الموصل: ايقاف الحكومة مرتبات الموظفين يُعرضهم لموت بطئ

  

وكالات الأنباء:في خطوة لتضييق الخناق على تنظيم "داعش" بالمناطق الخاضعة لسيطرته، قطعت الحكومة العراقية جميع الاجور والمعاشات التقاعدية في تلك المدن..


على إثر هذا القرار، صعّد الجمهور هناك من لهجة غضبه، لان قطع الاجور يعني تعريضم للموت البطيء، حسبما يؤكدون عبر مقابلاتهم اجريت معهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وجهة نظر المسؤولين في بغداد، يرون ان قطع الاجور والمعاشات يمكن ان تحد من نشاط التنظيم المتطرف هناك، لانه كما هو معروف، ان الاخير أستولى على كل رواتب الموظفين في المناطق هناك.
ومنذ حزيران الماضي، اوقفت الحكومة العراقية مدفوعات واجور موظفي ومتقاعدي تلك المناطق كإجراء احترازي لعدم وقوع الاموال بيد مسلحي التنظيم المتطرف، الحكومة قامت ايضاً بقطع رواتب الموظفين والاطباء والمعلمين والممرضين والشرطة المدنية والعاملين في الشركات المملوكة للدولة، وتبرر الحكومة قرارها هذا هو، لخفض حدة نشاط المسلحين المتطرفين وقطع الاموال الواصلة للتنظيم.
ويعاني السكان في المناطق الخاضعة للتنظيم من يأس كبير، اذ اعتبروا ان قرار الحكومة بمثابة “التخلي” عنهم وجعلهم عرضة للموت البطيء بعد قطع اجورهم ومخصصاتهم المالية.
الحكومة حطمت آمال الموصليين
يونس خلف، شرطي حدود متقاعد من اهالي الموصل يقول “ الحكومة قطعت اخر امل لنا في العيش حينما قررت قطعت الاجور الواصلة للموصل، فالوضع بعد هذا القرار ازداد يأساً بالنسبة لعائلتي”.
ومارس مسلحو “داعش” نهجاً تعسفياً بحق اهالي الموصل طيلة السنة الماضية، فضلاً عن سيطرتهم على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية منذ العام الماضي بعد تقهقر الجيش العراقي وانسحابه، وبسيطرة مسلحي “داعش”، فانه تمكن في الاشهر الماضية من تمويل عملياته الارهابية من الاموال الحكومية الواصلة للموصل فضلاً عن نهب ملايين الدولارات من المصارف الحكومية في المحافظة والسيطرة على آبار النفط وبيع الخام عبر السوق السوداء مما اضعف العراق ليعاني اليوم من انخفاض في اسعار النفط.
وقالت هيئة مستقلة مقرها العاصمة الفرنسية باريس، خلال دراسة اعدتها عن مصادر تمويل تنظيم “داعش” بالعراق، فتبين، ان مسلحي التنظيم قد زاد نشاطهم خلال سيطرتهم على رواتب موظفي المحافظة، اذ كان التنظيم يحصل شهرياً على مئات الدولارات من الحكومة بعد الاستيلاء على رواتب الموظفين، الهيئة المستقلة ايضاً اشارت الى تمكن التنظيم الارهابي من التحكم بالمصارف العالمية ونجاحه في غسل الاموال، فضلاً عن التمويل الذي حصل عليه من منظمات اوربية يشرف عليها اشخاص متشددين.
ويعترف المسؤولون الحكوميون، ان قطع الرواتب امر مؤلم وسيعرض الموظفين الى الضرر الكبير، لكنهم يقولون انهم لا يمكنهم ان يدعموا التنظيم عبر ارسال رواتب موظفي المحافظة.
علي الفريجي، مستشار اللجنة الاقتصادية لرئاسة الوزراء اكد لوكالة رويترز “ نحن نقاتل داعش، وقطع الرواتب هو جزء من الحرب ضد التنظيم، وللاسف كل حرب فيها اضرار جانبية”.
كارثة إنسانية
وتقول الحكومة، انها دفعت اجور الموظفين في المحافظة الخاضعة لسيطرة المسلحين، في المناطق التابعة غير الخاضعة لمسلحي التنظيم المتطرف، ولكن هذا الاجراء قوبل بقيود صارمة من مسلحي التنظيم المتطرف بمنع الموظفين من السفر لاستلام رواتبهم من المناطق القريبة من المدن الخاضعة لسيطرة المسلحين، رغم ان هناك مؤشرات تشير الى، ان هناك دلائل تبين ان الاهالي يهربون من مناطقهم.
وعبر حسن العلاف، نائب رئيس مجلس محافظة نينوى عن مخاوفه من نشوب “كارثة انسانية” ما لم تسأنف الحكومة المدفوعات لموظفيها في الموصل. الجديد بالذكر ان مجلس المحافظة يعمل من منطقة كردستان.
الفريجي المستشار الاقتصادي الحكومي، قدّر بنحو ٤٠٠ الف موظف يعاني من عدم وصول مستحقاته المالية منذ سيطرة مسلحي “داعش” على مدنه في العام الماضي. ويقول مراقبون، ان كل راتب او معاش، يمكنه ان يعيل عائلة كاملة باكملها، وبعد قطع تلك المستحقات للاشخاص في المناطق الخاضعة للتنظيم، عانت الاهالي ن انقطاع مستحقاتهم المالية.
في الموصل، المدنية التي يسكنها ما يقارب من ٢ مليون شخص، خاضعة اليوم لسيطرة مسلحي “داعش” وتعتبر معقل الارهابيين، تشهد المدينة انخفاضاً حاداً في الحركة والمبيعات بين الناس هناك، ويقول بائع ملابس في هذا الشأن، ان الحركة انخفضت بنسبة ٧٠ في المائة بعدما تم حجب الرواتب من قبل الحكومة. وقال عدد من سكان الموصل ايضاً، ان المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي “داعش” باتوا غير قادرين على توفير الاموال بعد حجب الرواتب، مما دفعهم الى بيع مقتنياتهم الثمينة لتأمين العيش الكريم، ويقول احمد فتحي في هذا السياق، الذي يدير متجراً صغيراً في الموصل، ان الناس بدأوا ببيع اشياؤهم الثمينة رغم انخفاض اسعار السلع الاساسية الغذائية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

844 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع