شاهد .. لماذا أُعجب حسن البنا بـ "هتلر وموسوليني"؟

      

العربية.نت – محمد الحسـن:لم يكن الكاتب والمحلل السياسي السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي يعلم أن دخوله ذلك المطعم شرقي الرياض يعني إعادته لذكريات التطرف والسخط التي جمعته مع صديق التصقت عيناه به في ذلك المطعم، لكنها بالتأكيد نظرات لن تكون كما كانت سابقاً، فالتلميذ بات أستاذا في مجال التطرف، في حين أن الأستاذ عاد إلى جادة الصواب والانفتاح على واقع الأمور وفهم المشهد المتطرف.

في النصف الثاني من التسعينات خرجا من المطعم، وكلٌ ذهب باتجاه، حيث تولى عبدالعزيز المقرن عام 2004، منصب قائد تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، فيما فضل العتيبي الاتجاه الآخر حيث الحقيقة وعين الصواب.

القصة التي رواها العتيبي شكلت منصة حوار في مؤتمر القمة العالمية للحكومات 2017 المقامة في دبي حالياً، فبينما أصبح العتيبي يستوضح عن التطرف بشكل أكبر، كان عبدالعزيز المقرن يتعلم كيف يقطع الرؤوس، وهذا ما حدث عندما خطف المهندس الأميركي بوب مارشال جونسون وقام بخنقه، ثم إعدامه وقتله بطريقة بشعة انتشرت لاحقا وهي طريقة قطع الرؤوس.
التطرف لا دين له

القصة ليست قصة عبدالعزيز أو قصتي، لكن قصة حكومات كيف لها أن تواجه التطرف وتغير مفاهيمه في مجتمعاته؟ تساؤل حاول العتيبي الإجابة عنه بالحديث عن النظريات التي اتفقت على وجود الخير والشر لدى الإنسان الذي سيذهب وفقا لما يتلقاه من أفكار ومفاهيم تعزز توجهه نحو النارعين، إلا أنه أكد أن التطرف لا دين له. والدليل أن كثيرا من الحضارات مرت عبر التاريخ بكثير من الحروب، فهي ليست حكرا على المسلمين بل مرت بها حضارات كثيرة: "المنظومات التأويلية التي تبنى على النصوص الدينية قادرة على الاتجاه بها إما نحو المحبة والسلام أو التطرف".

وفرق العتيبي بين التطرف والإرهاب، فالأول منظومة ايديولوجية تتعزز في قلب الإنسان وعقيدته، فيما الإرهابي يمتلك نفس المنظومة لكن يبني عليها النية والتفكير والتخطيط للفكر الإرهابي. وطالب العتيبي المسلمين بالاعتراف بأنهم المتهم الأول بنشر التطرف والعنف في وقتنا الحالي، وهذا أمر يجب أن يقره المسلمون قبل غيرهم، مبرراً أن الآخرين مروا بمراحلهم لكنهم استطاعوا تجاوزها بحلول ونماذج متعددة، لكن المسلمين اليوم لم يستطيعوا التخلص منه حتى الآن.

وتحدث العتيبي عن ظاهرة "تفخيخ الإسلام" بشكل حسي ومادي وقبل ذلك بالشكل المعنوي من خلال تفخيخ المفاهيم التي تتم نسبها إلى الإسلام.

وأشار العتيبي إلى دور ثلاث شخصيات ودورها في نشر ثقافة التطرف:

الأول: السلطان العثماني عبدالحميد المولع بالمنظومات الاستخباراتية، وبناء شبكات واسعة لها في المنطقة التي كانت تغطيها الخلافة العثمانية.

الثاني: الإسلام الهندي عبر المفكر أبو الأعلى الموجودي، المسؤول عن كثير من خطابات التشدد المعاصرة، حيث خرجت منها مفاهيم بني عليها خطابات أخرى تأثر بها سيد قطب وخامنئي وغيرهم.

والثالث: طلاب جمال الدين الأفغاني الذين ابتكروا منظومات تأويلية متكاملة تدفع وتتبنى التطرف.
إسلام مستفز؟

كذلك، تحدث العتيبي عن تنظيم "الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش"، وغيرها من الجماعات الإرهابية التي خرجت في هذا السياق، وصنعت ما يسمى بالإسلام المستفز، وهو عبارة عن مسلم غاضب يشعر بكثير من الإهانة التي يجب الرد عليها، وهذا الإسلام تمت صناعته بشكل منظم ضمن ثلاث مراحل:

الأولى: السخط، وهو الغضب المحتقن، وهذه التسمية للسيد قطب نشرها في أربعينات القرن الماضي.

ثانيا: الإحباط، وهو الهجوم على كل ما تصنعه الحكومات لضرب مشروعيتها وخلق مشروعيات خاصة بها، وهذا ما عمل به حسن البنا الذي يصف الدول العربية بالمصابة بيأس قاتل، وخنوثة فاشية، وهذا ما يصنعه تلاميذه وصولا إلى اليوم.

ثالثها: صناعة العنف، وهو ما عمل عليه تنظيم الإخوان وصولا إلى التنظيم السري الذي عمل على تشجيع الاغتيالات حتى لو كانت خارج حدود الجغرافيا.

واستشهد العتيبي بإعجاب مؤسس المفكر الإخواني "حسن البنا" بمؤسس النازية "هتلر" والفاشية "موسوليني"، وكذلك بالتنظيمات الشيوعية وأفكارها ومفاهيمها التي نقلها البنا إلى المجال الإسلامي فيما بعد، مثل الردة والالتزام.
قابلية العنف

وأوضح أن هنالك مفاهيم تبنى عليها قابلية العنف لدى الفردـ "فكرية واجتماعية وقتالية"، وتنطوي تحتها الجاهلية والحاكمية والعزلة الشعورية، وتجريم المجتمع وغيرها.

ونوه إلى أن هنالك ما يسمى "عولمة التطرف"، والمقصود بها استغلال كل المنتجاب الحديثة في مجال التواصل لخدمة التطرف.

والسؤال الأهم: ماذا يمكن أن تفعل الحكومات اليوم؟

بحسب العتيبي، هناك عدة حلول:

أولاً: بناء استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف، وتطوير الخطابات الدينية، وكل دولة يجب أن تبني نموذجها الخاص بها والتطرف الموجود بها، وطبيعة الخطاب الديني الموجود بها.

ثانياً: بناء منظومة تشريعية تتصف بالقدرة على ملاحقة الأحداث من حيث الخطابات الدينية وغيرها.

ثالثا: قطع التمويل: التطرف لم ينتشر إلا بالدعم المالي غير المسيطر عليه.

في الختام، يقف العتيبي عند العام 2004م الذي شهد مقتل الإرهابي عبدالعزيز المقرن بعملية أمنية ناجحة نفذتها القوات السعودية في حي الملز بالرياض.

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع