اعتقال رجل حزب الله.. هل بدأت أمريكا حربها على مليشيات إيران؟

                

           رجل الأعمال اللبناني البارز قاسم تاج الدين

محمد عبّود - الخليج أونلاين:خطوات حثيثة يخطوها العالم في تضييق الخناق على إيران؛ لعبثها بأمن دول الجوار، وتكوين مليشيات عسكرية مسلّحة وتدريبها، وتحريضها على زعزعة الاستقرار في دول شتى.

ويوم الاثنين 14 مارس/آذار الجاري، أوقف أمن مطار محمد الخامس بمدينة البيضاء المغربية رجل الأعمال اللبناني البارز، قاسم تاج الدين، قبل توجّهه إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث أوضحت السلطات وجود أمر دولي بإلقاء القبض عليه، صادر عن السلطات القضائية الأمريكية.

وأدرجت واشنطن قاسم تاج الدين (62 عاماً) على قائمة الإرهاب منذ نحو 8 سنوات؛ بعد اتهامه بغسل الأموال واستخدامها في أنشطة إرهابية، وتمويله لحزب الله اللبناني المدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية أيضاً.

- حزب الله

وفي الوقت الذي ضجّت فيه وسائل الإعلام اللبنانية بعشرات التقارير والأخبار عن اعتقال تاج الدين في المغرب، أحجم حزب الله اللبناني عن التعليق، خاصةً أن قربه الشديد من صنّاع القرار في الحزب جعل اصطياده واعتقاله غنيمة للمخابرات الأمريكية؛ بغية معرفة المزيد من أحد المقربين من القرار السياسي والعسكري لحزب الله.

وشيعة المغرب كذلك ساروا على نهج حزب الله؛ فالتزموا الصمت حيال الاعتقال، ورفضوا التعقيب على الواقعة، حسبما أشار موقع هسبريس المغرب، بعد اتصاله بعدد من النشطاء التابعين للمذهب الشيعي بالمغرب.

- تحركات أمريكية

احتجاز تاج الدين أعطى مؤشرات أمريكية نحو إعلان الحرب والتضييق على مصادر تمويل حزب الله اللبناني، خاصةً أن نبأ الاعتقال تم بأمر أمريكي مباشر، وهو ما يعزز الغضب الأمريكي تجاه تصرفات إيران المشبوهة في المنطقة.

البيت الأبيض أعلن، في بيان له في 16 مارس/آذار الجاري، عن اتفاق الرئيس دونالد ترامب، وولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على التصدي للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

- تجفيف منابع التمويل

وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، وافق مجلس النواب الأمريكي بالإجماع على مسودة قرار تتعلق بفرض عقوبات مالية جديدة على حزب الله اللبناني، الذي تعتبره أمريكا "منظّمة إرهابية" منذ 1995. ويستهدف القرار، الذي وافق عليه مجلس الشيوخ في نوفمبر/تشرين الثاني، المصارف والمؤسسات المالية التي تقوم بمعاملات مع حزب الله، أو تبييض أموال لفائدته.

كما استهدف قرار الكونغرس قناة المنار التابعة لحزب الله، الذي يسعى لقطع تعاملها مع مشغّلي الأقمار الصناعية، فضلاً عن فرض الإدارة الأمريكية، في يوليو/تموز 2015، عقوبات شملت قادة في حزب الله؛ بسبب العمليات العسكرية التي يخوضها الحزب في سوريا دعماً للنظام السوري، وما وصفتها بأنشطة إرهابية، وفق ما ذكرته الجزيرة نت في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015.

الضربات الأمريكية المتلاحقة لحزب الله جعلته في مرحلة اللاوعي، وأخرجته من دائرة التركيز والبحث عن منافذ للنجاة، خاصةً أن تصريحات ترامب المتتابعة تؤشر إلى مستقبل قاتم تجاه إيران، بخلاف الرئيس السابق باراك أوباما.

- الحكومة اللبنانية خاضعة للقانون

فور صدور قرار العقوبات الأمريكية على حزب الله، قال حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، إن تطبيق القانون الأمريكي المعروف بقانون مكافحة تمويل حزب الله اللبناني "أمر ضروري"؛ لتحقيق الاستقرار للمصارف اللبنانية، وإن عدم التطبيق يعني "انعزال النظام المصرفي اللبناني عن العالم".

وبرغم أن حزب الله حاول مراوغة القرار الأمريكي، وإظهار قدرته على التكيّف مع تلك العقوبات، فإن أغلب التفسيرات لتصريحاته أكدت أنه يسعى لمحاولة طمأنة عملائه فقط؛ لإدراكه أن لهذه العقوبات تداعيات خطيرة قد تمس حاضنته الشعبية في الداخل اللبناني، بالإضافة للشخصيات والكيانات الكبيرة التي تدعمه.

- قاسم تاج الدين.. من هو؟

ويحمل تاج الدين ثلاث جنسيات؛ هي اللبنانية، والسيراليونية، والبلجيكية، وضمّت واشنطن شقيقيه إلى قائمة الإرهاب عام 2010؛ بعد إعلانها اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد عدد من الشركات التي تنشط في أفريقيا، والمتهمة بغسل الأموال، وفي مقدمتها شركات تابعة للأخوين علي وحسين تاج الدين.

وفي عام 2003، أوقفت السلطات البلجيكية تاج الدين، حيث حققت معه بتهم تبييض الأموال لصالح حزب الله، كما جمّدت الحكومة الأنغولية أنشطة اقتصادية لعائلة تاج الدين بطلب من واشنطن عام 2011، وأُغلقت شركات مالية وعقارية في أمريكا.

- تغيير ديموغرافي لمصلحة حزب الله

عمل قاسم تاج الدين في تجارة العقارات والمواد الغذائية بلبنان، ووجهت إليه اتهامات كثيرة حول سعيه إلى إحداث تغيير ديموغرافي بلبنان؛ أبرزها اتهام من النائب وليد جنبلاط، حيث قام تاج الدين بشراء مساحات واسعة في منطقتي الشوف والبقاع الغربي في لبنان، كما امتلك مساحات واسعة من العقارات على الخط الساحلي الممتد من بيروت إلى الجنوب.

وكان والد قاسم يعمل سائق سيارة أجرة، قبل أن يفتتح معصرة زيتون، وبعدما أنهى قاسم دراسته في الصف الرابع المتوسط توجّه إلى أفريقيا للعمل مع خاله، حتى اتسعت تجارته ونشطت تحركاته.

وفي محاولة لنفي اعتقاله، أصدرت عائلة تاج الدين بياناً قالت فيه: إن "قاسم موجود في الدار البيضاء، ولدى السلطات المغربية، وهو بحالة صحية جيدة، ولا صحة لما يشاع من أخبار تتعلق باختطافه"، مشيرةً إلى أن تلك الأخبار "هي عارية من الصحة تماماً"، حسبما قالت صحيفة النهار اللبنانية في 14 مارس/آذار الجاري.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع