ريبورتاج: طريق (الموت) بين كركوك - بغداد إلـى متى..؟!

                   

المدى:إذا ما فكرت أن تستقل سيارة للسفر بين بغداد وكردستان عبر طريق كركوك، فعليك أن تتمتع بأعصاب حديدية وقلب ميت وشجاعة تستقبل فيه الموت بأية لحظة، إن لم يكن بسبب السائق الذي تسافر معه سيكون بسبب السائق الآخر أو سوء الشارع الذي تهدمت فيه الجسور أو تفجرت.

فضلاً عن كثرة الحفر والمطبّات والتخسفات الكبيرة التي تسببت بعشرات الحوادث وستتسبب بعشرات أخرى وتهدر أرواح الناس والبضائع، عشرات الكيلومترات بسايد واحد، بسبب التحويلات والحفر والأخاديد التي أوجدتها ساعات انتظار الشاحنات الطويلة والتي تحمل حمولات ثقيلة جداً فوق الحدّ المسموح به.
في السيارة التي تقلهم الى كردستان، يسأل ابو مصطفى، هل من المعقول أن يكون الطريق الدولي الذي يربط كردستان العراق بوسطه وجنوبه على هذه الحال من الخراب والدمار الذي يعبث بأرواح الناس. قبل أن يكمل أبو مصطفى حديثه، بادر سائق سيارة التكسي، وهل يعقل أن السادة المسؤولين الذين يمرون يومياً بالشارع، لم يسمعوا بما يحدث من إزهاق أرواح وانقلاب عربات وتعطيل وصول المسافرين والشاحنات التي تحمل بضائع نتيجة الأضرار والحفر والتخسفات الموجودة فيه ؟! التعليق الأخير كان لشقيق أبي مصطفى الذي يرافقه في رحلة علاج لمستشفيات كردستان، بعد تعذر توفر علاجه في بغداد، وهل يعقل أن أحداً من المسؤولين لم يفكر أبداً بكيفية ترميمه أو تعديله، إذا لم يكن بالإمكان تبليطه من جديد وجعله طريقاً دولياً صالحاً للاستخدام .
الحديث عن هذا الطريق الذي سمّي بطريق الموت والخراب طويل ومتشعب، لكنني أتساءل وهل يعقل أن يظل طريقاً للموت والرعب والتعطيل؟! تساؤلات نضعها أمام المسؤولين المحليين في محافظة كركوك، وامام مسؤولي وزارة الاسكان والاعمار، وامام البرلمانيين وكل من يستقل هذا الشارع الذي ما عاد يصلح لسير السيارات الكبيرة والشاحنات.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

733 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع