المؤنث ينتصر في معركة أمانة بغداد ويتعهد بالأفضل

     

المدى/مهند مصطفى:"عروس الشرق الأوسط كانت"، بهذه الكلمات تتألم (لينا محمد) ، طالبة في كلية العلوم في عقدها العشرين ، لما تشاهده من امور لا يمكن ان تكون في عاصمة الرشيد التي كانت في فترات سابقة تحتل المرتبة الاولى في العالم. لينا تقول :

"زرت العديد من العواصم العربية والاجنبية واندهشت من مدى جمالية تلك المدن بعكس ما اشاهده واعيشه في عاصمة يفترض ان تكون عروس الشرق الاوسط بجمالها وألقها. بغداد تحتاج لوقفة حقيقية وجادة من اجل احياء جمال شوهت وجهه الحروب والازمات والصراعات التي لا يجنى منها الا الخراب والدمار."
 ثروات وموارد
وتضيف لينا : "يحزنني امر دائما ما يجعلني في حيرة من امري ، وهو ان غالبية المدن التي ازورها لا تمتلك الا جزءا بسيطا مما نمتلكه من ثروات وموراد وايد عاملة يراد للحكومة الجديدة تفعيلها وزجها في المؤسسات الحكومية التي تحتاجها العاصمة بغداد لتكون انظف واجمل، لذا فانني دائما اتساءل : من المسؤول ومن الذي يفترض ان يحاسب ويحاكم لقاء ما وصلت اليه مدينة كانت عاصمة الجمال والحضارة؟"
وتأمل لينا، ان "تنفض عاصمة الرشيد ركام الاتربة والنسيان والضياع الذي سيطر عليها لأعوام كاملة، والتي لابد ان تجدد من خلال الخطط الكفيلة التي ستضعها القيادة التي تتمثل بالعنصر النسوي، اود مشاهدة منطقتي جميلة ونظيفة اشعر بمرارة عندما تمر سيارتي الخاصة بكومة نفايات تملأ الازقة ولدينا من الكوادر ما يجعلنا في المقدمة دائما."
المؤنت يقود
انتقلنا بالحديث الى احدى زميلات لينا وهي (مها القيسي) من منطقة السيدية التى اوضحت: "ان تراكم النفايات في ارقى مناطق العاصمة والاهمال الذي قد يبدو متعمدا في بعض الاحيان سببه غياب الخطط التي لابد ان تكون في مقدمة اي عمل خدمي في البلاد، نحن نشاهد المسلسلات والبرامج والقنوات التي تبث انشطة خاصة فيما يتعلق بالاعمار والبناء وكيفية تحقيق سبل انجاز سريعة ومتقدمة ونلاحظ الفرق الكبير بين من يعمل وبين من يترك العمل بحجج وذرائع لا تصلح ولا تخدم مجتمع عاش الازمات ونتمنى ان يكون بعيدا عن الاهمال والركود والنسيان."
والمحت القيسي الى "ان قيادة العاصمة من قبل امرأة قد يغير خارطة العمل على ارض الواقع الى الافضل في ظل التغييرات التي تقوم بها المناصب التي تتقلدها المرأة في العراق حيث لم يعط لنصف المجتمع حقه حتى هذه اللحظة، لذا فمن الواجب ان يقف الجميع ليساند امينة العاصمة الجديدة من اجل الانتقال ببغداد الى مراحل متطورة ومتحضرة بعيدة عن ما نعيشه في هذه الايام وفي السنين الماضية."
خطط واقعية
فيما دعا (عمار الغراوي) وهو موظف حكومي، الى ان تستثمر كل الطاقات الشبابية في عمل كوادر امانة العاصمة واستبدال العقول التي مازالت تعمل وفق اجندة بعيدة كل البعد عن التطور والتحضر الذي تعيشه بلدان العالم المتطور والمتحضر، نود ان يكون الواقع الجديد افضل من السابق بغض النظر عن المسميات التي لابد ان نتجاوزها لتحقيق مكاسب للعاصمة التي تعاني الكثير من نقص الامور الخدمية التي لابد ان تستبدل بخطط واقعية مفيدة تخدم المجتمع ومناطقه.
وشدد الغراوي، ان المناطق الشعبية والفقيرة والبعيدة عن الخدمات والتي مايزال القسم الاكبر منها حتى غير معبد لابد ان تلتفت إليها كوادر الامانة بدلا من تنظيف مناطق هي بالاساس لا تحتاج الى جهد كبير، فعلى العاملين الجدد في الامانة ومن يشرع بتوجيه الخطط ان يتفقد بنفسه مناطق بغداد وازقتها ليكون على اطلاع بما احدثته المتغيرات الجديدة التي عادت بالعاصمة الى الوراء عشرات السنين.
إهمال ونسيان
من جانبه ، لفت (سمير علاء) وهو سائق اجرة الى ان " شوارع وازقة العاصمة بغداد لاسيما الفقيرة منها والبعيدة عن انظار امانة بغداد بحاجة الى رعاية تامة في الفترة المقبلة خاصة وانها عانت ماعانت من الاهمال والنسيان، نحتاج الى ان نرى حلة جديدة ترتديها عاصمة الحضارة والعلم والمعرفة، مشهد مؤلم عندما تأتي الوفود العربية والاجنبية ونقوم بتنظيف اماكن معينة من العاصمة بغية ان تشاهد من قبلهم بجمالية محدودة متناسين المناطق التي تغرق شتاء وتمتلئ بالنفايات والملوثات صيفا، وجله امام مرأى ومسمع المسؤولين في الجهات المتخصصة التي من الاجدر ان تكون العين الساهرة لحماية ونظافة مناطق العاصمة كافة."
سرقة وتباطؤ
المؤنث في امانة بغداد ، الجميع متفائل بهذه الخطوة التي عدوها بالمباركة والتي ستعيد لبغداد بحسب وصفهم رونقها وجمال روحها الذي اختفى بفعل السياسات غير الحكيمة والخطط مقطعة الاوصال التي دائما ما تنتهي بفشل او سرقة الاموال او عدم وفاء الشركة المكلفة بكافة اعمالها، حالات وامور يأمل مواطنو العاصمة ان تنتهي، لكي تبقى العروس بزهوها واناقتها التي عرفت عليها منذ التسمية الاولى، عاصمة تشتكي قيادتها الجديدة من حمل ثقيل وعتب اكبر على سياسييها وقادتها منذ العام 2003 الى غاية اللحظة . التقارير الدولية التي تصدر من قبل منظمات حكومية ومحلية ومعترف بها والتي دائما ما تظهرها بحلة بعيدة كل البعد عن واقعها الحقيقي والمراد ان تكون عليه عاصمة يمتلك اهلها كافة مقومات النجاح والاستمرارية.
تعهد بالأفضل
مقربون من ذكرى علوش قالوا إن علوش مهندسة مثابرة ماهرة تحزن عندما ترى شوارع بغداد ملوثة وتملؤها القمامة، بل أنها تحزن لقلة الخدمات المقدمة للمواطنين، مؤكدين أنها ستملأ مكانها وتكون خير قائد للأمانة.
بدورها ، اعلنت الامينة الجديدة لبغداد ذكرى علوش ان لديها من الخطط والمقترحات التي من شانها تسريع عملية تنفيذ المشاريع الستراتيجية في مختلف القطاعات الخدمية الى جانب الشروع بتنفيذ مشاريع جديدة للنهوض بمستوى الخدمات في العاصمة بغداد و تقديم الافضل لاهلها الكرام.
واضافت علوش في تصريحات صحافية انها ستبذل قصارى جهدها لدفع عجلة الاعمار والبناء الى الامام وتحقيق التنمية المستدامة عبر الاستغلال الأمثل لجميع الموارد والإمكانيات والسعي الجاد لإجراء تعديلات في القوانين والأنظمة التي لم تعد تناسب طبيعة المرحلة الحالية نتيجة التوسع السكاني والتزايد المضطرد في الحاجة الى خدمات بمستوى عال تناسب مكانة العاصمة واهلها الكرام..
واوضحت التزامها بالمسؤوليات والواجبات أمام الله والشعب والقانون والأمانة على المال العام والتجرد من الميول والمجاملات على أسس حزبية او مذهبية او عشائرية او مناطقية ويكون اساس عملها خدمة الوطن والمواطن مبينة ان عملها خلال هذه المرحلة سيتركز في اتجاهين متوازيين الاول تقديم افضل الخدمات لاهالي بغداد والعمل على وضع المعالجات السريعة لمشكلاتهم بعد تشخيص مكامن الخلل والتلكؤات والثاني تعزيز مكانة العاصمة كمدينة عصرية مع الحفاظ على أصالتها وتاريخها ونسيجها العمراني المتميز.
وأشارت علوش الى انها ستكثف من تواجدها الميداني في مواقع العمل للإشراف المباشر على عملية تقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع ومتابعة هموم وشكاوى المواطنين وإيجاد الحلول المناسبة والسريعة لها وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم ضمن قاطع كل دائرة بلدية.
بغداد والخراب
الكاتب والباحث د. عقيل الناصري تساءل : اين بغداد من ذاتها ؟ وأين هي من محيطها ؟ ولماذا قطعت الوصل بالجمال ؟ هل هي السبب أم ان المسؤولين عنها دمروا بعدها الأرحب، أين مدنيتها التي كانت تتراكم في العراق المعاصر، ولماذا انسحبت الى الوراء كأنها لؤلوة معطوبة! لماذا رُيفت؟، وتوقفت عن استيعابها الحضاري للقادمين الجدد؟. عندما ضاق ثوبها العثماني عنها والذي فرض بقوة التخلف، كشفت عن بعض من محاسنها، فتمددت الى المحيط الرحب في الثلاثينات.. وعندما انتشرت نسائم التحرر بعد الحرب الكونية الثانية خرجت بغدادنا بقوة لتصل أجزاءها ببعض وترسم لمدنية العمران ألوانها المعمارية الزاهرة والزاهية.
واضاف الناصري: يأتي تموز ليزيل البؤس عنها ويعمرها وتكثر ساحاتها، حتى اتهم زعيمها بأن اطلقوا عليه أبو الساحات، لكثرة ما شيد واعطى روحاً لبغدادنا التي ازدهرت وأخذت بالارتقاء في عالمها الخاص، وتوسعت وتكونت احياءُ جديدة اهم ما فيها ان ترى التنوع فيه من كل الأطياف الاجتماعية، وغدت لهجة بغداد العثمانية تفقد عجمتها وتوحد ابناء الوطن الواحد.
واكد الناصري "هذه بغداد بكل اطيافها، لكن هجوم الجراد على طلعها، مع انقلاب 8 شباط المشؤوم ذي اللون الواحد والحزب الواحد والعزف الواحد، افقد بغدادنا ذلك التنوع، وعم الخراب الكامن بين الشكل المظهري غير المنسجم مع الماهية الثقافية والروحية لبغدادنا، وتعمق استلاب الحكومات لها وأخذ التشويه يدب في اوصالها، وعجزت عن اعادة انتاج روحها المتفتحة، لهجمات التريف، التي فرضها الحزب الحاكم بالقوة وغرز في رحمها تلك القيم الأحادية وذلك الملبس غير المتمدن وألبسها ثوب حزنها القاتم نتيجة حروبه المجنونة والمسعورة، وجاء الحصار ليزيد من هزالها المعرفي والجمالي، يريدون لها ان تشيخ، لكنها تأبى."
واستطرد الناصري "عندما حل الاحتلال الثالث وجاءت آلهة الحرب لتستبيحها ولتعم الخراب ليس المادي فحسب بل حتى المعنوي . وحلت منذ ذلك الاحتلال فلسفات القرون المنصرمة تريد لبغدادنا قيماً مضت عليها السنون. بغداد تستصرخ أهلها كي يعيدوا الانتماء لها ولأنفسهم .. وينطلقوا من ذاتها لذاتهم .. لأنها أمهم الرؤوم.. والمتنفس الروحي والثقافي لهم .. كي يحتضنوا دفئها المعنوي وينطلقوا منها نحو الحداثة، بغداد تأمل خيرا بالأمينة الجديدة والمتمثلة هذه المرة بسيدة عراقية كريمة ننتظر أن تفي بما وعدت بها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

957 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع