١,٥مليون نازح عراقي عادوا لمنازلهم يواجهون محناً

                    

                  نازحان صغيران في العراق

«إيلاف» من لندن: اعلنت منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة اليوم عودة 1.5 مليون نازح عراقي الى مناطقهم لكنهم يواجهون مصاعب تدمير البنية التحتية والمنازل والممتلكات وفقدان مياه الشرب والغذاء والرعاية الصحية والمأوى وفرص كسب العيش.

وقالت المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين في تقرير الجمعة تسلمت «إيلاف» نسخة منه انه بناء على عودة النازحين إلى مجتمعاتهم، فإنهم يواجهون مجموعة من المصاعب جراء الأزمة الحالية ، بما في ذلك تدمير البنية التحتية والمنازل والممتلكات حيث ان هناك قلق مستمر في الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك توافر مياه الشرب والغذاء والرعاية الصحية والمأوى وفرص كسب العيش.

بنى تحتية مدمرة وبيوت محروقة

واشارت الى انه خلال تقييم المجتمع المحلي في المناطق التي استعيدت من داعش، التقى موظفي المنظمة الدولية للهجرة بالكثير من العراقيين العائدين الذين تضررت منازلهم؛ فالأغلبية منهم يقيمون مع أقاربهم أو جيرانهم، وبعضهم يعيشون في خيام بجوار منازلهم. فبسبب المعاناة والانفاق الناجم عن حركات النزوح والعودة، فقد تكون تكلفة إصلاح المنزل باهظة بالنسبة لكثير من الأسر وغالبا ما تشمل الأضرار الغرف المحروقة، وفتحات في الأسقف، وانقطاع وصول مصدر المياه.

دعم مكتب الكوارث الخارجية الاميركي

وإستجابة لاحتياجات المأوى، تقوم المنظمة الدولية للهجرة بإعادة تأهيل المنازل للأسر العراقية العائدة والمتضررة وذلك من خلال الدعم المقدم من مكتب مساعدات الكوارث الخارجية للولايات المتحدة فعملية إعادة التأهيل هذه تمكن الأسر من التحرك بأمان والعودة بصورة دائمة إلى منازلهم.

يؤهل هذا المشروع إصلاحات للمنازل المتضررة أو المدمرة جزئيا، وإعادة التأهيل تشمل على الأقل غرفة واحدة، تركيب الأبواب والنوافذ والتركيبات الأساسية للمياه وتسهيلات الصرف الصحي. ووفقا لحجم الأضرار التي تعاني منها الأسر وأوضاع المأوى يتم اختيارهم وإعطاءهم الأولوية، مع إيلاء اهتمام خاص للأسر التي ترعاها أو تقودها نساء.

وبدأت المرحلة الحالية للمشروع في ديسمبر 2014 وشملت 200 منزلا في محافظة ديالى (شمال شرق) وفي تكريت والعلم والدور في محافظة صلاح الدين (غرب) حيث اكتمل عمل تأهيل المنازل بنسبة 40 في المئة. كما سيتم إعادة تأهيل المنازل المتضررة في منطقة القيارة لمساعدة الأسر العائدة وشملت المرحلة السابقة من مشروع مكتب المساعدات الاميركي تأهيل دور لمصلحة 2800 شخص .

عائلة تشرح رحلة النزوح

وكمثال عن أوضاع النازحين تشير المنظمة الى ان مروى وأطفالها التسعة وحفيدتها وزوجة إبنها نزحوا من ناحية الدهايم في محافظة ديالى في يونيو 2014 حيث قالت "قبل النزوح كانت حياتنا ممتازة ومستقرة. كانت الزراعة في منطقتنا مزدهرة. كانت عائلتنا تزرع القمح والبطيخ. هربنا عند وصول الجماعات المسلحة وبدأت الاشتباكات بينهم وبين الجيش. هربنا في سيارتنا الصغيرة. فقد جلبنا معنا البطانيات والقليل من الملابس، والوثائق الشخصية وكمية بسيطة من الطعام تكفي لمدة يومين".

"استأجرنا عدة منازل خلال فترة النزوح ، حيث اضطررنا للانتقال من منزل إلى آخر. وكانت تلك المنازل غير مكتملة وتفتقر إلى الأبواب والنوافذ. بعنا سيارتنا للحصول على المال لدفع تكاليف الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الطعام والملبس والسكن".

"لم نشعر بالأمان في العودة إلى قريتنا حتى سبتمبر عام 2016 لقد وجدنا منزلنا محترقا، ولكن بقينا فيه لعدم وجود أي خيارات أخرى. لم يعد لدينا أدوات للزراعة، فلذلك يخطط ابني الأكبر لفتح محل قرب منزلنا، لكنه في الوقت الراهن يعمل كعامل بأجر يومي عندما تتوفر فرص العمل، أما أطفالي الآخرين لم تتوفر لهم فرصة العودة إلى مدارسهم بعد".

"لم نكن قادرين على تحمل تكاليف الإصلاح ولكن بفضل المنظمة الدولية للهجرة تم تجديد الحمام وغرفة المعيشة. فسوف تبقينا هذه المساحة التي تم تجديدها آمنين".

دعوة لتوسيع التمويل لمساعدة العائدين

وذكر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس لوثر فايس "وفقا لزيادة حركات العودة في العراق، من الضروري توسيع نطاق الاستراتيجيات والتمويل لمساعدة العائدين. يعتبر توفير المأوى هو الأولوية الرئيسية. ويسر المنظمة الدولية للهجرة بتقديم خدمات دعم المأوى لآلاف الأسر العراقية بالتعاون مع الحكومة العراقية والجهات المانحة لتعزيز ودعم العودة المستدامة على المدى البعيد ".

ويشمل مشروع مكتب مساعدات الكوارث الخارجية للولايات المتحدة أيضا تحسينات المأوى لمساعدة الأسر النازحة التي تعيش في المباني غير المكتملة والمدارس والمباني الدينية، وغيرها من ترتيبات المأوى الغير مناسب.

ففي عام 2016 استفادت أكثر من 700 عائلة في محافظات بغداد والنجف وكربلاء وبابل والقادسية وواسط من أعمال تأهيل وتحسين مأوى الطوارئ، التي نفذت من قبل المقاولين وموظفي المنظمة الدولية للهجرة. أما هذه المرحلة أي لعام 2017 فأنها ستساعد أكثر من 600 عائلة تعيش في مأوى الغير مناسب.

و باعتبار أن المنظمة الدولية للهجرة واحدة من أكبر الشركاء في مجال المأوى في العراق، ساعدت المنظمة أكثر من 10 الاف عائلة عراقية في عام 2016 من خلال دعم المأوى بما في ذلك عدة تأهيل مأوى الطوارئ، ومجموعات مأوى الطوارئ وإعادة تأهيل المنازل وإصلاحها وكذلك اصلاح ترتيبات المأوى الغير مناسب.

استمرار النزوح بسبب معارك الموصل

ووسط استمرار النزوح الناجم عن عمليات الموصل وكذلك النزوح المستمر لأكثر من 3 مليون عراقي في جميع أنحاء العراق، هناك آلاف العراقيين يختارون العودة إلى ديارهم. ووفقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح في العراق هناك أكثر من 3 مليون عراقي نازح وأكثر من 1.5 مليون عراقي عائد في الفترة مابين يناير عام 2014 إلى منتصف فبراير عام 2017.

وتشير الأرقام الخاصة بحركة العودة في مختلف المحافظات العراقية بحسب عدد الأفراد الى : الانبار (702،700) وصلاح الدين (375.000 ) وديالى (202.100)، نينوى (186.400)، بغداد (21.000) وأربيل (29.000 ) وكركوك (3.400).

وتغطي هذه الأرقام حركات العودة خلال 16 من فبراير الحالي حيث تظهر زيادة في الأرقام مقارنة ببيانات 2 فبراير السابقة بأكثر من 32.700 شخص في محافظة الانبار، 17.800 شخص في نينوى، و 800 شخص في ديالى.

وهناك أكثر من 161.000عراقي مستمرين في النزوح نتيجة لعمليات موصل العسكرية التي بدأت في 17 اكتوبر الماضي. وإجماليا نزح قرابة 224.000 فردا خلال عمليات موصل العسكرية، وعاد أكثر من 62.000 إلى ديارهم. فغالبية النازحين في الوقت الراهن (أكثر من 150.000) هم ضمن محافظة نينوى.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع