خبير ايراني:سنشهد تشكيل"الدولة الكوردية المستقلة" في جوارنا

        

خبير ايراني:سنشهد تشكيل"الدولة الكوردية المستقلة" في جوارنا

مضيفا،كل احتياجاتنا من اسلاك الكهرباء الى انابيب النفط ستكون تحت هيمنة هذه الدولة

باسنيوز:حذر محلل ايراني من قيام "الدولة الكوردية المستقلة" قائلا بعد "تأسيس اسرائيل يهودية واسرائيل ارمنية، علينا ان نشهد تشكيل اسرائيل كوردية في جوارنا."منتقدا ماسماه"قلة المطالعة والوعي" لدى شعوب المنطقة بشأن التطورات الجارية التي تترك اثرا مباشرا على ظروفهم المعيشية، محذرا من تنفيذ ماقال انه "المخطط الاسرائيلي الاميركي لاستغلال الشعب الكوردي لتقسيم الشرق الاوسط" .
المحلل والخبير في شؤون تركيا والقوقاز، مسعود صدر محمدي، كتب في مقال له،امس الاثنين،طالعته(باسنيوز) ان"احداثا تقع على مقربة منا ونحن عنها غافلون، ومنها تشكيل حكومة جديدة في المنطقة باسم الدولة الكوردية".

وقال المحلل والخبير الايراني محذرا "بعد تأسيس اسرائيل يهودية واسرائيل ارمنية، علينا ان نشهد تشكيل اسرائيل كوردية في جوارنا"بحسب تعبيره .
ويضيف صدر محمدي في مقاله:"تقع احداث كبرى على مقربة منّا ونحن لا نبدي اي رد فعل تجاه هذه الاحداث التي تؤثر بشكل مباشر على حياتنا وأبنائنا والاجيال القادمة. والحادثة التي اريد ان اتناولها هي قضية تشكيل دولة جديدة في المنطقة باسم الدولة الكوردية"، وان "هذا المشروع لن يكون منحصرا على العراق " مُطلقا عليها اسم "برزانيستان"، (في اشارة الى دعوات وجهود رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني لانشاء الدولة الكوردية المستقلة" .

تنبوئات اربكان والضابط الامريكي

ويمضي الكاتب في مقاله،نقلا عن رئيس الوزراء التركي الاسبق نجم الدين اربكان  القول" في عام 1992 (اي قبل 24 عاما) اعلن نجم الدين اربكان في خطابه امام البرلمان التركي تشكيل دولة كوردستان نقلا عن ضابط اميركي، فقد قال نقلا عن مقابلة لمراسل تركي مع عقيد اميركي: ان ذلك المسؤول الاميركي اشار بيده الى الخارطة واعلن انه سيتم تشكيل دولة كوردية في هذه المناطق. وسيسقط صدام حسين وسيبرز فراغ للسلطة في المنطقة وفي هذا الوضع سيقوم الكورد بملء هذا الفراغ بتشكيل دولة مستقلة وحتى سيطالبون بأراض من تركيا". مضيفا وعندما يقال للعقيد الاميركي "ان تركيا بالتأكيد لن تتماشى مع هذا الموضوع" فيجيب: اذن ستضطرون عندها للحرب مع بعض".

ويقول المراسل التركي: " لكن تركيا لديها جيش منظم وقوي، ومن جهة اخرى فإن سوريا وايران ستعارضان هذه القضية، فكيف تتوقعون ان يقاوم الكورد هذه المعارضة؟. فيقول العقيد الاميركي في جوابه: في المستقبل القريب سيكون لكورد العراق مقادير كبيرة من الاسلحة، الاسلحة التي تركها صدام ستقع في ايديهم، بل حتى سيكون لديهم اسلحة احدث من اسلحتكم. سيكون لديهم طائرات ومروحيات ودبابات ومدافع رشاشة ومطاراتهم الخاصة".
ويتابع المحلل والخبير الايراني مقاله "عندما أورد اربكان هذا الكلام، لم يكن احد يتوقع ان يتحقق هذا الكلام، ولم يكن احد يستطيع ان يتصور ان كورد العراق سيكون لديهم احدث الاسلحة في العالم. ولم يكن بمقدور احد ان يتصور ان تتحول اربيل الى احد اكثر مدن المنطقة إعمارا، بل حتى لم يكن يستطيع التصور ان التأشيرة التي نحصل عليها لزيارة كربلاء ستكتب باللغة الكوردية الى جانب اللغة العربية. لكن اليوم تحققت كل هذه التوقعات، والملفت ان كثيرا منا قد ساهم دون ان يعلم في تحقيقها لأننا لا نقرأ الكتب! " .


ويمضي الخبير الايراني بالقول"الكورد هم القومية الوحيدة المتوزعة في الدول الاربعة: ايران ،العراق ،تركيا وسوريا، وبالطبع لم يكن لهم دولة مستقلة. وفي العقود الاخيرة كان مصير الكورد متباينا في الدول الاربعة."
مضيفا"فالكورد في تركيا سواء اليساريون منهم (ب ك ك) او الاسلاميون (حزب الله كوردستان) اتجهوا نحو العمل المسلح، اما في ايران شهدت كوردستان بعض الاضطرابات وبعدها انتهجت الخضوع للسلطة المركزية، والكورد في سوريا ورغم مرورهم بمرحلة من التوتر الا ان هدير الاسد ووعيده أدى مفعوله حيث يعيشون الآن دون اي هوامش، والكورد في العراق وحالهم حال الشيعة والكثير من اهل السنة المعارضين لحزب البعث قاوموا حكومة صدام."

مخطط العقيد الاميركي بدأ بسقوط صدام
صدر محمدي يقول "دخل المخطط الذي تحدث عنه الضابط الاميركي مرحلته الاولى من التنفيذ بالعدوان الاميركي على العراق، وحدث الفراغ في السلطة بالعراق، وبدأ الكورد بتوتير الاجواء مع بغداد وبدأت مرحلة التمييز بين الكوردي العراقي والعربي العراقي"حسب قوله.

وتابع"وهنا يتمتع الكورد بدعم اوروبي – اميركي لافت حيث ارتفع حجم التبادل التجاري المباشر مع "برزانيستان"، في حين تم استبعاد جلال الطالباني الذي لم يكن يميل كثيرا الى مخطط الضابط الاميركي، فيما آلت الأمور الى بارزاني".
مستدركا،بالقول مع ذلك لم يكن احد ليتصور ان تصل الامور الى ما وصلت اليه؛ لأن جهود بارزاني لانشاء الدولة الكوردية المستقلة كانت تمضي في طريق مسدود. فمن الجنوب كانت تحدها الدولة العراقية المركزية، ومن الشمال تركيا التي لديها حرب داخلية مع الكورد منذ سنوات، ومن الشرق ايران التي لا يمكن التحرش بها ومن الغرب كانت الحكومة السورية التي لم تكن تتحمل اي تمرد، اذن هل فشل مشروع تشكيل الدولة الكردية في المنطقة؟ الا ان هذه الظروف الباعثة على اليأس لم تؤثر كثيرا في مضي المشروع".

الضوء الاخضر من اردوغان

محمدي يضيف "تغيرت المعادلات في تركيا بشكل غريب. فلقد دخل الكورد ساحة الصراع السياسي بتشكيل حزب الشعوب الديمقراطية بعد ان كانوا يعدون عناصر ارهابية، حتى انهم اعلنوا انهم مستعدون لوضع اسلحتهم ارضا، ومن جهة اخرى منح اردوغان الذي يرى نفسه زعيما للشرق الاوسط الكبير وذكر ذلك عشرات المرات، منح بشكل مفاجئ الضوء الاخر لمسعود بارزاني (رئيس اقليم كردستان العراق)".

 ويتحدث الخبير الايراني في مقاله عن اهمية الزيارة التي قام بها الرئيس بارزاني الى تركيا العام الماضي،وبالتحديد الى مدينة آمد(دياربكر) يالقول"ذهب بارزاني الى تركيا الا انه لم يذهب الى انقرة ولا الى اسطنبول وانما الى دياربكر! واجتمع هناك مع اردوغان". معتبرا الزيارة الخطوة الاولى لخروج الدولة الكوردية من الطريق المسدود.
ويتابع بالقول بأن ايران دخلت على مضض في مسار التعاون مع بارزاني بعد ان "اُغلقت كل السبل القانونية لنقل الاموال الى البلاد"، وكان اقيم كوردستان المتنفس لإيران لنقل الاموال. معتبرا " زيارة علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الاسلامي في 2005 الى اربيل ولقائه مع بارزاني نقطة انعطافة في العلاقات بين طهران واربيل".

سوريا تحولت الى بطاقة متعددة الاستخدامات لمشروع كوردستان
ويتابع محمدي " ومع ضعف الحكومة المركزية في سوريا، بادر الكورد المتحالفين مع دمشق الى تشكيل تنظيمات بهدف مواجهة "داعش" الا انهم تمردوا فجأة على دمشق، وفي الحقيقة خرج احجية كوردستان السورية من موقف الانفعال".
ويشير الكاتب الى اهمية دور الرئيس بارزاني وقوات البيشمركة في معركة كوباني  وصدى هذا الدور دوليا بالقول هنا تضاعفت اهمية كورد سوريا بسبب فتح ممر يربط بين اقليم كوردستان(الدولة الكوردية) والبحر المتوسط.

ويضيف الخبير الايراني " قررت اميركا ان تدخل العنصر الكوردي للحكم، للمضي قدما في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير. وفي الحقيقة أعدت اميركا دورا جديدا للكورد في العراق وتركيا. وهو دور مختلف عن السابق"، مستدركا ان "اميركا التي اطمأنت من تشكيل الحكومة(الدولة) الكوردية في المنطقة تسعى من الآن لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمنح سمعة طيبة للكورد".
كما يشير الى الدعم الاوربي والدولي لاقليم كوردستان بالقول ان "المانيا اعلنت صراحة انها أرسلت عدة طائرات من السلاح الى اربيل ليتمكن الكورد من الدفاع عن انفسهم في مواجهة داعش".لافتا الى اهمية مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان بالقول" أما أربيل التي بقيت في مأمن من اي هجوم او تهديد من قبل داعش، فقد اكتسبت تألقا وتلألوئا ملفتا في مقابل عراق مدمر".

الغرب واوربا يدعمون قيام دولة كوردستان المستقلة

وحول السبب وراء دعم الغرب والولايات المتحدة لمشروع انشاء كوردستان الكبرى ،يقول الخبير الايراني "انه من اجل الاجابة لابد من الحديث لساعات عن تأثير عامل الجغرافيا والتماسك المكاني في المعادلات السياسية ، لهذا يمكن ادراك اهمية إنشاء هذه الدولة،التي يشبهها الخبير الايراني بـ"اسرائيل" و دولة"ارمينيا"في القوقاز ،بالقول"تم انشاء اسرائيل بالضبط في اكثر نقطة تحضرا وتماسكا في العالم الاسلامي. المنطقة التي لولا وجود اسرائيل فيها لكان بالامكان ايجاد تحالف قوي يضم دولا هامة تدار بحكومة موحدة او فدرالية"دون ان يوضح كيف كان ذلك سيتم في ظل كل هذا التناحر والصراع والخلاف بين دول المنطقة.

ويضرب الكاتب مثلا آخر وهو مثال تشكيل دولة ارمنية مستقلة في القوقاز، ويقول:
ان "موضوع حديثنا لا يبحث التواجد التاريخي للأرمن في المنطقة، وانما تواجد دولة ارمنية في المنطقة. مثلما لم يكن الحديث بشأن فلسطين حول التواجد التاريخي لليهود في هذه المنطقة وانما تشكل دولة يهودية مستقلة". مضيفا"لقد أوجد الروس بتشكيل دولة ارمينيا حاجزا جغرافيا بين دولة ايران مع الشيعة في القفقاز وبين الحكومة العثمانية مع السنة في هذه المنطقة، ومازال الروس يستغلون هذا الحاجز الجغرافي – الديموغرافي بين القوقاز والاناضول وايران رغم مرور عدة عقود".
ويربط الخبير الايراني المثالين الاسرائيلي والارمني بقيام الدولة الكوردية "الآن فالوضع ذاته يجري تنفيذه بشأن كوردستان بالضبط. وفي هذه الحال اذا تم انشاء دولة كوردستان المستقلة بالخصائص التي تريدها اربيل وتل ابيب وواشنطن، فسينقطع التواصل بين ايران وتركيا والعراق وسوريا، وسنعاني من ظروف ننشغل فيها بالحروب لفترة عقود وستكون كل متطلباتنا بدءا من اسلاك الكهرباء ووصولا الى انابيب نفطنا تحت هيمنة الدولة الكوردية المستقلة.

ويؤكد"في الحقيقة في مثل هذه الظروف وبعد اسرائيل يهودية واسرائيل ارمنية، سنشهد انشاء اسرائيل كوردية في جوارنا".
وفي الختام، وكدليل على صدق تنبوئاته يورد المحلل والخبير في شؤون تركيا والقوقاز،مسعود صدر محمدي تصريحا لـ"ايليت شاكيد" وزيرة العدل الاسرائيلية في 19 كانون الثاني/يناير 2016 في مؤسسة الامن القومي الاسرائيلي:"علينا ان ننهي الظلم الكبير الذي ادى الى ان يبقى الكورد كأكبر شعب في المنطقة بدون دولة. وعلينا ان نطلق حركة دولية لإيجاد دولة كوردية. الكورد شعب قديم ديمقراطي ومحب للسلام ولم يهاجم اي بلد. 20 مليون كوردي موجودون في المنطقة بدون دولة ولا يهتم بهم احد وهم الجبهة الرئيسية لمحاربة داعش والقضاء على خطر هذا التنظيم".

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع