شوارع القاهرة الخديوية تتجمل بمقاه على الطراز الأوروبي

                   

في إطار خطة تجميل شوارع وسط العاصمة المصرية بدأت محافظة القاهرة مشروعًا لإنشاء مقاهٍ على الطراز الأوروبي، تقام على الأرصفة مع الحرص على أن تكون تجهيزات تلك المقاهي متسقة جماليًا مع تاريخ المنطقة وتراثها.

العرب- نجوى درديري/القاهرة – افتتح وزراء مصريون منذ أيام شارع الألفي الشهير بمناسبة الانتهاء من أعمال تجديده والذي تزامن مع مرور 150 عامًا على إنشاء القاهرة الخديوية، وجلسوا في أحد المقاهي التي تضمنها المشروع.

وأخذ الجهاز القومي للتنسيق الحضاري (هيئة حكومية) بالتعاون مع محافظة القاهرة على عاتقهما مهمة تجميل وصيانة عقارات القاهرة الخديوية وعددها 500 عقار مسجلة كتراث ومقسمة على ميادين رمسيس والعتبة والتحرير، وتعرضت تلك المباني على مر العهود للإهمال والفوضى.

وقسمت المحافظة في عام 2015 مشروع الصيانة والتجميل إلى ثلاث مراحل لم تنته المرحلة الأخيرة منها بعد، وتعرض المشروع إلى الكثير من العراقيل ونقص في الموارد المالية، حيث تنفق الدولة ما بين 110 إلى 170 ألف دولار على صيانة العقار التاريخي الواحد، ما استدعى البحث عن موارد مالية.

ولجأت الحكومة إلى تأجير لوحات إعلانية للمحال التجارية، وإقامة مقاه وتأجيرها لمضاعفة العوائد المادية إلى جانب النواحي الجمالية.

المثلث المعروف بالقاهرة الخديوية، أنشأه الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر من عام 1863 إلى 1879، على مساحة 700 فدان، وبلغ عدد العقارات به 421 شيدت على الطرازين الكلاسيكي وعصر النهضة الأوروبي.

وأقيمت المقاهي الجديدة على أرصفة شوارع الشواربي والألفي وسراي الأزبكية وكذلك في الممرات بين العقارات.

واسترعى الشكل الجمالي لتلك المقاهي ونظافة الشوارع من حولها انتباه المارة ما جعلهم يتناقلون صوره عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ممهورة بجمل الإعجاب والانبهار والشكر للقائمين على المشروع، لكنهم تساءلوا هل ستستمر تلك الخُطوة ويحافظ الناس على جماليات المشهد أم سيعود الأمر كما كان ليعود القبح من جديد؟

وكانت تلك الأرصفة والممرات التي بين العمارات حتى وقت قريب تعج بالفوضى، من الباعة الجائلين الذين كانوا يفترشون الأرصفة ببضاعتهم، ومن باعة العصائر والمرطبات والمتسولين، أما الآن فقد تم تجميل الأرصفة بمقاه عصرية مزينة بالزهور والأشجار وسلال جمع القمامة، إضافة إلى تبليط الأرضيات.

وقال المهندس سعيد بحر المسؤول عن مشروع صيانة وتجميل عقارات القاهرة الخديوية إن لهذه المقاهي هدفين، الأول إبراز العنصر الجمالي للمنطقة الأثرية ومنح المواطنين متنفسًا للجلوس في تلك الأماكن التي تحمل عبق التاريخ، والثاني توفير عائد مادي للإنفاق على الصيانة والترميم لاستمرار الحفاظ على رونق تلك العقارات والشوارع.

وأضاف لـ“العرب” أن محافظة القاهرة حرصت على انتقاء أثاث لتلك المقاهي بما يتناسب وطراز المنطقة المعماري، كما حرصت على فرض معايير بعينها يتبعها المنتفعون من المقاهي.

يذكر أنه عندما خطط الخديوي إسماعيل لبناء هذه المنطقة لم تكن غايته بناء عقارات فقط، بل حرص على أن تمثل المنطقة منارة ثقافية، فأنشأ دار الأوبرا بميدان العتبة بوسط البلد، وألحقها بخطوط سكة حديدية لربط منطقة وسط البلد بمناطق القاهرة الأخرى، كما زوّدها بحدائق وارفة، مثل حديقة الأزبكية، واستورد نباتاتها من الصين والهند وباكستان والسودان، ليجعل من تلك الشوارع لوحات فنية تبهر الناظرين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1057 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع