العراق: أكثر من 90 ضابطاً "غير قانوني" بوزارة الدفاع

   

بغداد ــ صفاء عبد الحميد:كشف مصدر في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، أنّ "الوزارة تضم أكثر من 90 ضابطاً برتبة فريق، يمثلون كتلاً سياسيّة مختلفة، وغالبيتهم يعتبرون فائضاً، وهم يعملون كمستشارين، وهي مهام روتينية لا جدوى منها".

وأشار إلى أنّ هؤلاء الضباط، يعملون كمراقبين للجهات السياسية التي يرتبطون بها، فهم يرصدون تحركات الوزارة وخطواتها الأمنية، ومدى توافقها مع سياسة الجهات السياسية المرتبطين بها".

كما أوضح أنّ "هذه الرتب العالية، لن يستطع القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة حيدر العبادي تقليصها، لأنّ وجودهم في الوزارة يدخل ضمن التوافقات السياسية، وأنّ إقصاء أيّ ضابط منهم، يعني إقصاءً لجهة سياسية، ما قد يسبّب إرباكا للخارطة السياسية، وللتوافقات الحكومية.

هذا وكشف المصدر أيضاً، أنّ :

"كل ضابط من هؤلاء يحصل على مخصصات ومميزات مالية، تعادل منصب وكيل وزير، الأمر الذي يثقل كاهل موازنة وزارة الدفاع بشكل كبير"، مشيراً إلى أنّ "غالبيتهم حصلوا على تلك الرتب الرفيعة، بشكلٍ غير قانوني، ومعظمهم لا يعرف حتى أبجديات العمل العسكري".

بدوره، استغرب الخبير الأمني الاستراتيجي، واثق العبيدي، هذا العدد الكبير من الرتب العالية في وزارة الدفاع، واعتبر في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجيش العراقي عندما كان جيشاً حقيقياً له مكانته في البلاد، ومكانته الكبيرة بين الجيوش العربية والعالمية، لم يضم عددا كهذا من الرتب الكبيرة والفائضة عن الحاجة".

وأكّد أنّ :

"الجيش العراقي الحالي لا يحتاج لخبراء ومستشارين بقدر ما يحتاج إلى تصفية من العناصر المندسة، ومن الارتباطات المشبوهة والولاءات المتعددة"، مشيراً إلى أنّ "وجود هؤلاء الضباط يؤكد مدى فشل أهم مؤسسات الدولة وهي المؤسسة العسكرية".

كما طالب القائد العام للقوات المسلحة، بأن يعمل على "فك ارتباط هؤلاء الضباط من الوزارة، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية من جديد".

من جهته، اعتبر اللواء الركن في الجيش السابق، عبد السلام الدليمي، أنّ "المؤسسة العسكرية العراقية، للأسف أصبحت من أفسد المؤسسات، وترتهن للمقايضات والمساومات السياسية".

وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "نتائج هذه المساومات رأيناها من خلال هروب الجيش أمام تنظيم "داعش" وترك سلاحه"، مؤكّداً أنّ "إصلاح المؤسسة العسكرية أصبح أمراً مستحيلا، ولا يمكن ترميم الجيش الحالي بسبب الخراب والفساد الكبير الذي استشرى فيه"، مشدداً على وجوب حل هذا الجيش، وبناء جيش جديد بقادة وجنود جدد".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

457 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع