لماذا كل هذا الإهمال والإجحاف لساحة الفردوس ؟

  

المدى:ساحة الفردوس ، تلك البقعة الشاهدة على أهم حدث عراقي في القرن الحالي والمتمثل بسقوط النظام البعثي، عادت مرة اخرى لتكون شاهداً حياً على خراب الوضع في العراق. فساحة مثلها يفترض ان تنال من الرعاية والاهتمام الكثير لعدة أسباب واعتبارات أولها انها الشاهد الاول على التغيير وآخرها موقعها المركزي وسط العاصمة وتوسطها شارع السعدون الحيوي وقربها من أهم فنادق العاصمة الكبرى اضافة الى أعرق أندية بغداد الاجتماعية ، نادي العلوية. مرورا بتاريخها الزاهر يوم كانت تضم نصب الجندي المجهول، وحدائقها التي كانت تجتذب اهالي العاصمة باعتبارها متنفسا رئيسيا وسط العاصمة لتميزها بالحدائق والنوافير الجميلة اصبحت اليوم مكباً للنفايات وتعاني اهمالاً واضحاً من قبل السلطات المختصة.

المؤسف في الأمر تحول تلك النافورات الى مستنقعات وحدائقها الى اعشاب صفراء يطلق عليها شعبياً (حلفة) ناهيك عن تكسر وموت الأشجار المحيطة بالساحة التي تشغل جانبا كبيرا منها اعلانات وملصقات بانواع واشكال عدة. زيد عبد النبي -موظف حكومي- يمر يوميا بالساحة في ذهابه وإيابه لم يكن يتوقع ان يؤول حال الساحة الى هذا الخراب الذي عده متقصدا من قبل بعض الجهات. منوها: ان هناك ساحات في بغداد لاتتمتع بأهمية ومكانة ساحة الفردوس نالت الاهتمام والرعاية. مشيرا الى ساحة الاندلس وساحة الواثق وساحة عقبة بن نافع وغيرها من الساحات.
منذ التغيير السياسي عام 2003 الذي بدأ من ساحة الفردوس والذي توقع الكثير من العراقيين انهم سيدخلون الفردوس من ساحة الفردوس خاب توقعهم وهم ينظرون الى حال الساحة التي وصفها الصيدلي سعد ناجي بشاهد العصر على حال العراق قبل وبعد 2003. مستذكرا ساعة سقوط الصنم وفرحة الناس بذلك السقوط. مبينا: لكن سرعان ما ذهبت تلك الفرحة بتقاسم البلد. وعن حال الساحة اليوم يقول: للاسف الشديد امر بين الحين والاخر بالساحة التي يؤلمني وضعها. مشيرا الى تكسر ورفع جزء من رصيفها وعشوائية الاعلانات وبقايا قاعدة النصب ناهيك عن أكوام النفايات سواء داخل الساحة او في محيطها.  
عمليات ترميم وتأهيل عدة لهذه الساحة لكنها لم تؤتِ ثمارها بالشكل الملائم لأهمية الساحة ومكانها الحيوي وسط العاصمة ، والسبب لايختلف عليه اثنان هو الفساد المستشري الذي ينخر في البلاد. أمانة بغداد التي أشرفت على تأهيل شارع السعدون ضمن مشاريع مؤتمر القمة العربية عام 2012 تركت تأهيل الساحة التي وقعت على عاتق وزارة الثقافة آنذاك ضمن اتفاق بينهما حيث اختيرت لتكون مقرا لنصب (العراق) الذي قام بتصميمه فنان عراقي ضمن مجموعة تصاميم في إطار مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية. وتشير المعلومات انه أكبر من نصب الحرية الموجود في ساحة التحرير حيث خصص له مبلغ بحدود (8) ملايين دولار؟! لم يعرف مصيرها اليوم ولم يشيد النصب ولاتم تأهيل الساحة، والسبب عدم وجود شركة تنفذ العمل؟!.
على مقربة من الساحة ، خلف مجمع العمارات السكنية وبالضبط في شارع الزعيم وعلى مقربة من بيته يقطن عبد الكريم موسى ،يعمل الان سائق تكسي، يتذكر ايام الصبا والشباب وكيف كانت العوائل تقضى ساعات متنقلة بين حدائق ساحة الفردوس وبارك السعدون الذي يعاني هو الاخر من التجاوزات. موسى عاد الى يوم سقوط الصنم والفرحة الكبرى التي رافقتها ولادة زوجته لابنة اسماها فردوس تيمنا بالساحة التي تمنى ان تكون اسما على مسمى لكن للاسف ،قالها بحسرة، مشيرا بيده الى الشارع اي شارع الزعيم وكيف انتهك من قبل بعض الحرف والاعمال، والى بيت الزعيم الذي لم يبقَ منه سوى الاسم فقط.
كثيرا هي المشاريع التي يمكن ان تحتضنها ساحة الفردوس ، حدائق ونافورات حديثة، شاشة عارضة عملاقة تنقل الاحداث العالمية المهمة ، مهرجانات سينما ، مباريات كرة قدم وكل شيء اخر، حتى النصب المقترح يمكنه ان يكون مكانا سياحيا عالميا لو جرى التخطيط له بشكل دقيق. ساحة مثل الفردوس لاتترك للادغال والنفايات والملصقات والاعلانات والاشجار المتكسرة، ساحة مثلها يفترض انها اليوم مزار اجتماعي وثقافي لكل العراقيين، لكن الذي يبدو ان هناك أيد تعبث بكل شيء حتى بشواهد التاريخ الذي اوصلهم الى اماكنهم الحالية وامتيازاتهم الكبرى. اتمنى ان لايتاكد القول الذي يعني اننا شعب يهدر كل شيء حتى تاريخه وشواهده على الاحداث الكبرى.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع