تفاهم أميركي ـ إيراني ضد «داعش» في تكريت واستثناء الأنبار والموصل

         

قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي وزعيم منظمة بدر هادي العامري يتفقدان القوات الأمنية المشتركة قرب سامراء أمس (إ.ب.أ)

بغداد: حمزة مصطفى ومناف العبيدي:رغم التقدم الذي حققته القوات العراقية التي هاجمت مدينة تكريت والأقضية والنواحي المحيطة بها في الساعات الأولى من بدء المعارك التي أطلق عليها «لبيك يا رسول الله» إلا أن تضارب الأنباء حول سير العمليات القتالية في الكثير من المناطق لا يزال هو سيد الموقف.
وطبقا لما أفاد به قائد ميداني لـ«الشرق الأوسط» فإن «القوات المشاركة في عملية تحرير محافظة صلاح الدين لم تدخل بعد مدينة تكريت بعكس ما كان مخططا حيث لا تزال معظم أحياء المدينة بيد تنظيم داعش ولكن تجري محاصرتها من عدة جهات»، مضيفا أن «هناك معارك عنيفة تجري في المناطق المحيطة بتكريت سواء في أقضية العلم والدور في محاولة لتضييق الخناق على التنظيم الذي زرع المناطق التي ينسحب منها بالألغام والمفخخات وهو ما بدأ يؤثر على تقدم القوات بالإضافة إلى الخسائر البشرية لا سيما في صفوف الحشد الشعبي».
وردا على سؤال بشأن السبب الذي جعل الحشد الشعبي ينفرد بكثرة الخسائر بالقياس إلى القوات المسلحة، كشف القائد الميداني أن «من الواضح أن هناك ثقلا للحشد الشعبي في معارك صلاح الدين بالقياس إلى القوات المسلحة حتى على صعيد التخطيط للمعارك بمختلف صفحاتها»، مشيرا إلى أن «تنظيم داعش بدأ يفقد زمام المبادرة التي كان يمتلكها في الماضي، لكنه لا يزال يشكل خطرا في حال لم يتم حسم مسألة مسك الأراضي التي يتم تحريرها».
وبشأن التنسيق بين القوات العسكرية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية وقوات الحشد الشعبي، قال القائد الميداني إن «التنسيق حتى الآن دون مستوى التحدي لا سيما أنه كانت هناك رغبة خلال اليوم الأول بأن يكون دور في حسم المعركة لجهة (في إشارة ضمنية للحشد الشعبي الذي يشرف عليه هادي العامري زعيم منظمة بدر وبمشاركة الجنرال الإيراني قاسم سليماني) دون جهة أخرى (في إشارة إلى الجيش) لأسباب يطول الحديث عنها».
من ناحية ثانية، وفي حين بقي طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم خارج نطاق عملية تكريت وسط تقارير عن وجود قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، في صلاح الدين لتقديم المشورة للقوات العراقية، أكد متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وجود مستشارين إيرانيين في منطقة العمليات. وقال سعد الحديثي، المتحدث بإسم مكتب رئيس الوزراء العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، ردا على سؤال حول سليماني، أن العبادي «قالها صراحة إن القوات الأمنية العراقية استعانت بمستشارين عسكريين من جهات كثيرة ومنها الجارة إيران وهناك وجود على مستوى المستشارين العسكريين الإيرانيين وغيرهم من الذين استعانت بهم الحكومة العراقية أو تعاقدت معهم».
وبسؤاله عن إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن طائرات التحالف الدولي لا تقدم الإسناد للقوات العراقية في معارك محافظة صلاح الدين لأن الحكومة العراقية لم تطلب دعما جويا، أوضح الحديثي أن الحكومة العراقية «لم تطلب من الجانب الأميركي عدم تقديم الدعم الجوي»، مضيفا أن رئيس الوزراء «قال في أكثر من مناسبة إن القوات العراقية تحتاج للمساندة والدعم الدولي في حربها ضد (داعش)، كما أننا نتعامل مع المواقف الحقيقية على الأرض والجانب الأميركي والتحالف الدولي ملتزمان بتوفير الغطاء للقوات العراقية عندما تقوم بعمليات برية في أي مدينة».
بدوره، أوضح مصدر سياسي مطلع في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمور تبدو أكبر من مجرد عدم طلب الحكومة العراقية من الولايات المتحدة الأميركية دعما جويا في معارك تكريت لا سيما أن معركة تكريت اليوم وما يليها من معارك سواء في الموصل أو الأنبار هي جزء من حرب التحالف الدولي ضد داعش يضاف إلى ذلك أن الطيران الأميركي لم يتوقف عن قصف أهداف لـ(داعش) في مناطق مختلفة من العراق خلال اليومين الماضيين لا سيما في الموصل والأنبار باستثناء صلاح الدين التي تحتاج الآن غطاء جويا فاعلا».
وفي مفارقة لافتة للنظر، اختار السفير الأميركي في بغداد ستيورات جونز مدينة النجف التي زارها لإجراء مباحثات مع حكومتها المحلية ليرمي الكرة في ملعب الحكومة العراقية مكررا موقف البنتاغون بأن بغداد «لم تطلب مساعدة التحالف الدولي في العمليات العسكرية الجارية الآن في صلاح الدين»، مضيفا في مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ النجف عدنان الزرفي أن «الولايات المتحدة الأميركية فخورة بشراكتها مع القوات العراقية التي أحدثت تأثيرات ضخمة في إضعاف (داعش)».
المصدر السياسي المطلع أضاف أن «إيران رغبت أن تكون معركة صلاح الدين من حصتها وهي جزء من تفاهم خاص مع الأميركيين بعلم بغداد التي لم تطلب مشاركة أميركا جويا رغم الحاجة الفنية إليه»، موضحا أن «وجود مستشارين إيرانيين كبار من أمثال سليماني وأبي مهدي المهندس وسواهم في صلاح الدين لقيادة وتوجيه الحشد الشعبي، الذي تؤكد كل الدلائل والمؤشرات أن الانتصار في المعركة سيسجل لصالحه، لا ينسجم مع مشاركة أميركية في هذه الصفحة من الحرب خصوصا أن إيران لن يكون لها حضور في معركتي نينوى والأنبار لأسباب هامة في المقدمة منها أن إيران لم تنجح ولا يبدو إنها ستنجح في تعميم تجربة الحشد الشعبي في الموصل التي هي ذات غالبية سنية - كردية مطلقة والأنبار التي هي سنية بالكامل».

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

660 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع