التلفريك يحمل العراقيين بعيدا عن هموم الحياة

                

يجتذب إقليم كردستان العراقي العديد من السياح المحليين الراغبين في الترفيه عن أنفسهم، ليحظوا بأوقات ممتعة في منتجع جبلي يوفر لهم إمكانيات التزلج والتراشق بالثلوج، وقد كشف الإقبال الكبير على هذا المنتجع سعي العراق إلى إنعاش قطاع السياحة المتضرر.

العرب/بغداد – تجمع نساء ورجال من مختلف الأعمار، في صورة تتناقض تماما مع ما تشهده مناطق أخرى في العراق من أوضاع أمنية متردية في منتجع كورك الواقع على سفح جبل في منطقة كردستان العراقية، حيث تظهر بالمنتجع معارك من نوع مختلف تسودها الفرحة وتجري بكرات الثلج بين شبان وأطفال، فيما يشارك آخرون برقصات على أنغام موسيقية جميلة.

ويلقى منتجع كورك إقبالا كبيرا من قبل هواة التزلج على الجليد الذين يتوافدون عليه من جميع أنحاء البلاد لنسيان هموم الحياة اليومية التي يعيشها معظم العراقيين. كما يعد إقليم كردستان الواقع شمال العراق من أبرز الوجهات السياحية النموذجية لهواة جمال الطبيعة الخلابة والمليئة بالجبال والأماكن الأثرية العريقة، حيث يمكن للسياح المحليين والأجانب قضاء أوقات ممتعة في المنتجعات المطلة على تلال إقليم كردستان.

وقال فواز بهنام (35 عاما) وهو من بين العراقيين الذين يستقطبهم هذا المنتجع “تعبنا وهلكنا، جئنا هنا لنستمتع قليلا”، مشيرا إلى من حوله “انظر إلى الناس كيف تبدو عليهم السعادة”.

ووصف أنمار منير الذي يعمل محاسبا ويعيش في مدينة دهوك في شمال العراق، الأجواء في جبل كورك بـ”العظيمة”.

وقال “الناس مرتاحون ويستمتعون، هذا طبعا ينقلنا بعيدا عن أجواء العنف”.

وقامت حكومة الإقليم بتنظيم مهرجان للثلوج، حضره عدد كبير من الشباب الذين شاركوا إما بالتزلج أو بمجرد الحضور، كما أقاموا رقصات شعبية تقليدية وشاركوا في نشاطات أخرى في المهرجان.

وتجمع عشرات الأشخاص عند خط التلفريك لنقل الزوار إلى سفح الجبل، فيما كان آخرون يتزحلقون على الثلج بواسطة زلاجات. وكان البعض يتراشق بالثلج، علاوة على التقاط السياح المنتشرين في كل مكان الكثير من صور السلفي بهواتفهم المحمولة.

وعبّر المتحدث باسم وزارة السياحة في حكومة إقليم كردستان نارد روستي عن أمله بألاّ يبقى المنتجع الجبلي وحيدا، حيث قال “بل أن يكون مكانا لإعادة الحياة والمتعة لضحايا الصراعات في البلاد”.

وأضاف “نقيم هذا المهرجان كل عام، كونه مهمّا جدا لتطوير السياحة وخصوصا الشتوية منها”. وأفاد روستي أن كورك العراقية تسعى إلى أن تصبح من بين الوجهات السياحة المعروفة بالتزلج. وأضاف “كنا نهدف للوصول إلى سبعة ملايين سائح بحلول العام 2015، لكن خطتنا تغيرت بسبب الحرب”.

ويفتقر منتجع كورك حاليا إلى مصعد للتزلج، لكن يتم استخدام التلفريك الذي بنته شركة نمساوية إضافة إلى شاليهات فاخرة. وقال جيمس ويلكوكس، وهو أحد المؤسسين لشركة الحدود الجامحة السياحية “كنا نتزلج بالقرب من حاج عمران حيث الجبال أكبر، وكنا محظوظين لأن هناك الكثير من الثلج هذا الأسبوع”.

وأضاف تمتاز حاجي عمران، لا سيما وأنها أعلى قمة جبلة في كردستان، بعيون مياهها العذبة، كذلك توجد بها عين ماء معدنية يستخدمها السياح لأغراض علاجية، فضلا عن الطبيعة الخلابة للمنطقة حيث أن أقصى درجات الحرارة في الصيف لا تتعدى الـ30 درجة مئوية.

وتابع ويلكوكس الذي ينظم رحلات سياحية إلى مناطق مثل الصومال والشيشان “أخذنا يوما واحدا للقدوم إلى هنا من أجل التزلج، والاستماع إلى الموسيقى وتناول الطعام والاستمتاع بالمهرجان”.

وقال روهان لورد الذي قدم من نيوزيلندا للتزلج في العراق “التزلج رائع، والثلج رائع كذلك، والضيافة كانت مدهشة”.

وأوضح محمد غانم طالب من سكان مدينة الفلوجة المدينة الواقعة غرب بغداد “لا توجد طبيعة مثل هذه (في الفلوجة) ولا يوجد أمن”.

ومن المعلوم أن شمال العراق يزخر بالشلالات والجبال والمصايف، إلى جانب انتشار الكثير من البحيرات التي تشكل أماكن سياحية رائعة يقصدها السياح في مختلف فصول السنة للاستراحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.

وتعتبر أربيل شمال العراق من أبرز المدن التي تزدهر فيها السياحة البيئية، بينما تشتهر بلدة شقلاوة الواقعة على بعد 51 كيلومترا من العاصمة أربيل، على سفح جبل سفين بارتفاع 200 متر، بالكروم وبساتين الفاكهة، وسوق للمواد الغذائية والعديد من المطاعم والفنادق، وفيها مناظر طبيعية خلابة.

ويشكل شلال “كلي علي بك” وشلالات “بيخال” ومنابع المياه في جنديان منظرا جميلا حيث توجد في المنطقة العديد من المنتجعات وأماكن للاصطياف. ويقع مضيق “كلي علي بك” على طريق هاملتن الدولي بين خليفان وسوران، وهو مضيق صخري يشعر فيه السائح بالعزلة عن العالم لا يرى من السماء سوى فسحة امتداد طولي.

وفي نهاية هذا المضيق تأتي بلدة راوندوز التي كانت عاصمة لإمارة سوران لغاية القرن التاسع عشر. ويمكن للسياح المكوث في البيوت السياحية (الشاليهات)، أو في منتجع بانك، حيث توجد في هذا المنتجع العديد من الألعاب كالتمتع بركوب الخيل، بالإضافة إلى التمتع بسحر المناظر الجبلية.

وعلى بعد 70 كيلومترا من السليمانية الواقعة شمال شرق العراق، وتحديدا بالقرب من بحيرتي دوكان ودربندخان، توجد العديد من البيوت السياحية التي شيدت خصيصا للمصطافين، حيث يمكن للسياح تمضية أجمل الأوقات بين السباحة وركوب الزوارق.

وفي منتجع أحمد آوا شرق مدينة السليمانية تنتشر العديد من ينابيع المياه العذبة والشلالات المحاطة بأشجار الجوز والرمان والتين، التي تجذب السياح للاستراحة في ظلالها.

ويوفر منتجع سولاڤ الموجود في محافظة دهوك الواقعة في كردستان، للسائح العديد من المطاعم المنتشرة في الهواء الطلق والمطلة على واجهة بلدة آميدي العريقة، حيث تقع هذه البلدة على هضبة، وتطل على العديد من الوديان وتحيطها جبال شاهقة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع