الخياطة في كركوك: أزياء فلكلورية بألوان براقة تروج بعيدا عن الاغراق السلعي

                   

بغداد ـ العالم:لم تؤثر الملبوسات المستوردة بموديلاتها الحديثة، والتي غزت اسواق محافظة كركوك منذ أعوام وبأسعار مناسبة في مهنة الخياطة، التي لم تزل تتمتع بأهميتها المعهودة في كركوك، ربما يعود السبب في ذلك لخصوصية الملابس الكردية والتركمانية والمسيحية في ألوانها وتصاميمها المختلفة على ازياء المحافظات الاخرى.

وقال المواطن اسو عدنان (33 عاما) لوكالة انباء بغداد الدولية،ان "الخياطة مهمة جدا، ولا يمكن الاستغناء عنها في كركوك، لاسيما في المناسبات مهما تنوعت الألبسة المستوردة والجاهزة المتوفرة في الاسواق"، مبيناً انه "ما زالت المهنة مزدهرة وتلقى اقبالا من الناس كما في العهود السابقة في الثمانينيات والتسعينيات، وذلك لحب الاطياف المتنوعة في المحافظة للأزياء الفلكلورية والألوان البراقة التي تعكس طبيعة بيئة المحافظة".
وتقول مهيار مراد (20 عاما) طالبة جامعية، ان "الملبوسات المستوردة تغزو الاسواق في المحافظة، إلا انها لم تخطف الزبائن من الخياطين، فهناك من يرغبن من النساء في الازياء العصرية المستوردة، فيشترين ما يعجبهن من المحال المتخصصة لبيعها، اما من يرغبن في الأزياء الفلكلورية والتقليدية فيذهبن للخياط ليخيط لهن ما يريدن من أزياء".
وأضافت انه "في المناسبات مثل اعياد نوروز التي تستلزم ارتداء الزي الكردي وحفلات التخرج، يكون سوق الخياطين اكثر رواجا، اما في بدء السنة الدراسية وأعياد الفطر والأضحى فللمستوردات العصرية نصيب اكبر".
في حين يجد هدايت ترزي اوغلو صاحب محل اقمشة بيخال في كركوك المنافسة بين الخياط وبائع الملابس المستوردة غير موجودة، فلكل منهما زبائنه وكثيرا ما يكون لهما زبائن مشتركون بسبب زيادة القدرة الشرائية للمواطنين، بعد احداث 2003، فضلا عن ان الخياط لا يعمل فقط في الملبوسات الفلكلورية فهو يخيط اي (موديل) يطلبه الزبون وكل شيء بسعره".
واوضح ان "موسم بيع الاقمشة مرتبط بالخياطة، لذلك نجد الخياطين منتشرون في سوق الاقمشة في كركوك"، مضيفا ان "الخياطة مهنة رائجة طوال العام، وتصل ذروتها في بدء العام الدراسي وأعياد نوروز وعيدي الفطر والأضحى، وفيما عدا تلك المناسبات، هناك مناسبات خاصة بالحفلات والأعراس وحفلات التخرج وغيرها".
مجيد محمد ترزي، صاحب محل للخياطة في منطقة المحاكم، يلاحظ ان "كثيرا من الزبائن في محافظة كركوك لا يزالون يرغبون في خياطة وارتداء الملابس غير الجاهزة، بسبب جودتها واعتناء الخياط بها، حتى وان دفع نقودا أكثر، لأن الزبون يعرف تماما أنها ستدوم معه مدة اطول، وستناسبه أكثر لأنها فصلت خصيصا له وعلى مقاسه، وعمل الخياط شأنه شأن الطبيب والمهندس لأنه يقدم خدمة للمواطن فتعتبر الخياطة مهنة خدمية لا يمكن للمواطن ان يستغني عنها، على الرغم من تعدد ماركات الالبسة الجاهزة لكن هناك الكثير من يتردد على الخياط".
وتابع محمد ان "الخياطة ذوق وفن وابداع، والخياط الجيد من يبحث عن موديلات جديدة في سبيل ان يكسب الزبون الذي يبحث عن التجديد".
وبين ان "المواطن العراقي دائما متذوق راقي للخياطة ويبحث دائماً عن الأناقة"، مشيرا الى ان "إقبال الشباب اكثر من كبار السن في الوقت الحالي والسبب الرئيس لان الشاب يواكب الموديلات الحديثة".
ومن جهته، طالب المختص الاقتصادي ريبين اكو الحكومة المحلية في كركوك بـ"دعم الصناعة المحلية من خلال فرض التعرفية الكمركية على البضائع المستوردة حتى يتسنى للصناعة المحلية ان تستعيد عافيتها وتنافس البضائع المستوردة".
وقال فائق "بالنسبة للمنتج المحلي فانه يمتاز بمواصفات من حيث القياسات التي تتناسب مع الطلب قياساً بالمنتج الاجنبي الذي غالباً ما تكون قياساته صغيرة". وأضاف انه "على الحكومة ان توفر الدعم للصناعات الوطنية لان العراق اصبح مستهلكاً بعد ان كان مصنعاً يعتمد بالدرجة الاولى على الصناعات المحلية في السنوات الماضية نظراً لما كان يعيشه من حصار اقتصادي دفعه الى سياسة الاكتفاء الذاتي".
وأشار الى انه  "على الحكومة ان تتعامل بجدية مع ظاهرة انتشار السلع المستوردة على حساب السلع المحلية"، مؤكدا ان "ازدهار الصناعة المحلية يرتبط بإعداد خطة مدروسة لتطويرها في كل قطاع من قطاعاتها، وتحتاج هذه الصناعة إلى فرصة لنمو والتطور لتتمكن من منافسة المستورد من خلال منحها العديد من المزايا".
وبين الإقتصادي ان "توفير تسهيلات كافة لهذه الصناعة المحلية ستعمل بشكل مباشر منافسة المنتجات المستوردة من حيث جودة إنتاجها، وتلبية احتياجات السوق المحلية".

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

725 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع