نغم.. نازحة تصنع من الوجبات الموصلية علامة تجارية

        

            تحضير الأكلات.. كفاح النساء

سعت امرأة نازحة من الموصل إلى بغداد من خلال طبخ الوجبات الموصلية التقليدية إلى إعالة عائلتها فحولها ذلك، فضلا عن اختلاف المطبخ الموصلي عن البغدادي وتنوع الأكلات، إلى علامة تجارية وزاد الطلب على ما تقدمه من مأكولات.

العرب/بغداد – حققت العراقية نغم منعم من خلال تفننها في إعداد الوجبات الموصلية التقليدية، شهرة بين جيرانها في حي الأعظمية شمال شرقي العاصمة بغداد، إذ راح سكان الحي يطلبون منها إعداد الطعام في حفلاتهم ومناسباتهم قبل أن يتوسع عملها شيئا فشيئا وباتت وجباتها تصل إلى معظم الحي فضلا عن مطعم معروف.

نزحت منعم ذات الـ47 عاما مع أسرتها التي تضم زوجها وولدها الشاب وبناتها الصغار الثلاث من منطقة باب الطوب في المدينة القديمة بالموصل(مركز محافظة نينوى) عندما اجتاح تنظيم داعش المدينة صيف عام 2014، إلى حي الأعظمية ببغداد.

وخصصت غرفة كبيرة من المنزل الذي تسكنه ليكون مكانا لطهي الطعام، بينما يتولى ابنها الشاب ساري إياد إيصال الطلبيات إلى الزبائن بواسطة دراجة نارية صغيرة هي من اشترتها له، في حين يتكفل رب الأسرة إياد العكيدي بالتسوق لتوفير متطلباتها اليومية.

ويجد كل من يدخل إلى غرفة منعم الخاصة بالطبخ في المنزل لائحة ورقية على الجدار تحتوي على أسماء الوجبات التي تعدها لزبائنها.

ولا تمانع منعم من الإفصاح عن المكونات التي تدخل في كل وجبة من الطعام الذي تعده، لكنها تحتفظ لنفسها بطريقة التحضير خوفا من سرقة الأسرار الكامنة وراء نكهات الطعام الذي تعده.

وقالت منعم “نحن مجبرون على التعايش مع الظروف التي تحيط بنا، وإذا كانت ثمة إيجابية في موضوع التهجير، فهي التعرف على ثقافات أبناء المحافظات الأخرى.. فمحافظة نينوى من أكثر المدن التي تتميز بلهجتها ومطبخها وتعدد أنواع الأطعمة والأكلات”، مبينة أن “مناسبة اللقاء بين هذه العائلات هي فرصة سانحة لنتعلم من بعضنا البعض”.

ورغم ما يعانيه النازحون من معاناة يومية وصعوبة في عملية الاندماج والعمل والدراسة لأسباب مختلفة لكن منعم الموصلية تؤكد أن “النساء أكثر من غيرهن استجابة لمسببات الاندماج والتي قد يكون تعدد المطابخ وتنوع الأكلات واحدا منها”.

                         

المطبخ الموصلي يشتهر بأطباقه الشهية المشهورة بتنوعها واختلاف مكوناتها، ويعتبر من مطابخ الشرق الأوسط القديمة، وهو يـشترك مع المطبخ الشامي في الصفات والمكونات المستخدمة حتى نسبه البعض إليه

ووفقا لرحاب الزبيدي، إحدى القاطنات بالحي، فإن هذه الوجبات التي تشتهر بها مدينة الموصل حظيت برغبة وقبول سكان حي الأعظمية ببغداد، مؤكدة أن التنوع في المطبخ الموصلي “ولَّد حالة من الرغبة العارمة في صفوف النساء الأعظميات في الإقبال على تعلم فن تحضير هذه الأكلات وتقديمها لأفراد العائلة”.

وأضافت “يصعب على أرباب البيوت تجاهل هذا النوع من الأطعمة التي تتميز بطيب مذاقها”، مشيرة إلى أنها تحاول إتقان تعلّم تصنيع الكبة وفق طريقة منعم.

ويـشتهر المطبخ الموصلي بأطباقه الشهية المشهورة بتنوعها واختلاف مكوناتها، ويعتبر من مطابخ الشرق الأوسط القديمة، وهو يـشترك مع المطبخ الشامي في الصـفات والمكونات المستخدمة حتى نسبه البعض إليه.

ومع اقتراب شهر رمضان فقد تلقت منعم طلبات من جيرانها، وأحياء أخرى.

وما كان من منعم الموصلية سوى الاستعانة بصديق ولدها لإيصال خدمة الإنترنت إلى منزلها وإنشاء صفحة في موقع فيسبوك تحمل اسمها للترويج للوجبات التي تعدها، فكان من بين الطلبات التي وردت إليها من صاحب مطعم مشهور في بغداد.

وتقوم منعم الآن بتزويد المطعم بوجبات يومية بعد أن أثار الطعام الذي تعده إعجاب صاحب المطعم لتتحول مع مرور الأيام إلى علامة تجارية في حي الأعظمية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

832 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع