ما حقيقة المطامع التركية بضم حلب والموصل؟

                     

أردوغان أدلى بتصريحات عكست حلم اليمينيين الأتراك باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية وأثارت حفيظة العراقيين في الوقت ذاته.

المصدر: مهند الحميدي‎ - إرم نيوز:ارتفعت حدة الجدل داخل الأوساط السياسية في تركيا، عقب تصريحات مثيرة للرئيس رجب طيب أردوغان، قال فيها إن الموصل كانت تابعة لتركيا.

وأثارت تصريحات أردوغان، سجالاً حول أحقية تركيا بالمطالبة بالموصل العراقية وحلب السورية، ليجسد ذلك الحلم القديم للقوميين الأتراك بضم المدينتَين التاريخيتَين لخريطة الدولة التركية الحديثة.

“ولاية حلب التركية”

ويثير التدخل العسكري التركي في مناطق ريف حلب، الكثير من التساؤلات، حول أهدافه، فعلى الرغم من تأكيدات الحكومة التركية، أن عملية “درع الفرات” التي أطلقتها بالتنسيق مع فصائل سورية معارضة تدين بالولاء لها، تهدف إلى تأمين حدودها الجنوبية، وضرب معاقل تنظيم “داعش” المتشدد والمقاتلين الأكراد، إلا أن سوريين يجدون فيها تعبيرًا عن مطامع قديمة بضم حلب كولاية تركية.

وسبق أن صدرت تصريحات من أعضاء في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تفيد “بأحقية استرجاع حلب، في حال حدث تقسيم في سوريا”.

وتتهم دمشق، أنقرة بالضلوع في “تدمير البنية التحتية لحلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، لغايات عدّة؛ منها إنعاش مناطق جنوب تركيا التي كانت مهملة لعقود، إذ برزت عنتاب، جنوب تركيا، بعد دمار حلب، كمركز إقليمي بالغ الأهمية تجاريًا وصناعيًا، بعد انتقال الكثير من المعامل والورشات ورؤوس الأموال الحلبية إليها، إضافة إلى رغبة شركات تركية بالمساهمة في إعادة إعمار حلب حين تحين الفرصة، تمهيدًا لضمها إلى الخريطة التركية”.

الإصرار على المشاركة بمعركة الموصل

على الرغم من الخلاف بين بغداد وأنقرة حول معركة الموصل، التي انطلقت الأسبوع الماضي، تصرّ تركيا على المشاركة في التحالف الدولي لتحرير الموصل، ذات الأهمية التجارية، من قبضة تنظيم “داعش” الذي يسيطر على المدينة، الواقعة شمال العراق، منذ حزيران/ يونيو 2014.

وبعد أن تناقلت وسائل إعلام صورًا تظهر التوسع التركي في محافظات سورية وعراقية؛ فجّر أردوغان، في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مفاجأة تعكس حُلم اليمينيين الأتراك، باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، وتثير في الوقت ذاته حفيظة العراقيين؛ إذ صرّح أن “مدينتَي الموصل وكركوك كانتا تابعتين لتركيا”.

الترويج للتوسع التركي

وفي مقال له في صحيفة “يني شفق” التركية المقربة من الحزب الحاكم؛ طالب الكاتب التركي ورئيس تحرير الصحيفة، إبراهيم كاراغول، بضم مدينتي حلب والموصل إلى تركيا.. مشيرًا إلى “ضرورة تسليمهما إلى تركيا”.

وقال كاراغول إن “عملية الموصل التي انطلقت بضجة كبيرة ودعاية عملاقة وما أعقبها من المواجهات الدائرة في مدينة كركوك والمؤمرات الجديدة تحاك عبر تنظيمي داعش والعمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري كلها تستهدف تركيا بشكل صريح”، زاعمًا أن “عملية الموصل هدفها إبعاد أنقرة عن المنطقة تمامًا”.

وفي السياق ذاته؛ سبق أن نشرت صحيفة “ديريليش بوسطاسي” التركية الموالية لأردوغان، خريطة تركيا وضمّت أجزاء من مناطق في كل من سوريا والعراق إلى الأراضي التركية.

وفي أكثر من مناسبة، عبر مسؤولون في الحكومة التركية عن رؤيتهم المستقبلية لتركيا قوية ومتعافية، وتقف في مصاف الدول الكبرى خلال الأعوام القادمة.

ونشطت الدعاية السياسية التركية، مستندة إلى الماكينة الإعلامية الضخمة لأردوغان، إذ افتتحت تركيا منذ العام 2011، الكثير من المواقع الناطقة بالعربية إضافة إلى عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتوجهات السياسية والاقتصادية التركية، ما جعل بعض أهالي المناطق الشمالية في العراق وسوريا ينجرون وراء تلك الدعاية، ويعلنون التأييد لتوجهات أردوغان وطموحاته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

649 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع