الحملة على الفلوجة ...تحرير أم تسوية حسابات!!

  

الحملة على الفلوجة ...تحرير أم تسوية حسابات!!

الحملة العسكرية على الفلوجة مدينة المآذن لم تكن لتشبهها حملة على أي مدينة عراقية أخرى، رغم أن غرض الهجوم واحد وهو تحرير المدينة ومن بقي فيها مضطرا من قبضة تنظيم الدولة داعش.
إن من الصعب القناعة بمصداقية الحملة الراهنة  باعتبارها حرب على الإرهاب بينما يتولى نوري المالكي المسؤول الاول عن أحياء الارهاب بعد ان كان قضي عليه عام ٢٠٠٨ قيادة مليشيات الحشد الطائفي بل كيف يمكن أن يًُقضى على الارهاب والخطاب الطائفي التحريضي لازال هو الطاغي بكل ما يولده من تطرف وتشدد ، هذا الى جانب التنسيق العملياتي عالي المستوى بين الادارة الامريكية وايران بكل ما يعنيه من شبهات ، بل أيضا في المشاركة واسعة النطاق لأربعة ألوية من مليشيا بدر تحت غطاء الشرطة الاتحادية ، إلى جانب دخول إيران على الخط بشكل علني صارخ سواء بمشاركة قائد فيلق القدس قاسم سليماني أو الخبراء ألستون في اختصاصات قتالية من بينها استخدام الأسلحة الكيمياوية والطائرات المسيرة هذا الى جانب استخدام ترسانة عسكرية ضخمة من بينها صواريخ إيرانية تستخدم لأول مرة ذات قدرات تدميرية واسعة. هذا بالطبع إضافة الى طيران التحالف.
لقد عاشت المدينة على مدى الأشهر الماضية وهي مختطفة بين سندان داعش من جهة ومطرقة القصف العشوائي من جهة أخرى وعاش الأهالي محنة حقيقية بين الخوف والموت والدمار بعد أن أُرغم الناس على البقاء حيث انعدمت فرص الخروج الآمن بينما وظّفت داعش الأهالي الذين عجزوا عن الخروج كدروع بشرية ...ورغم المناشدات المستمرة للبحث عن وسيلة لإنقاذ المحاصرين فإن الهجمات تواصلت على المدينة المحاصرة ولم يسلم حي سكني ولا مسجد ولا مستشفى أو مدرسة  بعد أن بات جميع ما على أرض الفلوجة وكأنه هدف ومشروع للقصف ، إن هذا يشكل دليلا يؤكد على أن غرض الحملة العسكرية على الفلوجة التدمير وليس التحرير ، بل تسوية حسابات مع المدينة وأهلها وأرثها ..
الحملة ستحقق أغراضها في النهاية لكن ما قيمة أن تنجح العملية ويموت المريض!! ما قيمة أن يجري التخلص من إرهاب داعش ليحل محله إرهاب ماعش؟؟ النتيجة واحدة والإرهاب هو الارهاب.
لابد من تطهير الفلوجة من الارهاب مهما كان مصدره لكن بنفس الوقت لا مجال للمساومة على سلامة المدنيين أو مستقبل المدينة.
إن الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي وهي تستنكر سياسة العقاب الجماعي وترفض ثقافة الثأر والانتقام تعلن عن تضامنها وتعاطفها مع المدنيين من أهالي الفلوجة الباسلة وتحذر من أن مجزرة وشيكة وتخريب للمرافق والبنى التحتية لا سابق لها من شأنها أن تغذي العنف كما أنها ستقضي على أية فرصة بقيت للتعايش الوطني بين العراقيين بكل ما ينطوي عليه ذلك من مضامين كارثية على مستقبل العراق. كما تناشد الحملة العالمية العرب والمسلمين بل العالم أجمع وتطالب بسرعة التحرك لتفادي الكارثة بدل انتظار وقوع المأساة دون تحريك ساكن.
لم يبق لنا غير الدعاء أن يحفظ الله سبحانه وتعالى الفلوجة مدينة المآذن من كل سوء، آمنة مطمئنة.

الحملة العالمية للتضامن   
 مع الشعب العراقي
٢٩ - ٥ -٢٠١٦

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

552 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع