ينشر الموت بالعدل.. الوقود الإيراني يحوّل العراقيين إلى "مفخخات"

            

بغداد – محمد البغدادي – الخليج أونلاين:لم تراعِ إيران أبناءها الذين يدينون لها بالولاء والانتماء الأيديولوجي، فأهدت وقودها الذي ينفجر في سيارات العراقيين، فأصبح هاجساً يخيف العراقيين، وينشر الموت بالعدل بين الجميع.

"إذا لم تمُتْ بالانفجارات والعبوات الناسفة، فإنك ستموت في سيارتك"، هذه الكلمات قالها عبد القادر الدوري، الذي توفي ابنه إثر انفجار سيارته بسبب الوقود الإيراني، معبراً عن الحال الذي وصل إليه البلد من استخفاف بحياة الأبرياء.

وأضاف الدوري، في حديثه لمراسل "الخليج أونلاين": "المسؤولون في العراق لا يعيرون أهميةً لحياة المواطن العراقي والتي تعد من أواخر أولوياتهم، فالسيارات الفارهة والقصور هي الأهم"، وأردف قائلاً: "إيران تقوم بتصدير الموت إلى العراق بمختلف الطرق والوسائل، فالعراقي اليوم لا يحتار في طريقة موته".

حالة من الذعر والخوف أصابت الأسر العراقية عقب انفجار العديد من السيارات بسبب الوقود الإيراني الذي يحتوي على الغاز، وهو ما دفع إلى شراء العراقيين وقوداً من شركات وتجار للحفاظ على أرواحهم.

حسين رشيد، الموظف في إحدى محطات الوقود ببغداد، يقول لـ"الخليج أونلاين: "إن الوقود الذي كان يزود المحطات في السابق نوعية أفضل، لكن وزارة النفط العراقية قامت باستيراد كميات كبيرة من الوقود الإيراني"، مستطرداً بالقول: "إن الوقود الإيراني لا يخضع للمواصفات العالمية ولا يتحمل الأجواء الحارة في العراق، فضلاً عن احتوائه على غاز قابل لتفجير السيارات، وهذا ما يحصل في الآونة الأخيرة في شوارع بغداد".

وفي السياق، يقول ثامر الفهداوي صاحب ناقلة للمشتقات النفطية: "لا يوجد أي مصفى في العراق ينتج بنزيناً محسّناً، ابتداءً من مصفى الشعيبة والدورة وبيجي، كل هذا بنزين المنتج هو عادي كالنفط الأبيض، أما البنزين المحسن فإنه يُستورد عن طريق مرفأ الغازية في أم قصر بالبصرة عن طريق البواخر".

وأضاف لمراسل "الخليج أونلاين": "في ميناء أم قصر تقوم اللجان من وزارة النفط العراقية بتسلّم الوقود المستورد من إيران والكويت وتركيا، يُنقل هذا الوقود إلى مصفى الدورة في جنوبي بغداد، أما الوقود الإيراني فينقل إلى مصفى آخر؛ لكي لا يخضع للفحص المختبري الدقيق".

ويستكمل حديثه بالقول: "يستورد العراق يومياً نحو 15 مليون لتر من البنزين من الكويت وإيران وتركيا؛ لتأمين الاستهلاك اليومى من البنزين والبالغ 25 مليون لتر، في حين تتولى مصافي بيجي والبصرة والدورة سد النقص"، بحسب الخبير النفطي عبد الرحمن الجبوري

وأضاف الجبوري: "إن البنزين المستورد من إيران لا يخضع لمواصفات السيطرة النوعية، ولا للفحص المختبري من قِبل المراكز المختصة، في حين يخضع الوقود الكويتي والتركي لاختبارات دقيقة من الجهات الرقابية في وزارة النفط العراقية".

وفي المقابل، يقول المتحدث الرسمي لوزارة النفط العراقية عاصم جهاد، لـ"الخليج أونلاين": "إن وزارة النفط العراقية تعاقدت مع كبريات الشركات العالمية لاستيراد الوقود بنوعية عالية خاضعة لمواصفات الجودة، فضلاً عن الوقود العراقي الجيد، وهذا ما يتم توزيعه على محطات الوقود في بغداد وباقي المحافظات العراقية".

وأضاف جهاد: "هناك تضخيم وترويج غير مبرر في مواقع التواصل الاجتماعي، الهدف منه خلق بلبلة وتشويه سمعة الوزارة، والدليل أننا لم نتلقَّ أي شكوى من قِبل أي جهة"، لافتاً إلى أن وزارة النفط ستقوم بمحاسبة أصحاب المحطات الأهلية التي تبيع الوقود المغشوش للمواطنين.

الجدير بالذكر أن إيران تعتبَر الشريك التجاري الثاني للعراق بعد الصين؛ إذ يستورد الجزء الأكبر من المواد الغذائية والأدوية ومواد البناء والخدمات الفنية والهندسية من إيران.

وتعتزم إيران، خلال الأيام القليلة المقبلة، افتتاح معرض المنتجات الإيرانية في بغداد؛ للتعريف بصناعاتها في مجال الطاقة والنفط والغاز والمياه والكهرباء ومواد البناء والخدمات الفنية والهندسية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

554 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع