بعد كركوك والرطبة.. أين تكون ضربة تنظيم الدولة المقبلة؟

          

بغداد - الخليج أونلاين (خاص):بعد أكثر من أسبوع على انطلاق معركة الموصل لاستعادتها من قبضة تنظيم "الدولة"، الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من عامين، جاء رد التنظيم بتنفيذ هجومين مؤخراً، وُصفا بالجريئين، استهدف الأول مدينة كركوك (شمال) الغنية بالنفط، فجر الجمعة، والثاني مدينة الرطبة (غرب)، الأمر الذي بات يطرح تساؤلاً ملحاً: أين ستكون الضربة القادمة للتنظيم؟

في كركوك، تسللت بضع عشرات من عناصر التنظيم، فجر الجمعة، وتمكنوا من الاستيلاء على عدد من أحياء المدينة، بعد مواجهات مع قوات البيشمركة الكردية استمرت 3 أيام، قبل أن تعلن بغداد عن تمكنها من استعادة السيطرة على كامل أحياء المدينة، وقتل جميع المهاجمين، الذين تراوح عددهم بين 70 إلى 100 مهاجم.


وإذا كان التنظيم لم يحقق شيئاً يذكر على الأرض من هجومه على كركوك، بحسب مراقبين، إلا أن الحدث بما يحمله من رمزية شكل جرس إنذار للعديد من الأطراف العراقية، سواء كانت حكومة بغداد، أم حكومة إقليم كردستان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والتحالف الدولي، عدا عما تعنيه قدرة مقاتلي التنظيم من اقتحام واختراق تحصينات أمنية لمدينة مهمة مثل كركوك.

وإلى أقصى غرب العراق، وتحديداً في مدينة الرطبة على الحدود العراقية الأردنية، تمكن مقاتلو تنظيم "الدولة" من اقتحام المدينة، فجر الاثنين، وسيطروا على أغلب أحياء المدينة، ليعلن في اليوم التالي سيطرته على الرطبة، قبل أن تتحرك قوات عراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي إلى الرطبة لاستعادتها من قبضة التنظيم.

في الرطبة، نفذ مقاتلو التنظيم عملية إعدام جماعي للعشرات من مقاتلي الحشد العشائري (قوات تطوعية من عشائر سنية تشكلت مؤخراً)، والصحوات (قوات من سكان المناطق)، بالإضافة إلى عناصر الشرطة الاتحادية، قبل أن تنسحب القوات الحكومية من المدينة، عملية تظهر جانباً من قدرة التنظيم على المناورة، واختيار هدفه في الوقت الذي يحدده هو.

المحلل السياسي العراقي، هشام الهاشمي، دعا على صفحته في فيسبوك، معلقاً على هجمات التنظيم، إلى ضرورة حماية المناطق "الرخوة أمنياً في حزام بغداد، والمناطق المستقرة نسبياً في الرصافة؛ من عمليات إرهابية اقتحامية متوقعة لداعش، خاصة أن جميع المؤشرات تؤكد أن مفارز إرهابية ربما تهاجم بغداد بعمليات تشبه تلك التي حدثت في كركوك والرطبة، فلا بد من الاستعداد لمثل هذا النوع من التهديدات عبر عملية أمنية إدارية منظمة".

من جهتها حذرت حركة عصائب أهل الحق (مليشيا متهمة بأعمال طائفية وانتهاكات ضد مدنيين)، الثلاثاء، من أن يعمد تنظيم "داعش" إلى عمليات "إرهابية" في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد؛ من أجل إرباك الوضع الأمني، وإشغال القوات الأمنية عن معركة الموصل، مشيرة إلى أن التخطيط لهذه العمليات يجري في مناطق حزام العاصمة.

وبحسب بيان للمتحدث العسكري باسم الحركة، جواد الطليباوي، فإن "التخطيط والإدارة والتنفيذ لهذه العمليات يجري في مقر ولاية بغداد"، مؤكداً أن مقر هذه الولاية موجود "في محيط بغداد، وخصوصاً مناطق الطارمية، والتاجي (شمال غربي العاصمة)، ومناطق عرب جبور، وهور رجب (جنوبي العاصمة)"، مؤكداً أن حركته أوصلت هذه المعلومات إلى الجهات المختصة، ما يستدعي "رفع مستوى الحيطة والحذر".

لا أحد يمكن له أن يحدد مكان وزمان الضربة القادمة للتنظيم، خاصة أن مثل هذه الضربات والعمليات ستزداد كلما زاد الضغط على تنظيم "الدولة" في الموصل، بحسب مراقبين، الأمر الذي يجعل من العراق ساحة مفتوحة للرد من قبل التنظيم، خاصة أن مصادر عراقية أمنية تحدثت عن اختراقات كبيرة يمكن أن تحدث خلال الأيام المقبلة في العديد من المناطق والمدن العراقية، إلا أنها في ذات الوقت أكدت لـ"الخليج أونلاين" صعوبة إمكانية التنبؤ بمكانها أو زمانها.

المصادر ذاتها أعربت عن خشيتها من عمليات كبرى يخطط لها التنظيم، لكن هذه المرة ليس بغية السيطرة على الأرض كما كان يفعل سابقاً، بل هي عمليات مباغتة يسعى من خلالها إلى استقطاب مزيد من المقاتلين إلى صفوفه، وليس إلى تشتيت الجهد العسكري ضده في الموصل فحسب.

كذلك تشير إلى أن التنظيم يعاني من قلة المتطوعين بعد أن أصبح الطريق من تركيا شبه مغلق، ومن هنا فإنه يسعى إلى تجنيد مقاتلين محليين. لذا قد يلجأ إلى تفجيرات في أماكن شيعية معينة، تتبعها ردة فعل انتقامية من السنة، تؤدي بالنهاية إلى لجوء عدد منهم إلى التنظيم لغرض الانتقام المتبادل.

تبقى سيناريوهات المرحلة المقبلة من الحرب ضد تنظيم "الدولة" مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة أن هذا التنظيم ما زال، على ما يبدو، يحتفظ بعدد من المفاجآت والأوراق التي قد يستخدمها متى ما شعر بأن فقدانه لمدينة الموصل بات وشيكاً.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

739 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع