الأجهزة الأمنية تعاقب سكان حزام بغداد: تجريف بساتين واعتقالات

      

بغداد ـ «القدس العربي»: اشتكى نواب وشيوخ عشائر في مناطق حزام بغداد من التعرض إلى انتهاكات واسعة شملت تجريف الأراضي الزراعية والاعتقالات والابتزاز من بعض عناصر الأجهزة الأمنية.

جاء ذلك، خلال لقاء جمعهم بنائب رئيس الجمهورية العراقي رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح، أسامة النجيفي. أوضح مكتب الأخير، في بيان، أن «النجيفي استقبل، مجموعة كبيرة من شيوخ عشائر مناطق شمال بغداد، الذين عرضوا تعرض مناطقهم للابتزاز والاعتقالات التعسفية».
واستمع النجيفي إلى «شرح مفصل قدمه شيوخ العشائر حول ممارسات سلبية، وظواهر غريبة بدأت تعصف في مناطقهم، منها الابتزاز على خلفية اتهامات إرهابية، واعتقالات تعسفية، ومشاكل تتعلق بالزراعة وشح المياه فضلا عن المشاكل التي سببها السياج الأمني، والمشاكل العشائرية التعسفية»، وفق البيان.
وأعتبر نائب رئيس الجمهورية أن «العراق يمر بمرحلة صعبة تقتضي التعاون والصدق والثبات على المواقف»، واصفاً «من يستغل الطائفية بقصير النظر والظلم مرفوض».
وتتبع الأجهزة الأمنية إجراءات عقابية جماعية ضد سكان بعض مناطق حزام بغداد، ومنها الطارمية والمشاهدة وأبو غريب، حيث تجري حملات تفتيش واعتقالات للرجال بتهم كيدية تحت ذريعة التورط بـ(الإرهاب)، وفق ما ذكر مصدر في منطقة الطارمية، شمال بغداد لـ«القدس العربي».
وقال حماد الجبوري، وهو المدرس في الطارمية، إن» أسلوب عقابي لجأت إليه القوات الأمنية مؤخراً، وهو تجريف البساتين وتدمير الاشجار والزرع والدور والآبار لكل من يشتبه بعلاقته بتنظيم (الدولة الإسلامية) او يتم العثور على اسلحة فيها، وهو الأمر الذي تسبب في تدمير الكثير من البساتين التي تعتبر مصدر عيش مئات العائلات». واستشهد بحديث قائد عمليات بغداد مؤخراً لإحدى القنوات الفضائية المحلية، أكد فيه أن توجيهات قد صدرت له تقضي بتجريف البساتين التي تضبط فيها أسلحة وأعتدة أو مواد متفجرة.
ووفق الجبوري، «طبيعة المنطقة والمشاكل الأمنية والعشائرية فيها تجعل من الطبيعي حيازة أصحاب البساتين على بعض قطع السلاح، وبالتالي فإن العثور عليها من قبل الأجهزة الأمنية يعني تجريف البساتين واعتقال اصحابها بتهمة الإرهاب».
هذا الواقع، وفق المصدر «فتح مجالاً واسعاً لبعض الضباط لاعتقال أصحاب البساتين ومساومتهم لدفع مبالغ كبيرة مقابل السكوت عن وجود أسلحة لديهم».
كما «استغلها بعض السكان في تصفية حسابات وانتقام، وذلك عبر اخفاء بعض الأسلحة في البساتين دون علم أصحابها وإبلاغ الأجهزة الأمنية عنها لكي يتم اعتقال صاحب البستان وايداعه السجن».
واستغرب المصدر، «لجوء السلطات إلى تجريف البساتين كعقوبة، رغم الأهمية الاقتصادية لهذه المزارع والحاجة المحلية اليها ورعايتها لعشرات السنين حتى بلغت اشجارا مثمرة».
وأكد عدم وجود قانون يسمح بمثل هذه الإجراءات، مناشداً رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، حدير العبادي، بـ«ضرورة إعادة النظر في هذه العقوبة التي تتسبب في تجريف بساتين وأراض زراعية عامرة بالأشجار المثمرة التي ترفد زراعتنا واقتصادنا وتسد جزءاً من الحاجة المحلية من التمور والفواكه».
وكان عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، محمد الكربولي، دعا، إلى اختزال توقيت عمليات «السيل الجارف» العسكرية الجارية حاليا في قضاء الطارمية شمالي بغداد، محذرا من استغلالها من قبل من وصفهم بأنهم «مندسون» لتنفيذ عمليات مشبوهة واجندات طائفية.
وكانت القوات الأمنية أطلقت عمليات عسكرية باسم «السيل الجارف»، في 9 نيسان/أبريل الجاري، واستمرت لعدة ايام في قضاء الطارمية شمالي بغداد، وأسفرت عن الاستيلاء على كميات من الاسلحة واعتقال العشرات.
وسبق أن شكا سكان مناطق جنوب بغداد لـ«القدس العربي»، من عقوبات تجريف البساتين التي تقوم بها القوات الأمنية عند تعرضها إلى هجمات إرهابية من مجهولين في تلك المناطق التي يقطنها غالبية من مكون معين.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

562 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع