هل باتت روسيا شريكا لا غنى عنه للعرب؟

  

هناك تفاهم روسي مصري على اهمية الحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة

توافد عدد من الزعماء العرب على العاصمة الروسية خلال الاسبوع الحالي والتقوا بالقيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس، فلاديمير بوتين، بينما أوفدت القيادة الروسية نائب وزير الخارجية وممثل الرئيس الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إلى العاصمة السورية.

فقد وصل العاهل الأردني، عبدالله الثاني، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد ال نهيان، وتبعهما الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي.

وسبق أن استقبلت موسكو ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية الإيراني ووفودا من المعارضة الروسية بينما أعلن أكثر من مسؤول روسي أن الاستعدادات قد بدأت لعقد مؤتمر جنيف "3" لحل الأزمة السورية بالاتفاق مع الأطراف المعنية بالأزمة وعلى رأسها الولايات المتحدة والموفد الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا.

كما يتوقع وصول ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، إلى روسيا في غضون شهرين، ويسبقه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

ودعا العاهل الأردني الرئيس الروسي إلى المساعدة في ايجاد حلي سياسي للأزمة السورية. ووصف الملك عبدالله الدور الروسي بأنه حيوي وخاطب بوتين قائلا : "إنني على قناعة بأن دوركم المحوري سيسهم في إيجاد حل سياسي يشمل جميع الأطراف".
هاجس الأمن

وخلال استقبال بوتين للسيسي في الكرملين أكد الأخير رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع روسيا وخاصة في مجال مكافحة "الارهاب الذي يهدد أمن البلدين والعالم" حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، وهو الأمر الذي يأتي على رأس سلم أولويات قيادتي البلدين.

وينظر مراقبون إلى كثافة زيارات المسؤولين العرب إلى العاصمة الروسية خلال الآونة الأخيرة باعتبارها إقرارا بأهمية الدور الروسي في المنطقة وضرورة إشراكها في حل أزمة المنطقة المستفحلة والعويصة، مع تركيز المجتمع الدولي على محاربة الجماعات المتطرفة وعلى رأسها "تنظيم الدولة الاسلامية" الذي اتسعت رقعة نشاطاته لتصل إلى مصر وليبيا.

وكانت الدول العربية تعول على الإدارة الأمريكية في منع تفاقم أزمات المنطقة ووضع نهاية للأزمة السورية، لكن يبدو أنها وصلت الى قناعة بأن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما غير متحمسة للانخراط بشكل أكثر فاعلية في حل أزمات المنطقة، وأن همها الأول تقويض قدرات "داعش" عن طريق الغارات الجوية لا أكثر ولا أقل.

وبدت خيبة الأمل العربية أكثر وضوحا في تعامل إدارة أوباما مع المخاوف العربية من السياسات الإيرانية في المنطقة أثناء مفاوضات الملف النووي الإيراني.

ويبدو أن هناك توجها عربيا جديدا في التعامل مع الدور الروسي في المنطقة ، جوهره الوصول الى نوع من التوافق والتفاهم على اسس مواجهة ازمات المنطقة بعد أن ايقن العرب انهم غير قادرين على الاستغناء عن روسيا لحل مشاكل المنطقة وعلى رأسها الازمة السورية ومخاطر الجماعات المتطرفة.

مدخل التوافق بين موسكو والحكومات العربية المؤثرة هو الأمن والاستقرار في المنطقة ومحاصرة تداعيات ما يسمى بربيع الثورات العربية على أمن المنطقة والتصدي للجماعات المتطرفة ومنع قوى الاسلام السياسي من الوصول إلى الحكم في الدول العربية تحت أي مسمى كان.

لكن يرى البعض أن التفاهم، بين الأنظمة العربية وموسكو، المبني على الأمن سوف يطيح بآمال الشعوب العربية التي انتفضت وثارت مطالبة بالحرية والمشاركة السياسية وإنهاء عقود طويلة من القمع والاستبداد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع