معرض بيروت للكتاب: لبنان يواصل مشروعه الحضاري والثقافي

           

يقام معرض بيروت للكتاب سنويا في شهر ديسمبر من كل عام، ويستقطب العديد من المؤلفين والشعراء والكتاب لتوقيع كتبهم، كما يشهد برنامجا ثقافيا واسعا يشمل إقامة ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية. وأصبح المعرض من تراث لبنان وبات يمثل سنة بعد سنة ألقا متجددا، وهو حدث مهم جدا يجعل من لبنان عاصمة دائمة للكتب كما كان وسيبقى.

العرب/بيروت - تنطلق اليوم الجمعة 27 نوفمبر الجاري فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته التاسعة والخمسين. وتقام فعاليات المعرض في مركز البيال، للمعارض وسط العاصمة اللبنانية بيروت، خلال الفترة من 27 نوفمبر الجاري وحتى 10 ديسمبر المقبل. ويعد معرض بيروت الدولي للكتاب من أقدم المعارض العربية، وبات تظاهرة ثقافية سنوية مميزة وهامة تتسم بها العاصمة اللبنانية بيروت منذ 59 عاما.

وتشترك في هذه الدورة للمعرض الذي ينظّمه النادي الثقافي العربي، بالتعاون مع نقابة اتحاد الناشرين في لبنان، 170 دار نشر لبنانية و70 دار نشر عربية، كما تشارك في المعرض خمس دول عربية هي: المملكة العربية السعودية، دولة الكويت، ليبيا، فلسطين، سلطنة عمان، بالإضافة إلى البلد المضيف لبنان. ومن الدول الأجنبية تشترك الصين وتركيا. كما تشارك في المعرض عدة دول عربية وأجنبية إضافة إلى اشتراك أربع جامعات لبنانية وذلك على مساحة تُقدّر بعشرة آلاف متر مربع في مركز بيروت للمعارض – بيال بوسط العاصمة.

التراث اللبناني

يتضمن المعرض نشاطات ثقـــافية متعددة الوجوه، فهناك المحاضرات والندوات والأمسيات واللقاءات، التي تتناول مختلف جوانب الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى عروض فنية متنوعة، وتكريم شخصيات فكرية رفيعة المستوى وشخصيات فنية تركت تأثيرات جمة في حياتنا الثقافية والفنية.

كما ستقام مجموعة من المحاضرات والندوات في حقول الفكر والثقافة والتربية والتاريخ والأدب والسياسة والنقد الأدبي كما ستقام حفلات تكريم لرموز ثقافية وفنية ومؤسسات لبنانية، وسيتضمن المعرض أيضا للمرة الأولى في تاريخه جناح “فضاء بيروت الرقمي”، وهو الجناح الرقمي الجديد، الذي يقدم مجموعة واسعة من المنتجات الرقمية الناشطة والفعالة في الأسواق.

لقد غدا معرض الكتاب وللسنة التاسعة والخمسين على التوالي عيدا للكتاب واحتفالا به، بل لا نبالغ إذا قلنا بأنه أصبح مهرجانا ثقافيا سنويا يقام في مدينة بيروت. وكما ناضلت بيروت طوال تاريخها على هذا النسيج الاجتماعي الراقي والذي يعتبر نموذجا وقدوة، ناضل معرض بيروت أيضا طوال تاريخه عبر كوكبة من المتطوعين ليثبت أن الثقافة ثابتة في مواقعها أمام صروف الدهر ومصائب الأيام، ذلك بأنها تعبر عن توق الناس إلى المعرفة وإلى حرية الرأي والرأي الآخر.


والحقيقة أن المعرض يمرّ اليوم بظروف عصيبة أيضا، إذ أن كامل المنطقة من حولنا تغلي بفعل البراكين التي انفجرت في كل مكان دفعة واحدة ومازال لهيبها في اتساع وتنام. ومع ذلك كله يصرّ النادي الثقافي العربي على إقامة هذا المعرض لرفع الشعلة في وجه الظلمة، “نثبت مرة أخرى بأننا نحن رفاق الكتاب ثابتون في مواقعنا ولن نتراجع ولأننا نؤمن بأن الكتاب هو بابنا إلى الحرية وإلى ثقافة الانفتاح” هكذا يرى المنظمون، ويؤكدون على أن “الكتاب ينطفئ إذا لم نشحنه كهربائيا، فهو اختراع لا يهرم وجهاز لا يتعطل ولا يصبح موضة قديمة مهما تطورت اكتشافات العصر”.

لقد أثبت لبنان قدرته دوما على تشجيع العطاء الثقافي والانفتاح الحضاري والعلمي، ليس فقط في العالم العربي، إنما أيضا على الثقافات العالمية ضمن إطار حوار الثقافات، وقد تميز لبنانيون كثيرون بعطائهم الفكري في لغات أجنبية عدة ونال بعضهم جوائز دولية قيمة. وفي الوضع الصعب الذي تجتازه منطقتنا، نرى أن الكتاب الجيد مازال يتجاوز العقبات مهما تعددت، وإصدارات دور النشر اللبنانية المتقنة، طباعة ومحتوى، مازالت موجودة في العالم العربي لتشهد أن للكتاب حيزا كبيرا في عالمنا الحالي، والقراءة باقية حاجة للجميع.

وهذه الحقيقة يجسدها معرض بيروت السنوي الذي يؤكد على تواصل لبنان الحضاري في مشروع ثقافي ضخم يخوضه النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين خدمة للقارئ العربي وللمؤلفين والمبدعين وللناشرين وأصحاب المطابع.

حفلات توقيع

يشهد المعرض العشرات من لقاءات تواقيع الكتب، الأمر الذي يشير إلى نجاح الكتاب كرمز للتقدم، ومن بين اللقاءات نذكر توقيع رواية “عشيقات النذل”، الصادرة عن دار الساقي، للروائي التونسي كمال الرياحي، ورواية “خمسون غراما من الجنة” للكاتبة إيمان حميدان، وكتاب “رسائل إلى مولانا” لسناء البنا، ورواية “مساؤك ألم” للشاعرة والأديبة اللبنانية نسرين بلوط، بالإضافة إلى كتاب “بائعة الأعشاب” للشاعرة والكاتبة حنان رحيمي. كما يوقع الكاتب مروان عبدالعال روايته “60 مليون زهرة” الصادرة عن دار الفارابي للنشر، ويوقع كذلك الكاتب مازن معروف مجموعته القصصية “نكات للمسلحين”، الصادرة عن دار “رياض الريس للنشر”.

كما سيتم توقيع رواية “حبّة الخلاص”، للكاتبة جنان خشوف، وتوقع سندس برهوم كتابها الموسوم بـ”عتبة الباب” الصادر عن دار هاشيت أنطون للنشر، من جهته يوقع الكاتب محمد طوقان كتابه “الدرب الأجمل”، وبرعاية دار الأمير للثقافة والعلوم يوقع الشاعر والإعلامي محمد البندر ديوانه الجديد “لجمالك الوحشي”، كما ستتم مناقشة كتاب “ثورة كردستان ومتغيرات العصر” لحكمت محمد كريم.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

508 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع