشامل.

المعرض الذي افتتحه ورعاه فرياد راوندزي وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حمل عنوان “مهرجان التحدي” مؤكداً على استمرارية الحياة الفنية بمختلف تسمياتها وعروضها على أنه انسجام ملحمي وطني في مواجهة أعداء الجمال والحياة لا سيما بعد تحرير الموصل من دنس الدواعش والتهيؤ لمرحلة التحرير الكاملة واعتبار العراق أرضاً وطنية تنتمي إلى الجمال ولا تنتمي إلى القبح والشر.

لذلك نرى في هذا الحشد الفني الكبير جداً رسالة واضحة على جماليات الحياة العراقية من نوافذها الفنية في الرسم والزخرفة والنحت والخط، مثلما هو إعادة الحياة إلى هذا المهرجان الذي حمل اسم الفنان العراقي يحيى الواسطي الذي عاش في المئة السابعة للهجرة في مدينة واسط وكانت مدرسته في طليعة المشهد العربي والإسلامي الأول حيث استطاع التصوير الفني الإسلامي في ظلّها أن يتميز ويتمكّن ويبدع، وما تزال شهرة الواسطي قائمة حتى اليوم لا سيما فيما أبدعه من رسومات لمقامات الحريري المعروفة والتي تعدّ من روائع الأدب العربي القديم.

ومهرجان الواسطي الذي انطلق عام 1972 منح الفرص المتتالية لولادة أجيال فنية وبروز فنانين كبرت تجاربهم لاحقاً، وهذا المعرض المستأنف اليوم ببصمة عام 2017 إنما هو امتداد لروح المعارض السابقة التي كرّست روح الإبداع لدى الفنانين وشحذت فيهم روح التحدي الفني مثلما اليوم تشحذ فيهم روح التحدي للبقاء والإبداع والتواصل مع الحياة والجمال تحت عباءة الواسطي المبدع-الأب الذي يحتضن هذه الأجيال المتسارعة وهي تكتب قصص الحياة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

824 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع